الوسط – يونس منصور
جولة أولى «مشجعة» في دوري الدرجة الثانية والتي سنطلق عليها من الآن وصاعدا دوري «المظلومين»، إذ أظهرت المباريات الأربع التي شهدتها مستوى فنيا يصل إلى المتوسط، وخلت من المفاجآت وجاءت جميعها منطقية وواقعية نظرا لمعطيات ما قبل البداية التي كانت تشير لتفوق فرقا بعينها.
فوز الرفاع الشرقي على الاتفاق، والأهلي على البديع بالنتيجة ذاتها (3/1)، والاتحاد على التضامن (2/1)، كان منطقيا نظرا للفوارق الفنية والفردية، في حين سجل فوز قلالي على مدينة عيسى (3/1) بداية مثيرة ومشجعة لفريق ربما يلعب دورا مهما يقترب من لقب «الحصان الأسود» هذا الموسم، لتكون الصدارة في هذه الجولة رباعية وبرصيد متساو وهو ما يدفع إلى استمرار «الصدارة المشتركة» على أقل تقدير في الجولات الأولى، بانتظار ظهور أول لـ»الغزال الأخضر» في الجولة المقبلة وهو أحد الفرسان الذين ربما يلعبوا دورا محوريا على صعيد مراكز المقدمة والمنافسة على بطاقتي الصعود، وعلى رغم أن كل المباريات انتهت بتفوق طرفا على خر إلا أن النتائج تؤكد توافر عنصر الندية والإثارة بدليل فارق الأهداف «الهدفين» الذي حدث في المباريات جميعها.
وكان فريقا الرفاع الشرقي والأهلي حظيا باهتمام بالغ قبل انطلاقة المسابقة وخصوصا مع العمل الإداري الكبير الذي قامت به إدارتا الناديين نتيجة التعاقدات الكثيرة التي عززت من حظوظهما في الترشح لدوري الأضواء، ولكن المستوى الفني العام على رغم أنه كان مقنعا نوعا ما، إلا أنه لم يرتق للمطلوب كفريقين يضمان أفضل اللاعبين محليا وخارجيا، وبالتأكيد فإنهما مطالبان بزيادة العمل الفني لتأكيد جدارتهما بالصعود وخصوصا مع وجود فرق أخرى طموحة وقادرة على إزعاجهما ومجاراتهما، إذ أثبت قلالي أنه فريق ربما يلعب دورا مهما في تحديد مسار المنافسة، ومعه فرق كالاتحاد ومدينة عيسى من دون التقليل من فرق التضامن والاتفاق والبديع التي أظهرت بعضا من التحسن في الأداء العام خلال مباريات هذه الجولة، وربما لن تكون هذه الفرق بوابة للفرق الأخرى في حال تواصل العمل الفني والجدية في الأداء.
وبغض النظر عن المستوى الفني الذي شهدته المباريات والذي كما أسلفنا وصل لدرجة المتوسط، إلا أن هناك بوادر ومعطيات تشير إلى إمكانية حدوث مفاجآت على مستوى النتائج في الجولات المقبلة، بالإضافة إلى إمكانية ارتقاء المستوى وتصاعده في المباريات المقبلة ما يوجد حالة من الندية والإثارة والتشويق نظرا للعمل الفني والإداري الكبير الذي قامت به غالبية الفرق سواء في مراحل الإعداد أو على صعيد عملية استقطابات وانتقالات اللاعبين التي تمت قبل نهاية فترة التسجيل.
ومثلما هناك تفاؤل بارتفاع المستوى الفني في قادم الجولات، وظهور بعض الإيجابيات في الجولة الأولى فإن السلبيات حضرت لدى غالبية الفرق خلال المباريات، وتبقى مشكلة قلة الإعداد التي أثرت على الجوانب البدنية واللياقية لدى لاعبي الفرق هي السمة البارزة واللافتة في هذه الجولة وخصوصا في الأشواط الثانية لجميع المباريات، والسلبية الثانية هي كثرة الاعتراضات التي سجلتها المباريات على القرارات التحكيمية من اللاعبين والمدربين والإداريين مصحوبة بكثرة الكلام الصادر من جميع الأطراف بما فيهم حكام اللقاءات، والمفارقة أن الاعتراضات سجلت وخرجت بعذر وبدون عذر في الكثير من الحالات، وربما يكون السبب الرئيسي هو فقدان حالة التركيز عند اللاعبين نتيجة نفاد المخزون اللياقي والبدني.
العدد 4036 - الثلثاء 24 سبتمبر 2013م الموافق 19 ذي القعدة 1434هـ