نجاح إمارة دبي في الفوز بتنظيم المعرض الدولي "إكسبو 2020" سيحمل دفعة صحية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. ويعدّ معرض إكسبو الحدث العالمي الثالث في الأهمية بعد منافسات كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية. وبالنظر أيضاً إلى انعقاد أحداث كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر في عام 2022، فإن تضافر الحدثين خلال وقت قصير نسبياً سيضيف الكثير لزخم النمو في كل من دولة الإمارات ودولة قطر وعموم منطقة مجلس التعاون الخليجي.
وقد فازت دبي بتنظيم هذا الحدث العالمي وسط منافسة قوية من مدن في روسيا والبرازيل وتركيا. وستكون دبي بذلك هي المدينة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تنال شرف استضافة معرض إكسبو الذي يقام كل خمس سنوات. وتجتذب معارض إكسبو الدولية الشركات والحكومات والمنظمات الدولية لإقامة المعارض واستضافة المناسبات على مدى ستة أشهر. وهدف إكسبو الرئيسي هو حشد الناس وبناء العلاقات والروابط وتحقيق التقدم الاقتصادي والثقافي على نطاق العالم. ويقام المعرض الدولي في دبي تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، مستهدفاً عقد شراكات رائدة جديدة للعمل من أجل استدامة النمو الاقتصادي.
ولابد لهذا الحدث الكبير أن يتيح للإمارات فوائد اقتصادية مقدرة. وقد أعلنت الحكومة سلفاً عن خطط لإنفاق 8 مليار دولار أمريكي على البنية التحتية، بما في ذلك إسراع خطط توسعة مشروع مترو دبي، والسكك الحديدية، وشبكة الطرق. وبحسب التقديرات الصادرة عن تقرير لمؤسسة أتش أس بي سي، سيتم إنفاق مبلغ 10 مليار دولار أمريكي آخر من قبل القطاع الخاص الإماراتي لاستكمال الاستعدادات لإقامة إكسبو. وسيؤثر هذا المحفز الاقتصادي مباشرة على نمو الاستهلاك والاستثمار، والذي سيساعد بدوره في خلق وظائف جديدة واستقدام عمالة أجنبية من الخارج، وهو ما سيدفع لمزيد من النمو في الاستهلاك. واستناداً إلى تجارب المعارض الدولية السابقة، فيتوقع لإكسبو أن يجتذب لما يصل إلى 50 مليون زائر، في دفعة قوية للحركة السياحية وللاستهلاك. وتتوقع مجموعة QNB أن تؤدي هذه العوامل لإضافة ما نسبته 0,5% في المتوسط سنوياً للناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من الآن وحتى عام 2020 وإضافة نسبة 1% أخرى خلال عام 2020 مع تعاظم معدلات الطلب جرّاء تدفق الزوار.