وقعت حادثة محمد الدرّة في قطاع غزة في 30 سبتمبر/ أيلول 2000، في اليوم الثاني من الانتفاضة الثانية للأقصى، وسط أعمال شغب امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. والتقطت عدسة المصور الفلسطيني والمراسل بقناة «فرانس 2»، طلال أبو رحمة مشهد احتماء جمال الدرّة وولده محمد البالغ من العمر اثني عشر عاماً، خلف برميل أسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، ثم إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه.
وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب قناة «فرانس 2» بإسرائيل، تشارلز إندرلين، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلين المشاهدين أن آل الدرة كانوا «هدف القوات الإسرائيلية من إطلاق النيران»، وأن الطفل قد قُتل. وبعد تشييع جنازة شعبية تخلع القلوب، مجّد العالم العربي والإسلامي محمد الدرّة باعتباره شهيداً.
وفي بادئ الأمر، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF)، تحملها المسئولية، كما أبدت إسرائيل في البداية، أسفها لمقتل الصبي، ولكنها تراجعت عن ذلك. وبعد إجراءات قانونية مطولة، أدين فيليب كارسنتي، المعلق الإعلامي الفرنسي، بالتشهير بقناة «فرانس 2»، واتهامها بالتلاعب في مادة الفيلم.
العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ
الله يرحمه
والله للحين المشهد في بالي وكأنه أمس بالضبظ الله يرحمه برحمته الواسعة