العدد 4022 - الثلثاء 10 سبتمبر 2013م الموافق 05 ذي القعدة 1434هـ

الغرب يعطي الاولوية للدبلوماسية في سوريا من دون خفض سقف تحذيراته

كررت الولايات المتحدة وفرنسا الاربعاء(11 سبتمبر / أيلول 2013) التزامهما التدخل عسكريا ضد النظام السوري اذا اخفقت الجهود الدبلوماسية الحالية على صعيد فرض رقابة دولية على الترسانة الكيميائية السورية، وذلك عشية لقاء اميركي روسي بالغ الاهمية في جنيف.

ويلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الخميس في سويسرا في محاولة لتجاوز المازق بين الغربيين وروسيا حول كيفية حض سوريا على التخلي عن ترسانتها الكيميائية.

وذكر مصدر روسي الاربعاء ان مسؤولين روسا سلموا الولايات المتحدة خطة لوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي فيما يعكف دبلوماسيون من موسكو وواشنطن على التحضير لاجتماع جنيف.

وفي مواجهة رفض موسكو مشروع قرار في الامم المتحدة يشمل احتمال اللجوء الى القوة ضد دمشق، يخشى الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند اي نوع من المماطلة.

ولكن في ظل تنامي الاعتراض على ضربات عسكرية ضد النظام السوري، لا يمكنهما الا مد اليد لموسكو.
واعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء اثر اجتماع لمجلس الدفاع ان فرنسا ستظل "معبأة لمعاقبة استخدام اسلحة كيميائية من جانب النظام السوري وردعه عن تكرار ذلك".

لكن هولاند اكد عزمه على "استطلاع كل السبل في مجلس الامن الدولي للسماح في اسرع وقت بمراقبة فعلية يمكن التحقق منها للاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا".

وتدور هذه التصريحات في فلك ما اعلنه اوباما مساء الثلاثاء لجهة اعتباره ان الاقتراح الروسي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية يشكل مؤشرا "مشجعا".

وقال الرئيس الاميركي ان "هذه المبادرة يمكنها ان تسمح بوضع حد لتهديد الاسلحة الكيميائية من دون اللجوء الى القوة، وخصوصا لان روسيا هي احد اقوى حلفاء الاسد"، مع اقراره بان الوقت "لا يزال مبكرا جدا" لتحديد ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح. وقد طلب من الكونغرس عدم التصويت فورا على احتمال استخدام القوة.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاربعاء اعضاء مجلس الامن الدولي الى "تحمل مسؤولياتهم" في حل النزاع السوري، فيما وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الفظائع في سوريا بانها "فشل جماعي" لكل القوى الدولية.
وكانت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم ابدت الثلاثاء استعدادها للتخلي عن ترسانتها الكيميائية وتوقيع معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية.

وامل المرشد الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي الاربعاء ان يكون قرار واشنطن بانتظار نتائج المبادرة الروسية "جديا".

وفي خطابه الى الاميركيين من البيت الابيض، ذكر اوباما بان الخيار العسكري يظل مطروحا مبديا عزمه على مواصلة ممارسة "الضغط". وتم نشر العديد من المدمرات الاميركية مزودة صواريخ عابرة في الاسابيع الاخيرة في شرق المتوسط.

وقال اوباما "حتى هجوم محدود من شانه توجيه رسالة الى الاسد لا يستطيع اي بلد اخر توجيهها". وجدد التزامه بعدم نشر قوات على الارض.
واعلن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاربعاء انه لا يشك البتة في عملية عسكرية اميركية اذا لم تكن سوريا "صادقة" في موضوع ترسانتها الكيميائية. وقال بيريز "الافضل دائما الحصول على نتائج بالدبلوماسية وليس بالحرب، لكن القضية المركزية حاليا هي صدق النظام السوري".
بدورها، اعربت تركيا التي تؤيد عملا عسكريا ضد النظام السوري عن "شكوكها" في التزام دمشق باتفاق حول السلاح الكيميائي، مع ترحيبها بالاقتراح الروسي.
والمفاوضات التي بدأت في الامم المتحدة تبدو صعبة.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الولايات المتحدة الى التخلي عن استخدام القوة في سوريا. وقال كما نقل عنه التلفزيون الروسي "من الصعوبة اجبار سوريا او بلد اخر على نزع سلاحه في شكل احادي الجانب اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد".
وكان لافروف اعتبر ان مشروع القرار الذي تقدمت به باريس في الامم المتحدة لفرض رقابة على الكيميائي السوري وتفكيكه "لا يمكن قبوله"، وخصوصا انه يلحظ في نهاية المطاف امكان استخدام القوة لاجبار دمشق على الوفاء بتعهداتها.
وابدت فرنسا الثلاثاء استعدادها ل"تعديل" مشروعها "شرط الحفاظ على مبادئه الكبرى واهدافه".
والاربعاء، صرح السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف لاذاعة فرنسا الدولية ان "مشروع القرار الذي قدمته فرنسا اعد على عجل".
في جنيف، نددت اللجنة التي فوضتها الامم المتحدة التحقيق حول الجرائم ضد حقوق الانسان في سوريا ب"جرائم ضد الانسانية" ارتكبتها القوات السورية النظامية و"جرائم حرب" ارتكبها مقاتلو المعارضة.
ميدانيا، احرزت القوات النظامية السورية الاربعاء "تقدما كبيرا" في معلولا سعيا لطرد مقاتلي المعارضة من هذه البلدة ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقتل 12 مواطنا من الطائفة العلوية على ايدي مقاتلين من جبهة النصرة في ريف حمص الشرقي في وسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً