توقع مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ، تيلمان بروك ، أن يماطل الرئيس السوري بشار الأسد في تسليم أسلحته الكيميائية لأطول وقت ممكن بهدف تحقيق استقرار لنظامه.
وفي المقابل، أوضح بروك في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية اليوم الجمعة (20 سبتمبر/ أيلول 2013) أن الأسد ليس لديه مصلحة في إخفاء تلك الأسلحة ، مضيفا أنه بالرغم من ذلك من الممكن أن تظل هناك أسلحة كيميائية بحوذة الجيش السوري حتى منتصف عام 2014 .
وقال بروك: "إذا فرضنا أن جميع الأسلحة الكيميائية تحت سيطرة الحكومة السورية، فإن تسليمها سيتوقف على درجة الرغبة في التعاون. سورية وروسيا أيضا لديهما مصلحة في إطالة العملية وستظل الدولتان متكافئتين مع الغرب طالما أن التفاوض مستمر حول الأسلحة الكيميائية ، فالاتفاق هو: سنقبل بالأسد شريكا مقابل الأسلحة الكيميائية. ويجب أن يكون أمل الأسد هو إطالة العملية إلى درجة لا تفقد معها الولايات المتحدة صبرها وتهاجم سورية ، لكنه خلال ذلك سيكون لديه وقت كاف لتحقيق استقرار لنظامه".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان من المحتمل أن يخفي الأسد أسلحة كيميائية في أماكن مجهولة ، قال بروك: "ماذا تخطط الحكومة السورية من وراء إخفاء أسلحة؟ فإذا كانت تريد أن تمتلكها فقط لتظل قوة كيميائية فسيجلب ذلك غضب الغرب عليها مجددا ، لكن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يحقق لسورية أي فوائد تكتيكية ، فالأسلحة الكيميائية تكون مفيدة فقط عندما لا يتم استخدامها".
وعن احتمال عدم العثور على جميع الأسلحة الكيميائية في سورية ، قال بروك: "من الممكن أن يكون النظام السوري غير مسيطر الآن على جزء من الجيش ، ومن المحتمل أن الأسد لم يأمر بنفسه باستخدام أسلحة كيميائية ، ومن الممكن أن يكون جزء من الجيش السوري يتصرف بشكل مستقل في بعض القضايا ، وبالتالي من المحتمل عدم العثور على أسلحة لأنها لم تعد في حوذة هذا الجزء من الجيش ، وعلى ذلك لن يستطيع النظام تسليم كافة الأسلحة ، لكن لا يمكن التبين من ذلك إلا عند الانخراط في العملية. كل طن يتم تحريزه من الأسلحة الكيميائية يجعل سورية والعالم أكثر أمانا".
وعن تكاليف تدمير الأسلحة الكيميائية ، قال بروك: "لا يمكن تقدير ذلك رقميا بشكل دقيق ، لكن بالطبع التكاليف ليست رخيصة. إننا نعلم بالخبرة أن هذا النوع من المهام الخارجية ليس رخيصا ، لكن تخليص دولة من أسلحة كيميائية أمر مجدي دائما. الأمر في سورية لا يدور حول موارد نقدية ، بل حول احتواء حرب عنيفة جدا. مهمة نزع الأسلحة الكيميائية مجدية من المنظور الإنساني لأنه يثير أملا كبيرا في الاقتراب من حل سياسي للنزاع من خلال هذه العملية".