العدد 4099 - الثلثاء 26 نوفمبر 2013م الموافق 22 محرم 1435هـ

سيلفيو برلوسكوني على وشك ان يطرد من البرلمان

يستعد رئيس الحكومة الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني الذي يعتبر من ابرز الشخصيات في الحياة السياسية الايطالية منذ عشرين عاما، اليوم الأربعاء (27 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) لتصويت سيؤدي الى طرده من البرلمان، لكن بدون توقع عواقب مباشرة على الحكومة.

وافتتح رئيس مجلس الشيوخ في الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش المناقشات حول "ابطال انتخاب السناتور برلوسكوني" في شباط/فبراير الماضي.

وقال رئيس اللجنة المكلفة الاقالة في مجلس الشيوخ داريو ستيفانو ان القانون المتعلق بالاقالة قابل للتطبيق بشكل كامل على السناتور برلوسكوني.

وسعى انصار رئيس الوزراء السابق بشتى الوسائل لتأخير موعد التصويت على عزل برلوسكوني الذي من المتوقع ان يبدأ عند الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش.

وتبدو نتيجة التصويت محسومة اذ ان اليسار وحركة النجوم الخمس التي يقودها نجم الكوميديا بيبه غريلو - اكدا ان اصواتهما موحدة حيال هذا الموضوع.

واكد رئيس الحكومة انريكو ليتا ان اغلبيته باتت "اكثر تماسكا ووحدة" على الرغم من انسحاب نواب حزب برلوسكوني، بعد الثقة التي منحت لحكومته ليل الثلاثاء الاربعاء بشأن قانون الميزانية للعام 2014.

وقال ليتا "لدينا الآن اغلبية اقوى لانها اكثر تماسكا واتحادا".

وصوت مجلس الشيوه باغلبية 171 صوتا مقابل 131 على الرغم من انسحاب نواب حزب برلوسكوني احتجاجا على جلسة التصويت المقررة اليوم الاربعاء لاقالة زعيم حزبهم.

لكن لا يبدو ان هذا التصويت سيؤثر على عمل الحكومة لأن السلطة التنفيذية بين اليسار واليمين بقيادة ليتا يمكنها الاعتماد على ولاء وزراء اليمين الخمسة بما في ذلك انجيلينو ألفانو الذي كان مقربا من برلوسكوني، وتجمع جديد ليمين الوسط يضم ما لا يقل عن 50 نائبا .

ووجه ليتا مساء الثلاثاء نداء للتعقل والى "وضع سياسي بعيد عن الفوضى"، مؤكدا خلال قمة جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان إيطاليا في حالة انكماش منذ سنتين، "وهي بحاجة كبيرة للنمو وخلق فرص العمل" .

ودعا انصار زعيم اليمين الوسط برلوسكوني الى تظاهرة تضامن بعد ظهر اليوم الاربعاء امام منزل بطلهم الفخم في روما حيث اعلن عن مشاركة 10 الاف منهم في حين دعا معارضوه الاكثر تشددا الى الاحتفال بسقوطه بالقرب من مقر مجلس الشيوخ بعد ظهر اليوم ايضا.

وثمة تساؤل يتكرر في ايطاليا حول امكانية توقيف برلوسكوني بعد حرمانه من الحصانة البرلمانية، على سبيل المثال في اطار قضية قضائية في نابولي يتهم فيها ب"شراء" صوت عضو في مجلس الشيوخ في عام 2006 لاسقاط حكومة برودي.

وقال فرانكو كوبي احد محامي قطب الاعلام ان "هذه الفرضية سخيفة، وهي في الوضع الراهن، غير واقعية تماما"، في اشارة الى منصبه كزعيم ليمين الوسط.

من جهته، اكد بيار كاميلو دافيغو العضو السابق في لجنة مكافحة الفساد الشهيرة المعروفة ب"الايدي النظيفة" التي كانت قد بدأت الاجراءات القانونية الاولى ضد برلوسكوني، انه "في هذا العمر لا يذهب المرء الى السجن الا في حالات استثنائية".

وحتى اخر لحظة سعى برلوسكوني(77 سنة) الى تجنب مثل هذا الطرد المهين من البرلمان ودفع مجددا ببراءته مؤكدا ان لديه من الادلة ما يكفي للحصول على مراجعة محاكمة ميدياسيت التي ادت في الاول من اب/اغسطس الماضي الى صدور اول ادانة نهائية له في خلال عشرين سنة من المتاعب مع القضاء.

والتصويت على عزله ياتي نتيجة قانون صدر في 2012 يقضي بعدم اهلية اي مسؤول يدان بعقوبة السجن لمدة تزيد عن السنتين بشغل اي منصب رسمي خلال ست سنوات، علما بان برلوسكوني حكم عليه باربع سنوات مع اعفائه من ثلاث منها.

واعلن برلوسكوني انه سيتقدم بطعن تمييزي على الرغم من أن محاميه بدوا أكثر حذرا الثلاثاء امام الصحافة، مؤكدين الرغبة في المضي قدما في اعداد "ملف جدي ومتين".

وقال ستيفانو فولي الخبير السياسي في صحيفة "سولي24 أوري" الأربعاء ان "صفحة من التاريخ طويت وبدأ فصل جديد".

من جانبه، اعتبر جيمس والتسون الاستاذ في الجامعة الاميركية في روما ان "برلوسكوني باق مهما حصل في قيادة حزبه الذي اعيد تنظيمه فورتسا ايطاليا (ايطاليا الى الامام)". واشارت استطلاعات رأي اجريت لحسابه الى ان ائتلاف اليمين سيحصل على 24% من الاصوات في حال اجراء انتخابات مبكرة اي "اكثر بنقطتين من اليسار الوسط".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً