أعلنت جامعة الدول العربية اليوم الأحد (20 أكتوبر / تشرين الأول 2013) ان المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا سيعقد في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، في حين تحفظ الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي عن تحديد موعد للمؤتمر منذ الان مشترطا توافر "معارضة مقنعة" لالتئامه.
في هذا الوقت، حصد تفجير دموي جديد 37 قتيلا على الاقل في وسط البلاد.
فقد اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اثر لقائه الابراهيمي الاحد في القاهرة ان مؤتمر جنيف 2 الذي سيجمع المعارضة والنظام السوريين سيعقد في 23 من الشهر المقبل.
واوضح العربي ان البلدان العربية والغربية تتحضر للقاء المعارضة السورية الثلاثاء لاقناعها بالمشاركة في جنيف 2.
ولفت الى وجود "صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر".
الا ان الابراهيمي تحفظ عن تحديد موعد عقد هذا المؤتمر مؤكدا انه سيتم الاعلان عنه بعد انتهاء جولته الاقليمية التي بدأها في القاهرة السبت.
وقال الابراهيمي "هناك اتفاق على ان تتم محاولة لعقد مؤتمر جنيف 2 في شهر نوفمبر. الموعد لم يحدد بعد رسميا"، وتابع "سيعلن في وقت لاحق ان شاء الله موعد نهائي للمؤتمر. نأمل ان يكون في شهر نوفمبر".
وعن وجود شروط لدى الائتلاف السوري المعارض للمشاركة في جنيف-2 قال الابراهيمي "ان المعارضة السورية تواجه مشاكل كثيرة (...) ولن يعقد المؤتمر بدون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض".
ويبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعات في اسطنبول الثلاثاء ايضا بهدف اتخاذ قرار نهائي حول المشاركة في مؤتمر جنيف ام عدمها. والآراء منقسمة داخل الائتلاف بين من وافق -ولو على مضض- على حضور المؤتمر الذي سيشارك فيه ممثلون عن النظام السوري، ومن يرفض المشاركة بتاتا ما لم يكن محور التفاوض تغيير النظام وبدء مرحلة انتقالية ديموقراطية.
واوضح الابراهيمي للصحافيين انه سيتوجه الى قطر وتركيا الداعمتين للمعارضة، والى ايران الحليف الاقليمي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، قبل ان ينتقل الى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والاميركي اللذين كانا وراء فكرة عقد هذا المؤتمر الذي ارجىء تنظيمه مرارا بسبب عدم الاتفاق على هوية المشاركين والاهداف.
في طهران، نقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية الاحد ان الابراهيمي سيزور ايران السبت فيما نقلت وكالة مهر للانباء عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبدالله هيان ان الابراهيمي سيكون "في طهران في بداية الاسبوع (الايراني الذي يبدأ السبت) لاجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين".
وكانت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام السوري كتبت السبت "من المرجح أن يصل الإبراهيمي دمشق الأسبوع القادم عن طريق بيروت، بعد أن فتحت دمشق أبوابها لاستقباله شرط أن يلتزم الحيادية والمهنية والموضوعية ويمارس دوره كوسيط نزيه وليس كطرف في النزاع الدولي القائم على سورية".
وكانت دمشق بمسؤوليها واعلامها حملت على الابراهيمي بعد زيارته الاخيرة الى دمشق في كانون الاول/ديسمبر 2012 متهمة اياه بتبني المواقف الاميركية والتخلي عن دور الوسيط الحيادي.
وذكرت الوطن في كانون الثاني/يناير الذي تلى الزيارة ان الرئيس السوري بشار الاسد أنهى اجتماعا بينه وبين الابراهيمي بعد ان "تجرأ" موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة على سؤاله عن مسالة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية العام 2014.
ويكرر المسؤولون السوريون ان اي مفاوضات سلام لا يمكن ان تتطرق الى مسالة تنحي الرئيس، مشيرين الى ان هذا امر يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الانتخاب.
ميدانيا، قتل 37 شخصا على الاقل، بينهم عناصر من قوات النظام السوري، وجرح عشرات الاحد في تفجير انتحاري عند اطراف مدينة حماة في وسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بدورها عن مقتل 37 شخصا واصابة العشرات.
وافاد المرصد في بريد الكتروني عن "مصرع ما لا يقل عن 37 شخصا بينهم 26 مدنيا اضافة الى عناصر من القوات النظامية، اثر تفجير رجل شاحنة مفخخة عند حاجز المكننة الزراعية للقوات النظامية على طريق السلمية - حماة"، مشيرا الى ان "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانتحاري ينتمي الى جبهة النصرة، وقد فجر نفسه قبل وصوله الى الحاجز، ما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بالاضافة الى جنود نظاميين.
ونقلت سانا عن "مصدر مسؤول ان ارهابيا انتحاريا فجر نفسه بشاحنة مفخخة بنحو طن ونصف من المتفجرات على المدخل الشرقي لمدينة حماة باتجاه السلمية ما أدى الى استشهاد 37 مواطنا بينهم طفلان واصابة العشرات"، متوقعة بدورها ارتفاع "عدد الشهداء بسبب اصابة العشرات بجروح خطرة".
وقال المصدر ان التفجير "وقع في منطقة مزدحمة بالسيارات وأثناء مرور شاحنة محملة بأسطوانات غاز منزلي، ما أدى الى انفجارها اضافة الى الحاق اضرار كبيرة بأكثر من عشرين سيارة وبعدد من المحلات التجارية والمنازل السكنية".
وبثت قناة "الاخبارية" السورية التابعة للدولة صورا لمكان الانفجار، ظهر فيه دمار هائل امتد على مساحة واسعة.
وشهدت مدينة حماة في بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011 تظاهرات ضخمة تطالب باسقاط النظام.
ونفذت فيها قوات النظام في نهاية صيف ذلك العام حملة قمع شديدة قتل فيها العشرات واعتقل المئات. وهي تسيطر عليها منذ ذلك الحين. وتشهد المدينة عمليات عسكرية محدودة بين وقت وآخر. الا ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى في ريف حماة التي باتت تعتبر معاقل لهم في المحافظة، وهم يشنون منها هجمات على قوات النظام.