العدد 4021 - الإثنين 09 سبتمبر 2013م الموافق 04 ذي القعدة 1434هـ

الضربة الاميركية محور تهكم الموالين للنظام السوري ومعارضيه

فجر التريث الاميركي في توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري في انتظار التشاور مع الكونغرس، خيال السوريين الذين ابتكروا دعابات وتعليقات ساخرة يتم تداولها عبر الهواتف المحمولة او الانترنت، رغم الذعر الذي اثاره احتمال حصول هذه الضربة في قلوب الكثيرين.

ويتندر السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي ان شركتي "ام تي ان" و"سيريتيل" للاتصالات الخلوية اطلقتا خدمة على اسم وزير الخارجية الاميركي جون كيري عنوانها "كيري خبرني قبل غيري" لمعرفة توقيت الضربة العسكرية الاميركية، وذلك بارسال رسالة فارغة الى احد الارقام.
على صفحات موقع "فيسبوك" الالكتروني، يتم تناقل نكتة يناشد فيها سوريون الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسراع بالضربة لان الترقب "عطل من مشاريعهم" التي يضطرون لتاجيلها لتبين ما سيكون عليه الوضع بعد الضربة، كبدء استثمارات تجارية او الارتباط العاطفي او الانتقال الى سكن جديد.
ويعتمد السوريون تقويما جديدا منذ الاعلان عن احتمال تنفيذ الاميركيين وحلفائهم ضربة عسكرية، يستند الى "ما قبل الضربة، وما بعد الضربة"، تيمنا بالاميركيين الذين يتحدثون بالطريقة نفسها عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن.
واذا كانت شريحة واسعة من السوريين المناهضين لنظام الرئيس بشار الاسد متحمسة كثيرا لحصول الضربة التي من شانها لو حصلت، اضعاف النظام بحسب رايها، الا انها تلتقي مع السوريين المؤيدين للنظام والخائفين جدا من تداعيات اي ضربة عسكرية، في السخرية مما بات الجميع يعتبره تهربا من الاقدام على عمل عسكري من شأنه ان يكرر تجربة العراق قبل عشر سنوات.
ومن الدعابات المتداولة صورة لاوباما حاملا زهرة اقحوان، وهو ينزع تويجاتها الواحدة تلو الاخرى، ويقول "اقصف... لا اقصف".
واتهمت دول غربية على راسها الولايات المتحدة النظام السوري بتنفيذ هجوم بالاسلحة الكيميائية على مناطق في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس، ما تسبب بمقتل المئات. واعتبرت واشنطن ذلك تجاوزا "للخط الاحمر" الذي وضعه اوباما للازمة في سوريا قبل سنة، وبدأ الحديث عن استعدادات اميركية وتحالفات غربية لتوجيه الضربة.
وبعد ان بدت الضربة العسكرية وشيكة ومسألة ساعات، اعلن اوباما الذي كان من اشد معارضي الحرب الاميركية على العراق في 2003، انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة ضد النظام السوري، لكنه تريث في التنفيذ طالبا من الكونغرس التصويت على العملية.
وفي انتقاد واضح لما يعتبرونه ترددا وضعفا عند اوباما، تناقل ناشطون معارضون على فيسبوك صورة للرئيس الاميركي مع لحية وعمامة، فبدا كرجل دين، وكتبوا عليها عبارة وكانها صادرة عنه وفيها "ساويت استخارة، وما انشرح قلبي لقصف سورية".
والاستخارة عند المسلمين هي الصلاة قبل اتخاذ اي قرار والعمل بما يلهم به الله قلب الانسان.
