دعا رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني الى اجراء تحقيق داخلي بسبب امتناع الحكم الروماني اوفيديو هاتيغان عن تطبيق بنود قانون ضد العنصرية في الملاعب الاوروبية خلال مباراة سسكا موسكو الروسي وضيفه مانشستر سيتي الانكليزي (1-2) مساء الاربعاء في دوري ابطال اوروبا.
واعلن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم اليوم الجمعة (25 سبتمبر / أيلول 2013) ان بلاتيني طالب بتحقيق داخلي لمعرفة السبب الذي يقف خلف عدم تطبيق البنود التي تسمح للحكم بايقاف المباراة لفترة او نهائيا في حال اطلق الجمهور هتافات عنصرية او قام بتصرفات عنصرية تجاه لاعب ما.
وسبق للاتحاد الاوروبي ان فتح تحقيقا بحق سسكا موسكو بسبب تصرف جمهوره وذلك بعد ان كشف لاعب وسط مانشستر سيتي الدولي العاجي يايا توريه انه كان عرضة لاهانات عنصرية (صرخات القردة).
لكن بلاتيني الذي جعل من مكافحة العنصرية في الملاعب الاوروبية اهم اولوياته، يريد ان يعلم لماذا سمح الحكم بمواصلة اللعب ولم يقم بايقاف المباراة كما ينص قانون مكافحة العنصرية الذي يقول انه وفي حال صدور اناشيد وهتافات عنصرية من قبل الجمهور، فعلى الحكم ايقاف المباراة والتوجه الى الجمهور عبر مكبرات الصوت في الملعب من اجل الامتناع عن هذه المخالفات.
لكن اذا بقي الامر على حاله يجب ان يوقف المباراة وان يطلب من اللاعبين مغادرة ارضية الملعب قبل ان يتوجه الى الجمهور مجددا عبر مكبرات الصوت، وفي حال اصر الجمهور على اطلاق الهتافات العنصرية بعد انطلاق المباراة مجددا، فعلى الحكم ان يوقفها بشكل نهائي.
ويعتزم الاتحاد الاوروبي ان يكشف علنا عن نتائج تحقيقه الداخلي بشأن هذه المسألة التي ازعجت توريه كثيرا وهو قال بهذا الصدد: "انه امر لا يصدق ومحزن جدا جدا".
واضاف في تصريح لتلفزيون "سكاي" البريطاني بعد المباراة: "نريد ايقاف هذا الامر وعلى الاتحاد الاوروبي ان يكون قويا"، دون ان يستبعد فكرة مقاطعة اللاعبين السود لمونديال 2018 الذي يقام في روسيا، وذلك بسبب عنصرية الجمهور المحلي.
وواصل لاعب برشلونة الاسباني السابق: "اذا لم نحصل على تطمينات قبل حلول موعد سفرنا للعب كأس العالم في روسيا، فان نأتي. هذه الامور تحصل طيلة الوقت. لعبت في اوكرانيا (ميتالورغ دانييتسك بين 2003 و2005) حيث اختبرت العنصرية لكن من قبل مجموعات صغيرة مكونة من شخصين او ثلاثة. هذه الامور لا تحصل في اوروبا الشرقية وحسب، بل تحصل في اماكن اخرى ايضا لكن فقط في كرة القدم وليس في العاب اخرى مثل الركبي وكرة اليد. لا يمكن فعلا وصف هذا التصرف الصادر عن الجمهور".
وتابع توريه "اذا لم يتصرف الاتحاد الاوروبي فهذا الامر سيتواصل. يقولون دائما بانهم سيفعلون شيئا ما، لكنها تبقى اقوال دون افعال. امل ان يقوموا بامر ما، ان يوقفوا النادي او الملعب لمدة عامين".
وكان التعليق الاول على مسألة تهديد توريه بمقاطعة مونديال 2018 من قبل المدرب البرتغالي لتشلسي الانكليزي جوزيه مورينيو الذي رأى انه من الخطأ القيام بخطوة من هذا النوع، مضيفا "انا احترم رأيه (توريه) لكني لست موافقا عليه. انا اخالفه الرأي لان تاريخ كرة القدم قد صنع من قبل لاعبين من اعراق مختلفة واللاعبون السود قاموا بمساهمة مذهلة لتصل كرة القدم الى ما هي عليه".
ونصح مورينيو في مؤتمر صحافي عشية الموقعة المرتقبة بين تشلسي وسيتي ضمن منافسات الدوري الانكليزي الممتاز، توريه بالذهاب الى كأس العالم لانها المسرح الذي تتواجد فيه جميع الاعراق ومن كافة القارات واللاعبون السود مهمون جدا في هذه البطولة الاهم على الاطلاق.
وتابع "من هو اهم؟ المليارات من الناس الذين يعشقون هذه اللعبة من حول العالم او بضعة الاف من المشجعين الذين يذهبون الى ملاعب كرة القدم من اجل التصرف بشكل مشين بحق اللاعبين السود".
وواصل "لو كنت لاعبا اسود لقلت بان المشجعين بالمليارات هم اهم بكثير. لنكافح الالاف (اي الجمهور العنصري) ونمنح المليارات ما يريدونه: افضل كرة قدم. كرة القدم من دون اللاعبين السود ليست في افضل حالاتها".
اما بيارا باور، المدير التنفيذي لشبكة "كرة القدم ضد العنصرية في اوروبا" التي تعمل على مكافحة العنصرية والتمييز على صعيد اللعبة في القارة الاوروبية وبالتنسيق مع الاتحادين الاوروبي والدولي، فساند توريه في حديث ادلى به لصحيفة "تايمز" البريطانية وقال فيه: "من دونهم (اللاعبون الافارقة)، لن تكون هناك كأس عالم في روسيا. انا لا الومهم على شيء (في حال عدم المشاركة في روسيا 2018). اللاعبون هم الاقوى واذا قالوا جميعهم بانهم لا يريدون الذهاب، فلن تكون هناك كأس عالم. واذا جرت رغم ذلك (انسحابهم)، فلن يكون لها اي معنى".