العدد 4029 - الثلثاء 17 سبتمبر 2013م الموافق 12 ذي القعدة 1434هـ

الزعيم الايراني يشيد "بالمرونة" ويمتدح التعامل الجديد مع الملف النووي

يشير حديث الزعيم الايراني الاعلى عن "المرونة" قبل ايام من اول مشاركة للحكومة الايرانية الجديدة في افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الى استعداد جديد على اعلى مستوى لدراسة حل لتسوية الصراع النووي لطهران مع الغرب.

وتشعر الحكومات الغربية بالتفاؤل مما تراه لكنها ايضا تتشكك فيما اذا كان يبشر بتغيير حقيقي. وبالنظر الى ان اية الله على خامنئي مدافع صلب عن برنامج ايران النووي فليس من الواضح مساحة المساومة التي سيسمح بها لمفاوضيه سواء في محادثات سرية مع واشنطن او في المحادثات المتعددة الاطراف مع القوى الكبرى. لكن توقيت تصريحاته قبل ايام من التقاء الرئيس الجديد للبلاد ووزير الخارجية مع مسؤولين غربيين على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة يبعث برسالة بأن الغرب يجب ان يتوقع رغبة جديدة في التوصل لاتفاق وينبغي ان يتجاوب مع ذلك. ويقول دبلوماسيون ومحللون ان تصريحاته التي ادلى بها امام افراد من الحرس الثوري كانت موجهة للداخل الايراني ايضا في اشارة الى اصحاب المواقف المتشددة امنيا في الداخل بأنهم يجب الا يعملوا على تخريب اي محاولة قادمة في المفاوضات. ونقلت وكالة انباء الطلبة عن خامنئي قوله "اتفق مع ما وصفته قبل سنوات بأنه مرونة بطولية لأن هذا احيانا تحرك ضروري وجيد جدا لكن مع الالتزام بشرط اساسي. "يظهر المصارع احيانا مرونة لاسباب فنية لكنه لا ينسى من يكون خصمه وهدفه الحقيقي." ويقول الخبير الايراني باقر معين ان الكلمة كانت استثنائية. واضاف انها "تفتح فصلا جديدا في العلاقات الايرانية الداخلية والخارجية وقد يثبت انها بأهمية قبول (الزعيم الايراني الاعلى الراحل) اية الله الخميني لوقف اطلاق النار مع العراق في 1988 ." وقال معين وهو كاتب مقيم في بريطانيا ان خامنئي يريد ان يخلق مساحة سياسية داخليا للرئيس الجديد حسن روحاني المنتخب في يونيو حزيران لحل النزاع وانهاء العقوبات. واضاف "يمكن لروحاني الان التفاوض مع الولايات المتحدة بدون قلق من ان المعارضين المتشددين قد يضعفون مكانته." وقال مهران كامراوا وهو خبير ايراني في جامعة جورجتاون في الدوحة ان طهران ترى فرصة سانحة لمفاوضات ذات مغزى. واضاف ان تصريحات خامنئي اشارة الى اطراف اخرى في النظام السياسي لعدم تقويض جهود روحاني. وقال "هذه واحدة من تلك الاشارات على ان روحاني يحظى بدعم ومباركة من اعلى مستويات النظام السياسي ايا كان من يشارك فيه." وجاء رد الفعل الاولي من المسؤولين الغربيين حذرا. وبدأت المحادثات بين طهران والقوى العالمية بشأن الانشطة النووية لايران قبل عشر سنوات -منها ثماني سنوات خلال ولاية الرئيس المتشدد السابق محمود احمدي نجاد- وكانت دائما تصطدم بعقبات وتعاني من افتقاد الثقة المتبادلة ومن الشكوك التاريخية. وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها ان ايران تسعى لانتاج اسلحة نووية وفرضوا عليها عقوبات بهدف منعها. وتنفي ايران انها تريد انتاج قنبلة وتقول ان برنامجها النووي سلمي. