«المعاقون جزء لا يتجزأ من المجتمع، احترامهم واحترام قوانينهم واجب يدل على ارتقاء وتحضر المجتمع، لأنهم أسوة بالأسوياء وليسوا من كوكب آخر».

يصادف اليوم (3 ديسمبر/ كانون الاول) اليوم العالمي للمعاقين، والمؤسف تجاهل وتهميش حقوقهم ودورهم في المجتمع، لأن غالبية حقوقهم تحولت لمجرد شعارات لا أكثر ولا أقل.

«الوسط الرياضي» حرص على زيارة الاتحاد البحريني للمعاقين الذي يعاني من هضم في حقوقه، وتحدث أمين سر الاتحاد محمد نامي عن الكثير نائب الرئيس الأمين العام باللجنة التنظيمية الخليجية للمعاقين جاسم حسن من الأمور المتعلقة بالاتحاد واللجنة التنظيمية إضافة إلى أمين السر العام بالاتحاد محمد نامي. قبل التطرق لما قاله أمين السر محمد نامي، قام «الوسط الرياضي» بزيارة ميدانية يوم أمس إلى تدريبات اللاعبين في صالة اتحاد المعاقين، الأمور تسير على ما هي عليه، لكن الطامة عندما شوهد لاعبي ولاعبات ألعاب القوى يتدربون في مواقف السيارات لعدم وجود مكان مناسب ينتشل هذه المأساة التي يعيشونها على رغم أن الاتحاد سبق وأن تطرق لهذا الأمر في الصحف المحلية.

قطعة صغيرة مواجهة لمبنى الإدارة العامة للمرور، مخصصة لمواقف السيارات، لكنها تحولت فجأة إلى مقر لتدريبات لاعبي ولاعبات ألعاب القوى للمعاقين، كيف يحصل كل ذلك والمكان غير آمن ويفتقر للأمن والسلامة.

معاناة كبيرة

أمين سر اتحاد المعاقين محمد نامي تحدث لـ «الوسط الرياضي» عن هذه المعاناة، وقال: «بعد أن حصل اتحاد المعاقين على الصالة الحالية بمدينة عيسى كهبة من عاهل البلاد، ذهبت عنا الكثير من المعاناة والظروف الصعبة التي كنا نعيشها في السنوات الماضية، إلا أن ألعاب القوى للمعاقين مازالوا يعانون من غياب المكان المناسب لهم للتدريب، فهل من المعقول أن يتدرب اللاعبين في قطعة رملية لا يوجد فيها آمن وسلامة»؟

وأضاف «تحديات اللاعبين والمدربين كانت كبيرة على رغم الظروف الصعبة، إذ قاموا بتحسين الأرضية من أجل التدرب عليها، ليؤكد اللاعبين بأنهم يثبتون بأن العوائق بعيدة كل البعد عنهم ويؤكدوا بأنهم يستحقون الأفضل، لكن يبقى الأمر معلق لدى اللجنة الأولمبية البحرينية التي اجتمعت مع الاتحاد قبل شهر كامل تقريباً من أجل غلق الملف وتحسين الوضع الصعب الذي نعيشه، ونحن نقدر ونشكر الأولمبية على تجاوبها السريع وتوجيهات رئيس الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد لعبت دورا كبيرا بتسيير الكثير من العقبات لكن تبقى مشكلة المكان المناسب لتدريبات ألعاب القوى»، وتابع «بعد الاجتماع قالت الأولمبية أنها ستباشر بمخاطبة الجهات المعنية من أجل الحصول على قطعة الأرض وتهيئتها بالشكل المطلوب ونتمنى أن نرى الحلول في الفترة المقبلة».

حجوزات الصالة

نامي أكد بأن هناك مشكلة أخرى تواجه الاتحاد متعلقة بالحجوزات المتكررة لصالة اتحاد المعاقين، وأوضح أن استخدام الصالة المتكرر لفعاليات أخرى يعني توقف جميع أنشطة الاتحاد وغياب اللاعبين واللاعبات عن التدريبات، وقال: «أود أن أؤكد بأن اللاعبين يشعرون باحباط كبير في حال عدم قدومهم للتدريبات، أقترح بأن يتم تهيئة صالات الأندية لتكون قادرة على استقطاب وتأهيل اللاعبين ذو الاحتياجات الخاصة حتى تتوفر لهم البيئة الصالحة للاستمرار في ممارسة الرياضة التي تعتبر المتنفس الكبير لهم».

وتابع «على رغم الوضع الصعب الذي مررنا به، إلا أننا حققنا الكثير من الانجازات باسم البحرين، آخرها كان المشاركة في البطولة الآسيوية للشباب والناشئين التي سجلت فيها البحرين اسمها للمرة الأولى وأقيمت في العاصمة الماليزية (كوالالمبور)، وحققنا فيها الكثير من الميداليات الملونة على رغم أن الوفد شارك بـ 4 لاعبين فقط وهي أصغر بعثة في جميع المنتخبات المشاركة، وهذا دليل واضح على أن الاتحاد يعمل بمثابرة من أجل تهيئة اللاعبين بأفضل صورة لتشريف البحرين».

أمين سر اتحاد المعاقين أوضح بأن دعم اللجنة الأولمبية وتحسين الوضع يشكرون عليه، وأضاف «نطمح بأن يزداد هذا الاهتمام وسد جميع الثغرات التي تواجه الاتحاد من قبل الأولمبية، ونحن على ثقة كبيرة بأنها ستبادر بحل جميع المشاكل التي تواجهنا وأود أن أشيد بجهود رئيس الاتحاد الشيخ أحمد بن سلمان آل خليفة الذي يعمل بكل طاقته من أجل توفير أفضل الخدمات للاعبين».

وفي نهاية حديثه، وجه نامي كلمة بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين، قال فيها: «نعمل من أجل هدف زيادة الوعي المجتمعي، رياضة المعاقين توجه رسالة بأن المعاقين قادرون على العطاء ونطمح كما يطمح الأسوياء بتحقيق البطولات وتشريف البحرين، ندعو القيادة الرشيدة واللجنة الأولمبية والمؤسسات والشركات بأن تضع مع اتحاد المعاقين من أجل أبنائهم لأنهم بأمس الحاجة لتوفير متطلباتهم، ونؤكد سعينا بوجودنا في المجتمع البحريني من أجل بناء وطن عنوانه الوفاء، وتقدم جزيل الشكر والتقدير لرئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد على عطائه اللامحدود وسعيه لارتقاء الرياضة في البحرين».