المنامة - مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة
تحديث: 12 مايو 2017
ركزت الجلسة الختامية من المؤتمرالاستراتيجي الخليجي الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة على أوضاع العالم العربي بعد عام 2011 وإشكالات حركات التيار الإسلامي مع الدولة المدنية، والتهديدات الجيواستراتيجية التي تشكلها التنظيمات الدينية المتطرفة العابرة للحدود.
قال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة علي الدين هلال إن الاصول الفكرية لتيارات الاسلام السياسي تتعارض تعارضا اساسيا مع مفهوم الدولة المدنية، بالتالي "يجب ألا ننخدع بالشعارات السياسية التي تطرحها هذه التيارات" حسب قوله.
وأضاف إن هذه الجماعات هدفها الأول الوصول الى السلطة باستخدام الدين وتوظيف الخطاب الديني من أجل الحشد والتعبئة والتحريض ثم اكتساب الشرعية، في غضون هذا تتبنى كل المسميات "الجميلة" مثل مسمى الدولة المدنية، والدولة الدستورية وغيرها.
وتحدث هلال عن مباديء الدولة المدنية القائمة وقارن بين تلك المباديء ومفاهيم تيارات الاسلام السياسي وأوضح مواطن التناقض فيما بينهما.
وقال أن العلاقات الأمريكية الخليجية في الشهور الثلاثة الماضية أثارت أسئلة عديدة، وخاصة من تابع خطاب الأمير تركي بن فيصل في الأمم المتحدة والذي يكشف حجم اختلاف الرؤى حول القضايا المثارة في المنطقة.
وأكد هلال أن القضية المطروحة الآن هي مدى الركون على قوى خارجية وضرورة مراجعتها وإعادة النظر فيها، حيث شدد على أن الأمن الداخلي يمثل هيبة الدولة المدنية الحديثة ويعتبر مؤشرا لاستقرار النظام وقدرته على مواجهة الضغوط الخارجية.
ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن البلاد العربية في الوقت الراهن تتلقى نصائح من الغرب ومن المتحدثين في الندوات العلمية، وقال: نحن نثمن ونقدر أن جزء كبير منها من مبعث إيجابي، لكن الملاحظ أنها تسير في اتجاه واحد، دون تقديم نصح مماثل للأطراف الأخرى ونتمنى أن يوجهوا نصائحهم للأطراف الأخرى محل الخلاف حتى تتحقق الموضوعية، كما نوه إلى أن النصح المقدم عادة لا يتطرق للإرهاب الذي يحدث من المتطرفين وينتج عنه قتل لضباط وأفراد الجيش والشرطة ودعا الغرب لمطالبة الأطراف الأخرى بوقف الإرهاب، ووصف ما يحدث بازدواجية المعايير التي حتما ستورث لدى المواطن شعورا بالغضب، وعلى الدول العربية والخليجية أن تسعى لبناء قوة ردع موحدة لأن العالم لا يفهم إلا لغة القوة.
الفاسي الفهري: الحاجة ملحة لتأمين منطقة المغرب العربي والساحل من مخاطر الإرهاب:
من جانبه القى رئيس معهد أماديوس بالمملكة المغربية ابراهيم الفاسى الفهرى كلمة بعنوان "التحديات الامنية فى المغرب العربى ومنطقة الساحل"، تناول فيها التحديات الامنية التى تواجه هذه المنطقة فى الاونة الاخيرة فى ظل تردى الاوضاع الامنية.
وقال ان امتنا تواجه تحولات جذرية فى الاشهر والسنوات الاخيرة فى اعقاب تداعيات الربيع العربى فى عدد من البلدان العربية.
وتناول فى كلمته انعكاسات الاوضاع الامنية المتردية فى مالى على بلدان المغرب العربى ومنطقة الساحل، حيث سيطرت الجماعات الاهاية التابعة للقاعدة على مالى واتخذتها مرتكزا لنشر الارهاب فى المنطقة بأكملها.
واوضح ان الوضع تفاقم فى مالى فى اعقاب الاطاحة بنظام القذافى فى ليبيا وبدأت الازمة تتخذ منحى الخطورة الشديدة على بلدان المغرب العربى ومنطقة الساحل تحديدا منذ شهر أبريل/ نيسان 2012 حيث سيطرت الجماعات الارهابية التابعة للقاعدة على مالى وبدأت بتكوين الروابط مع الحلفاء المحليين فى البلدان الاخرى لنشر الفوضى والارهاب فى بلدان المنطقة.