وكتب احد الناشطين تعليقا على تاجيل اوباما ضربته الى ما بعد موافقة الكونغرس انه "سيرفع دعوى قضائية ضد باراك ابن حسين أوباما بتهمة البلاغات الكاذبة وإزعاجنا واقلاق راحتنا".
وتعليقا على تصريح اوباما في اليوم نفسه الذي اعلن فيه اتخاذه قرارا بالضربة، ان بلاده "لا تزال تامل بحل سياسي" لسوريا، نشر ناشطون معارضون على الانترنت صورة كاريكاتورية لاوباما وهو يقف في وسط ركام ودمار ويتحدث عن الحل السياسي.
وعلق احدهم "حضرة الرئيس، انت محق، انتظر ثلاث سنوات اخرى لتتم ابادة الشعب السوري".
ويستغرب السوريون ايضا غياب اي اجراء حكومي يقيهم من تداعيات الضربات المحتملة، في وقت يستنفر حلفاء الولايات المتحدة كل الجهود لاقناع الراي العام بصوابية الضربة، ومما كتب على صفحات التواصل الاجتماعي في هذا الاطار، "الإسرائيليون وزعوا أقنعة ضد المواد الكيماوية، والأردنيون أعلنوا حالة التأهب، والاتراك يقومون بنشر صواريخ ومضادات ليلا نهارا، واللبنانيون متوترون رغم نايهم بنفسهم... العراقيون محتارون في امرهم والمصريون يتابعون أخبار سوريا أكتر من أخبارهم".
ثم يتساءلون ساخرين "اي بلد ستصيب الضربة؟".
وفي وقت تستقطب اخبار الضربة العسكرية اهتمام الاعلام العالمي، كتب احدهم على فيسبوك ان احد منظمي الحفلات اعلن " تركيب شاشات عملاقة في كل الساحات العامة ليتمكن المواطن من مشاهدة الضربة العسكرية مباشرة"، وسيقدم "حفلا فنيا ساهرا خلال الضربة يتضمن اركيلة وشرابا"، كما تفعل المقاهي عادة لدى نقل مباريات كرة القدم.
وعن الاهداف المحتملة للضربة، تتناقل الهواتف السورية المحمولة صورة لاوباما وهو يرفع اصبعا مهددا ويقول "سنوجه ضرباتنا الى الاماكن الحساسة"، مع صورة تحته لاربعة لاعبي كرة قدم يصطفون كما لتلقي الضربة الحرة المباشرة وهم يغطون بايديهم اعضاءهم التناسلية لحمايتها، ويقولون لبعضهم "اخفوها جيدا نريد ان ننجب".
مقابل كل هذه الدعابات، يتعامل الاعلام السوري الرسمي بجدية بالغة مع التهديدات.
واعلن التلفزيون والصحف الحكومية عن "جوانب محتملة للعدوان" تتمثل في "التشويش على المحطات التلفزيونية، والشائعات التي يمكن ان تطلق والمتعلقة "بانشقاقات داخل جسم الدولة او الجيش" وحاجة الناس "الماسة" للماء والكهرباء والخبز.
وتتضمن هذه الشائعات كذلك، بحسب الاعلام الرسمي، "سقوط" بعض المدن وتقدم "المجموعات الارهابية" على بعض المحاور و"تراجع" القوات السورية عن بعضها.
كما يحذر الاعلام من "افلام معدة" حول ساحات عامة او مبان حكومية "للايحاء بانها سقطت بيد الارهابيين"، او يظهر فيها اشخاص "يؤدون ادوار شخصيات سورية رسمية" من خلال تصريحات او بيانات تستهدف "احباط المعنويات"، ومن اشاعات حول فرار شخصيات هامة من البلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:00 ص

      ولد الديره

      لإسرائيليون وزعوا أقنعة ضد المواد الكيماوية، والأردنيون أعلنوا حالة التأهب، والاتراك يقومون بنشر صواريخ ومضادات ليلا نهارا، واللبنانيون متوترون رغم نايهم بنفسهم... العراقيون محتارون في امرهم والمصريون يتابعون أخبار سوريا أكتر من أخبارهم"كبير الشعب السوري

اقرأ ايضاً