شددت تونس التي تتخبط في ازمة سياسية خطيرة، اليوم الخميس (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) اجراءاتها الامنية اثر محاولتي اعتداء على الساحل الشرقي من البلاد، حيث توجد مواقع مميزة للسياحة التي تعتبر قطاعا اساسيا في اقتصادها المتعثر.
وتضاعفت عمليات المراقبة الامنية كثيرا في ولاية سوسة (140 كلم جنوب العاصمة) حيث فجر انتحاري حزامه الناسف الاربعاء على الشاطئ بدون ان يخلف خسائر مادية ولا بشرية.
ولاحظ مراسل فرانس برس دوريات امنية منتشرة في المنطقة السياحية حيث اقيمت حواجز عند التقاطعات وانتشر الشرطيون امام المتاجر الكبرى.
واعرب بعض السياح في منتجع مرسى القنطاوي على مسافة عشرة كلم من مكان الاعتداء الفاشل، عن قلقهم من هجوم الامس وكذلك في المنستير، حيث وقع الاعتداء الثاني، لكن بدون هلع.
واكدت ميشال السائحة الفرنسية الخمسينية انها لن تغادر تونس وقالت وهي ممددة على الشاطئ "لا اريد ان افكر في ذلك كي لا يفسدوا علي عطلتي".
وفي العاصمة التونسية عززت الشرطة انتشارها في جادة الحبيب بورقيبة الرئيسية وقطعت حركة السير امام وزارة الداخلية باسلاك شائكة.
وفي جرجيس (جنوب شرق)، المنطقة السياحية القريبة من جزيرة جربة ومن الحدود التونسية الليبية، التي تعتبر معبرا لمهربي الاسلحة، تمت مضاعفة انتشار قوات الامن.
وتحدث مصدر في الحرس الوطني لوكالة فرانس برس عن اعتقال مشتبه فيه كان يحمل بنادق كلاشنيكوف وقذائف ار بي جي وكحول مهربة بعد ان انقلبت سيارته خلال عملية مطاردة مساء الاربعاء.
ولم تخف وسائل الاعلام التونسية والفاعلون الاقتصاديون مخاوفهم على مستقبل قطاع السياحة الذي انخفضت موادره بنحو 30 بالمئة في الفصل الاول من 2011 وما زال يجهد في العودة الى مستواه قبل ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
واستهدفت الاعتداءات والاشتباكات مع مسلحين متطرفين اسلاميين (واسفرت عن سقوط تسعة عناصر من قوت الامن خلال تشرين الاول/اكتوبر) الشرطة والحرس الوطني والمعارضة التي اغتيل اثنان من قادتها هذه السنة ما دفع البلاد الى ازمة سياسية خطيرة.
غير ان الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية ما فتئت تشير خلال الاشهر الاخيرة الى انه لم يصب اي سائح في مختلف الهجمات التي وقعت.
وندد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة اصحاب العمل) ب "تصاعد الارهاب الذي يستهدف قطاعات استراتيجية في الاقتصاد في هذا الظرف الاقتصادي الصعب".
لكن رئيس الاتحاد التونسي لوكالات السفر محمد علي التومي يفضل ابداء التفاؤل مع اقتراب فصل الشتاء المفضل للرحلات نحو الصحراء عند الحدود الليبية والجزائرية.
وقال ان "الناس مترددون قليلا في حجز عطلات هذا صحيح ، لكننا نقدر ان ذلك سيكون عابرا، سيكون ذلك صعبا خلال الايام المقبلة لكننا بعد ذلك سنعود الى الحياة العادية ان شاء الله".
وقال جان بيار ماس رئيس اكبر شبكة فرنسية لوكالات السفر المستقلة (سيليكتور افات) انه لا يعرف ان كانت احداث الاربعاء "اثرت على عدد الحجوزات" لكنه يرسم صورة قاتمة لمستقبل القطاع.
واوضح "ان قطاع السياحة تراجع بنسبة 30 بالمئة منذ الربيع العربي ولم تحدث انطلاقة جديدة الصيف الماضي، ان مؤشرات عدم الاستقرار السياسي والان محاولات الاعتداء على مناطق سياحية، ليست عوامل ايجابية لاعادة نهوض السياحة في تونس".
وجرت احداث الاربعاء في خضم المباحثات بين السلطات والمعارضة لتعيين رئيس وزراء جديد مستقبل قبل حلول السبت، ليحل محل الاسلامي علي العريض من اجل اخراج البلاد من ازمة سياسية عميقة.
وتسعى المباحثات ايضا الى تبني الدستور الذي طالت صياغته منذ سنتين وتنظيم انتخابات تعطي البلاد مؤسسات دائمة.
وقد انعكست الازمات السياسة والامنية على الاقتصاد التونسي المتداعي اصلا اذ كانت البطالة والفقر من عوامل الثورة.
وخفضت وكالة التقييم المالي "فيتش" الاربعاء تصيف ديون تونس بدرجتين من "بي بي+" الى "بي بي-" بسبب عدم الوضوح السياسي وارجاء الانتخابات وتكاثر الاعتداءات.