وقال انه نظرا لاهمية هذه المنطقة الاستراتيجية لدول العالم جاء التحرك الدولى لمواجهة الارهاب فى مالى وصدر قرارا من مجلس الامن الدولى بالقيام بعمليات عسكرية للتصدى لهذه الجماعات الارهابية المسلحة فى مالى، وحظى هذا التحرك الدولى بتأييد كافة بلدان المغرب العربى ومنطقة الساحل فيما عدا الجزائر التى رأت فى هذا التدخل خطورة على أمنها وانه سيؤدى الى انتشار هذه الجماعات المتطرفة والارهابية على أراضيها.
وقال ان بلدان المغرب العربى ومنطقة الساحل لم تكن وحدها التى تأثرت بتفاقم الارهاب فى مالى بل العديد من الدول الافريقية مثل السنغال وساحل العاج والكاميرون والنيجر الذين تعرضوا للعديد من المشكلات الامنية عبر هذه الجماعات الارهابية العابرة للحدود.
وقال ان التدخل العسكرى الدولى فى مالى كان ضروريا لمنع تأسيس ونشوء دولة ارهابية تقوض الامن والاستقرار فى هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
وقال ان العملية العسكرية فى مالى كانت لها تداعياتها الامنية الخطيرة على دول المنطقة حيث بدات الجماعات الارهابية العابرة للحدود بنشر الارهاب عبر الصحراء ونشطت هذه الجماعات فى بلدان اخرى مثل تشاد وموريتانيا وغيرها من البلدان كما بدأت جماعة بوكو حرام فى نيجيريا فى زيادة نشاطاتها الارهابية وصراعها مع القوات الحكومية وقد اثر كل ذلك بالطبع على بلدان الجوار الاخرى مثل الكاميرون وغيرها كما أثرت حملات مواجهة الارهاب فى تونس على دول المغرب العربى المجاورة بالاضافة الى ما شكلته منطقة جنوب ليبيا من خطورة شديدة حيث أصبحت ملاذا للجماعات الارهابية التى أتت من مالى.
وقال ان التقييم الحالى للموقف فى اعقاب التدخل العسكرى الدولى فى مالى يؤكد وجود حاجة ملحة لتأمين منطقة المغرب العربى والساحل من مخاطر الارهاب بوصفها منطقة استراتيجية هامة فى افريقيا والشرق الاوسط.
واكد على ضرورة ان تقوم الدول الاوربية بمزيد من التعاون لتأمين حدود بلدان المنطقة عبر التنسيق الامنى والتعاون فى العمليات الاستخبارتية وتبادل المعلومات مع بلدان المغرب العربى والساحل.
وأشار الى انه على المستوى الاقليمى يجب ان تتحد كل البلان المتأثرة بالارهاب فى هذه المنطقة الحيوية لايجاد حل عالمى لهذه المشكلة الخطيرة وان يكون هناك حوار اقليمى وحوار عالمى لبحث التصدى لذلك، وان تعمل بلدان المغرب العربى على تكوين شراكة أمنية جيرانها فى الجنوب.
وشدد الفهرى على أن اى حلول سياسية فى بلدان المغرب العربى لا يجب ان تشمل أو تضم الجماعات الدينية التابعة لتنظيم القاعدة ممن سببوا الكثير من المشكلات الامنية لبلدان المغرب العربى ومنطقة الساحل.
جمال خاشقجي يقدم مقارنة بين منظمتي القاعدة وحزب الله الإرهابيتين:
قال المدير العام ورئيس تحرير بقناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي أن المنظمات السياسية العقائدية العابرة للحدود التي تشكل خطرا على الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط هي ثلاث حركات، الاخوان المسلمون ، والقاعدة، وحزب الله.
وقدم مقارنة بين كلا من القاعدة وحزب الله، وقال أن لكل منهما فكر تختص به وتناضل من اجله ويميزها عن محيطها، ولكن من المهم ان لا نتوقع ان أي منهما سيعلن عن فكر متطرف صارخ ، وانما سنجد انهم يتماهون مع بعض الفكر السائد المنتمي للتيار العريض من حولهما ، مثل الدولة الاسلامية ، نصرة الاسلام ، والدفاع عن حقوق المسلمين ، العدالة الاجتماعية والدفاع عن المستضعفين، ويبدا الاختلاف في التفاصيل المؤدية الى تلك الاهداف العامة ، حيث يتبين أن ما لدى القاعدة اسهل مما لدى حزب الله ، الذي يستطيع ان يقول انه الممثل للمدرسة السائدة لدى الشيعة فهو يعلن انتماءه وإيمانه بنظرية " ولاية الفقيه " وهي النظرية الحاكمة في اكبر دولة شيعية .
وأشار خاشقجي إلى أنه وبينما يتمتع حزب الله بحرية وعلنية العمل في بعض الدول مثل لبنان التي يشارك فيها بالحكم ، ولديه مؤسسات سياسية وثقافية واجتماعية ، ويسعى لتأسيس نماذج له في دول اخرى مثل العراق واليمن ، ويحظى باحترام في ايران فإن القاعدة بعد خسارة " قاعدتها " قصيرة العمر في افغانستان، لم تعد تتمتع بمثل هذه الحرية ، وتعمل دوما بسرية ، وتعلم انها مطاردة حيثما حلت فهي تفتقد الى دولتها الاسلامية " الأم" على نقيض حزب الله الذي لديه دولته الاسلامية ويعمل بحرية على الاقل في 3 دول ( لبنان ، العراق ، اليمن ) فإنه يعمل بسرية في غيرها حيث يؤسس خلايا سياسية واقتصادية واحيانا عسكرية .
وقال أن اقصى ما بلغته القاعدة من تعاطف علني هو من قبل تيارات منظمة وغير منظمة تتفق معها في بعض افكارها المتشددة خاصة الاجتماعية منها ولكنها لا تحمل السلاح وبالتالي تنجو من غضبة الدول ولكنها تحمل فكرا او بعض من فكر القاعدة.
وعدد أوجه التشابه والاختلاف بين القاعدة وحزب الله من حيث محاولة تكوين الدولة الاسلامية كما تنتهج القاعدة بينما حزب الله يتموضع في لبنان، ومن حيث الطائفية فإن القاعدة ضد الشيعة دوما ، لأن خلفيتها السلفية تفرض عليها ذلك، ولكن من الموثق انها تعاملت استخبارتيا مع ايران، ومن يتابع خطاب حزب الله يجد أنه غير طائفي ولكن مواقفه السياسية دوما مع الشيعة، وعدائي مع ما تسميه "الوهابية".
وفي موقف المنظمتين من الديمقراطية أكد أن القاعدة ترفضها عقائديا، بينما حزب الله يقبلها ويمارسها، وكذلك الأمر بالنسبة للدولة الحاضنة والتي فقدتها القاعدة في أفغانستان بينما يحتفظ بها حزب الله في لبنان، كما أشار إلى سياسة المنظمة العابرة للحدود والتي أوجدتها القاعدة بامتياز ولكنها تفتقد لحرية بناء المؤسسات المستقرة، وعلى الصعيد الآخر فإن حزب الله له انصاره حول العالم ولكنه لا ينشط حول العالم مثلما تفعل القاعدة ، كمال أنه مستعد ان يقدم خدماته لمشاريع الدولة الاسلامية ، في البحرين ، اليمن ، العراق ، ويكاد ان يكون " المكتب الاستشاري " .
وفي مجال الارهاب أكد خاشقجي أن القاعدة لديها قوتها وسلاحها في العمليات الانتحارية، وثقافة التوحش ، والجهاد من اجل الجهاد، أما حزب الله فيمارسه ولكن وفق ما يخدم سياسته وسياسة الدولة الحاضنة ، واحيانا لا يعترف بعلمياته .
ومن حيث عدد أفراد كل منظمة قال أنه من الصعب تحديد تعداد القاعدة بينما يمكن تقدير تعداد حزب الله في إيران لأنه مستقر.
كيف جهال احنا
اول هو وبعدين انا النصح ياتي للغافل لا للعارف بالخطا والمصر عليه هذا اما عناد او جهل مركب