يقيم حوالى 300 فيليبيني من العمال المخالفين لنظام الاقامة والعمل في السعودية في عشرات الخيم مقابل قنصلية بلادهم في جدة بانتظار الاوراق اللازمة لترحيلهم من المملكة.
ويقول ريناتو ورتياكو (42 عاما)"اقيم هنا منذ اكثر من ثلاثة اسابيع بانتظار الحصول على تصريح الخروج النهائي، لقد وعدتنا القنصلية بالتواصل معنا والتنسيق مع السلطات السعودية".
ويوضح "لقد اخفقت في الحصول على كفيل اخر رغم انني احمل اقامة نظامية، والسلطات تطرد كل من لا يصحح وضعه خلال الفترة التي حددوها، اعمل في وسط البلد بمجال التطريز والخياطة".
ويتابع ورتياكو، وهو من سكان مانيلا، ان المتواجدين هنا عددهم تقريبا 300 شخص حاليا يقيمون في عشرات الخيم.
وكانت اعدادهم اكثر لكن جزءا منهم غادروا السعودية بعد حصولهم على الاوراق اللازمة.
ويقول بينما هو جالس على رصيف يمثل فناء "منزله" المصنوع من القماش البالي "اتدبر امري بما تبقى لي من مال جمعته اثناء عملي".
ويضيف "نأكل ونشرب وننام هنا كما ترى، لا يمكننا شراء تذاكر السفر لنغادر بشكل اسرع. لذلك ننتظر ترحيلنا".
ويفترش العمال المخالفون الارصفة المجاورة للقنصلية بجدة واتخاذها مساكن مؤقته حتى يتم ترحيلهم.
بنيت هذه الخيم في معظمها من الشراشف او الثياب البالية، فيما تصطف امامها عشرات العبوات للمياه المعدنية المخصصة للطبخ، الى جانب معدات بدائية للطبخ.
ويضطر سكان الخيم الى تعليق ملابسهم التي تم غسلها على بعض الحبال في احدى زوايا الابنية القريبة من القنصلية.
وفي المخيم، تجلس عائلة مكونة من الاب ايلي والام ماتي الى جانب طفل يبلغ من العمر نحو اربع سنوات.
يقول ايلي (49 عاما) الذي كان يعمل في احدى شركات الطباعة "اضطررنا للمغادرة النهائية بعد تعثر معاملاتنا ومحاولة تصحيح اوضاعنا".
ويضيف وهو ممسك بطفله بين احضانه "لا اعتقد ان الوضع جيد هنا، فقد تعرض ولدي للمرض لمدة يومين ولم افلح في معالجته، كما اننا نحصل على وعود بسرعة المغادرة لكن الامور ما تزال على حالها".
من جهتها، تقول زوجته التي كانت تعمل في احد اماكن التجميل النسائية في شمال جدة "لقد ابلغتنا صاحبة المشغل ان لا مكان لنا فيه بعد ان قررت اغلاقه".
وتضيف "لا توجد عمالة سعودية ماهرة في التجميل واخفقت مالكة المشغل في نقل الكفالات. لذا، طلبت منا المغادرة".
وبدات السعودية قبل تسعة ايام طرد العمال الاجانب المخالفين لنظام الاقامة والعمل بعد انقضاء مهلة سبعة اشهر منحتها لهم لتسوية اوضاعهم او مغادرة المملكة.
وفي هذا السياق، غادر اكثر من 900 الف عامل اجنبي مخالف لنظام الاقامة والعمل المملكة منذ مطلع العام الحالي.
يشار الى وجود ما لا يقل عن تسعة ملايين وافد في المملكة تشغل غالبيتهم العظمى وظائف برواتب متدنية للغاية لا يقبلها السعوديون.
من جهته، يقول القنصل العام الفيليبيني بجدة لفرانس برس ان "دورنا يقتصر على مساعدة مواطنينا للحصول على الاوراق اللازمة لتسهيل عملية مغادرتهم".
ويضيف "نقوم بالتنسيق مع السلطات السعودية وكل الجهات ذات الصلة بعملية تسهيل ترحيل عمالتنا باسرع وقت ممكن".
لكن القنصل العام اعتذر عن اعطاء ارقام حول المغادرين او الذين نجحوا في تصحيح اوضاعهم، مكتفيا بالقول "لا تحضرني هذه الارقام الان".
يذكر ان اعداد العمالة الفيليبينية في السعودية كانت تقدر باكثر من مليون شخص تعمل غالبيتهم في المنازل والمستشفيات.
وقد وقعت السعودية والفيليبين في ايار/مايو الماضي اتفاقية مدتها خمس سنوات تجدد تلقائيا لتنظيم عملية استقدام العمالة المنزلية بطريقة من شانها ان تحفظ مصالح الطرفين.
وكانت السلطات الفيليبينية اعلنت صيف العام 2011 اجراء محادثات مع السعودية بعد فرض الرياض حظرا على العمالة المنزلية الفيليبينية عقب نزاع حول الاجور وظروف العمل.
والسعودية بين اكبر البلدان التي تستقبل عمالة فيليبينية حيث تفيد تقديرات ان 1,3 مليون من اصل تسعة ملايين عامل فيليبيني في الخارج يعملون في المملكة.
وكانت السعودية رفضت المطالب الفيليبينية بتحديد راتب شهري اساسي بقيمة 400 دولار للخادمات.
كما رفضت ايضا مطلب الحكومة الفيليبينية بتقديم معلومات عن اصحاب العمل فضلا عن ظروف المعيشة واماكن السكن التي تستقر بها العاملات، وقالت ان ذلك يخرق خصوصية السعوديين.