العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ

توتر سياسي في اليونان اثر مقتل شابين امام مقر لحزب الفجر الذهبي

تسعى الشرطة اليونانية السبت(2 نوفمبر/تشرين الثاني2013) لكشف ملابسات مقتل شابين امام مقر لحزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد في احدى ضواحى اثينا، في جريمة لا تزال غامضة الدوافع وان كانت فسرت على انها "تحد" يستهدف "ضرب استقرار" البلاد.

واكد عدد من مسؤولي "الفجر الذهبي" من بينهم المتحدث باسمه ايلياس كاسادياريس انتماء القتيلين اللذين يبلغان من العمر 22 و25 عاما الى هذا الحزب النازي الجديد. واصيب شاب ثالث في التاسعة والعشرين من العمر بجروح خطيرة ولا يزال في المستشفى.

وسقط الثلاثة مساء الجمعة برصاص مسلح يرتدي خوذة وصل بدراجة بخارية يقودها شريك له الى موقع الجريمة في شارع واسع بضاحية نيو ايراكليو، غرب اثينا، يوجد فيه مكتب حزب الفجر الذهبي الذي يحتل بناية صغيرة.

واستنادا لمصادر قريبة من الملف فان الشرطة تبحث "كافة الخيوط وخاصة تلك التي تربط الواقعة بمجموعات متطرفة تبنت في السنوات الاخيرة اعتداءات" على اهداف سياسية وادارية في اليونان.

وكثيرا ما تشهد اليونان اعتداءات على اهداف دبلوماسية وقضائية ومرافق عامة او وكالات مصرفية. ولا تسفر هذه الهجمات عامة عن ضحايا وتتبناها مجموعات "ثورية" الخطاب ومناهضة للاستبداد.

وترجع اخر هجمات قاتلة الى 2009 عندما قتل رجل شرطة في اثينا على يد ثلاثة اشخاص غير معروفي الهوية وعام 2010 حيث جرى اغتيال احد الصحافيين في منزله.

وتبنت هذان الاعتداءان "الطائفة الثورية" وهي حركة متطرفة لم تنفذ اي عمل كبير منذ ذلك الحين.

والمجموعة الاكثر ظهورا في الاشهر الاخيرة والتي تبنت هجوما بقنابل استهدف سيارة مديرة سجن اثينا تطلق على نفسها "مؤامرة خلايا النار". واعلنت هذه المجموعة "تعاونها" مع "الطائفة الثورية" في بيان صدر في تموز/يوليو الا انها لم تنفذ اي اعتداء دام.

واشارت وسائل اعلام عدة الى ان السلاح المستخدم في جريمة الجمعة هو نفس نوع السلاح المستخدم في قتل رجل الشرطة عام 2009 اي مسدس زاستافا الصربي الصنع.

واعلنت الشرطة العثور في موقع الجريمة على 12 رصاصة فارغة عيار 9 مم. وحسب مصدر في الشرطة فان كلا من القتيلين، ايمانويل كابيلونيس ويورغوس فونتوليس، اصيب بثلاث رصاصات في الرأس والصدر.

وتامل الشرطة في ان تفيد شرائط الفيديو التي صورتها الكاميرات المنصوبة في مكتب الفجر الذهبي والعديد من متاجر الشارع في تسهيل التحقيق.

وفي حديث لشبكة سكاي الخاصة اكدت والدة الكسندروس جيرونتاس، الذي اصيب بجروح بالغة، ان ابنها "المسالم" كان "يتوجه من وقت لاخر" الى مكتب الفجر الذهبي "وليس بصورة منتظمة".

ودعت اليونانيين الى "الاتحاد" والى "تجاوز انقساماتهم" من اجل "مصلحة البلاد ووقف اراقة الدماء".

وكانت الدعوات الى تحقيق الاستقرار السياسي في اليونان ومكافحة كل شكل من اشكال العنف الخطاب السائد في اليمين كما في اليسار وفي العديد من ردود الفعل السياسية على هذه الجريمة.

واعتبرت صحيفتا اليسار الوسط "ايثنوس" و"تا نيا" ان هذه الجريمة اعتداء على "الديموقراطية نفسها".

واعربت صحيفة اليمين "اليفثيروس تيبوس" عن قلقها قائلة "من المؤكد ان هدف الجناة ليس القيام بعمليات انتقام سياسي من الفجر الذهبي وانما ضرب استقرار البلاد".

كما اعربت "افغي" القريبة من حزب سيريزا اليساري المتشدد عن القلق من اظهار النازيين الجدد "كضحايا" بعد اتهام ستة من نوابهم ال18 في اول تشرين الاول/اكتوبر الماضي بالانتماء الى "تنظيم اجرامي".

ومنذ مقتل الموسيقي المناهض للفاشية بافلوس فيساس في منتصف ايلول/سبتمبر الماضي بايدي احد اعضاء الفجر الذهبي، الذي يعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد حسب استطلاعات الراي، تشن السلطات حملة ضد هذا الحزب بسبب اعمال العنف الكثيرة التي تنسب له.

وادت سياسة التقشف الصارمة التي تتبعها اليونان منذ 2010 بعد سنوات من ادارة سياسية غير رشيدة الى توفير ارض خصبة للحركات السياسية المتشددة التي تسعى الى استغلال تردي الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً