العدد 4060 - الجمعة 18 أكتوبر 2013م الموافق 13 ذي الحجة 1434هـ

الرهائن اللبنانيون ينتظرون في تركيا استكمال عملية التبادل مع معتقلين في سجون النظام السوري

أقارب اللبنانيين الذين خطفوا خلال شهر مايو 2012 في سوريا (ا ف ب)
أقارب اللبنانيين الذين خطفوا خلال شهر مايو 2012 في سوريا (ا ف ب)

رغم الاعلان عن الافراج عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا ووصولهم الى تركيا الليلة الماضية، فان السلطات اللبنانية لم تتسلمهم بعد فيما تلتزم انقرة الصمت حول مكان وجودهم.

في هذا الوقت، تتجه الانظار نحو الطيارين التركيين المحتجزين في لبنان على ايدي مجموعة قالت ان خطفهما رد على عدم تدخل انقرة بفاعلية للضغط على المجموعة التي خطفت اللبنانيين للافراج عنهم. وعبرت السلطات التركية عن تفاؤلها بقرب الافراج عن مواطنيها بعد الاعلان عن اطلاق اللبنانيين.

وتنتظر عودة اللبنانيين، بحسب وزير لبناني، استكمال "الخطوات اللوجستية" المتمثلة بنقل معتقلين في السجون السورية الى تركيا والافراج عنهم، مقابل تسليم اللبنانيين الى سلطات بلادهم. ويشكل هذا التبادل جزءا من صفقة وافقت السلطات السورية عليه، بناء على طلب لبناني.

 

وشاركت في المفاوضات الشاقة التي يفترض ان توصل اللبنانيين التسعة وذويهم الى النهاية السعيدة خلال الساعات القادمة، دولة قطر بحكم علاقاتها الوطيدة مع المعارضة السورية المسلحة.

واعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل صباح السبت ان اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين ل17 شهرا في شمال سوريا، موجودون "في مكان آمن" في تركيا، مشيرا الى ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تولى ملف التفاوض في قضيتهم عن الجانب اللبناني، ينتظر في تركيا تسلمهم.

وقال شربل في مقابلة مع تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله ان اللبنانيين الذين خطفوا لدى عودتهم برا من زيارة للعتبات المقدسة في ايران "موجودون داخل الاراضي التركية، لكن اللواء عباس ابراهيم لم يلتق بهم بعد"، مضيفا انهم "في مكان آمن".

ولم يحدد في اي منطقة هم موجودون او في عهدة من.

ورفض مصدر في وزارة الخارجية التركية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس من جهته نفي او تأكيد وجود اللبنانيين على الاراضي التركية.

وقال شربل "هناك عملية تسلم وتسليم ستحصل، وعدد كبير من السوريين والسوريات يفترض ان ياتوا من سوريا لتحصل عملية التبادل".

واوضح ان الخاطفين كانوا "وضعوا شرطا هو ان يتوجه المعتقلون الذي ستفرج عنهم دمشق الى تركيا"، مضيفا "نحن ننسق مع (المسؤولين) السوريين في هذا الموضوع. وان شاء الله تنتهي العملية سريعا".

وردا على سؤال قال "نعم يجب ان يكون هناك تزامن في عملية التسلم والتسليم بين اللبنانيين والسوريين".

ويقول ذوو المخطوفين ان المطلوب الافراج عنهم من سجون النظام غالبيتهم في الواقع من النساء المعتقلات، وردت اسماؤهن في لائحة تضم مئتي اسم سلمها الخاطفون خلال المفاوضات الى اللواء ابراهيم.

وتابع شربل في محاولة للطمأنة "الاجراءات اللوجستية تحتاج الى درس. الطريق معبدة لكنها ليست قصيرة"، معربا عن امله في ان ينتهي الامر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة.

وافاد صحافيون ومصورون في وكالة فرانس برس عن استعدادات تجري في الضاحية الجنوبية لبيروت التي يقيم فيها معظم الحجاج المخطوفين، لاستقبال العائدين. وقد تم تعليق لافتات ترحب بعودتهم، بالاضافة الى صور للواء عباس ابراهيم في منطقة بئر العبد حيث مقر "حملة بدر" التي نظمت زيارة الحج الى ايران.

وقالت حياة العوالي، منسقة حملة بدر وزوجة المخطوف عباس شعيب، لوكالة فرانس برس "هناك ترتيبات يجب ان تنجز بين لبنان وسوريا هي قيد الانجاز"، معربة عن املها في وصول المعتقلات السوريات قريبا الى تركيا.

واوضحت ان عملية التبادل ستتم "عبر الوفد القطري".

وشكرت عوالي الرئيس السوري بشار الاسد الذي تجاوب مع المطالب اللبنانية تسهيلا لعملية اطلاق المخطوفين، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آب ثاني.

ونقل رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان نجيب ميقاتي في تصريح له مساء الجمعة عن وزير الخارجية القطري خالد العطية الموجود ايضا في تركيا انه "سيرافق اللبنانيين المحررين الى لبنان شخصيا".

وشكر "الدول الصديقة والشقيقة" التي ساهمت في انهاء هذا الملف.

وخطف اللبنانيون، وكلهم من الشيعة - وكان عددهم احد عشر قبل ان يطلق اثنان منهم بعد اشهر- اثناء عودتهم من زيارة حج الى ايران عبر تركيا وسوريا في ايار/مايو 2012، على ايدي مجموعة مسلحة اتهمتهم بانهم موالون لحزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد. واعلنت المجموعة الخاطفة التي تنتمي الى "لواء عاصفة الشمال" المقاتل ضد النظام، منذ البداية انها لن تفرج عنهم قبل الافراج عن النساء المعتقلات في سجون النظام.

وفي التاسع من آب/اغسطس، خطفت مجموعة لبنانية قال القضاء ان بينها افرادا من عائلات الرهائن اللبنانيين، على طريق مطار بيروت، طيارين تركيين لا يزالان محتجزين. وقالت المجموعة انها لن تفرج عنهما قبل الافراج عن اللبنانيين المحتجزين في سوريا. ويقول ذوو المخطوفين اللبنانيين ان انقرة قادرة على الضغط على الخاطفين، ولم تفعل.

وبعد الاعلان عن الافراج عن المخطوفين اللبنانيين، صرح وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الجمعة لقناة تلفزيونية تركية ان "ثمة تطورات ايجابية جدا تتعلق بالطيارين التركيين"، مضيفا "تم حل جزء كبير من هذه القضية".

ودعت حياة العوالي المجموعة التي خطفت الطيارين التركيين الى الافراج عنهما "فور وصول زوارنا الى بيروت، لان لهما ايضا اهلا ينتظرونهما".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:46 ص

      يعني تركية تمون على الارهابيين

      ما هي طبيعة العلاقة بين الارهبيين في سوريا و تركية

اقرأ ايضاً