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "ينبغي اغتنام كل الاشارات على تغير في الاتجاه لكن ما يهم هو الافعال. لم نصل لذلك بعد ويجب ان نكون منتبهين." وقال دبلوماسي مقيم في طهران انه حدث تغير مهم في المزاج في الحكومة لكن السؤال الحقيقي هو ان كان روحاني سيحمل اي مبادرة جديدة الى نيويورك. وقال الدبلوماسي "تبين كلمات خامنئي ان ايران قد يكون لديها قليل من المساحة لتقديم تنازل لكن ليس من الواضح على الاطلاق الى اي مدى سيكون ذلك. وليس من الواضح ان كان ذلك تغييرا في اساليب التفاوض او اعدادا لايران لتقديم تنازل." واثناء اجتماع سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاسبوع اكدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول اخرى رسالة الغرب بأن النبرة الاكثر تصالحا من ايران يجب دعمها بتحرك ملموس. وبعدما قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي انه يرى "انفراجة" في النزاع النووي قال وزير الطاقة الامريكي ايرنست مونيز للصحفيين يوم الاثنين "التجربة اكبر برهان. يجب ان يلي الكلمات تحرك ملموس." وليس لدى روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف تفويض مطلق بابرام اتفاق اذ ان اي اتفاق لابد ان يوافق عليه خامنئي كما يجب على اي حال ان يسويا اولا الترتيبات التي ستجرى بموجبها اي محادثات جديدة. لكن دبلوماسيين ومراقبين للشؤون الايرانية يقولون انه بعد سنوات احمدي نجاد التي كثرت فيها المشاكسات فان النبرة الجديدة منعشة وهو امر مهم لتشجيع النقاش والتواصل. وقطعت الولايات المتحدة وايران علاقاتهما الدبلوماسية في 1980 بعدما اقتحم طلاب ومتشددون اسلاميون السفارة الامريكية في طهران واحتجزوا دبلوماسيين امريكيين رهائن. لكن منذ انتخاب روحاني وهو رجل دين وسطي هزم مرشحين اكثر ميلا للاتجاه المحافظ في يونيو حزيران صدرت عن مسؤولين من البلدين اشارات متزايدة على الانفتاح على اجراء محادثات مباشرة سعيا لانهاء النزاع النووي الذي بدأ قبل نحو عقد. وقال بيتر جنكينز مندوب بريطانيا لدى الوكالة الذرية من 2001 الى 2006 والشريك حاليا في مؤسسة امباسادور بارتنرشيب لاستشارات التفاوض ان تصريحات خامنئي تظهر ان روحاني وظريف حصلا على "مباركته لعمل ما يلزم للتوصل الى اتفاق". ووصف جنكينز ظريف بأنه "واحد من امهر الدبلوماسيين في جيله والحاجة للمرونة في التفاوض تمثل بالنسبة له امرا مسلما به." وقال جنكينز ان اغلب التحرك في نيويورك سيكون محادثات بشأن المحادثات وربما يعد لمحادثات سرية بين ايران والولايات المتحدة. واضاف ان "كلا الطرفين يفهمان انهما معا الاكثر احتياجا للاتفاق بخصوص القضية النووية." وفي اسرائيل كان رد الفعل لدى مراقبي الشؤون الايرانية فاترا. واعتبر اوري لوبراني الذي عمل سفيرا لاسرائيل لدى طهران قبل الثورة الايرانية ان اشادة خامنئي بالمرونة اسلوب لتمهيد الطريق لروحاني كي يجري محادثات نووية "مطولة". لكنه قال ان روحاني لم يغير آراء خامنئي او نظرته مشيرا الى دعم خامنئي القوي للبرنامج النووي الايراني. وتقول اسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الاوسط انها تبقي كل خياراتها مفتوحة لمنع ايران من تخزين ما يكفي من اليورانيوم لانتاج قنبلة نووية واحدة. وقال جنكينز انه يتوقع معارضة اسرائيلية قوية لأي اتفاق. واضاف "اعتقد اننا سنرى الاسرائيليين يفعلون المستحيل في الاسابيع والشهور القادمة لمحاولة عرقلة المفاوضات."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً