العدد 4108 - الخميس 05 ديسمبر 2013م الموافق 01 صفر 1435هـ

لابد للثقافات أن تتعاون في سبيل تحقيق هدف أسمى

مجيد صفر يصدر كتابه البكر... «موتايناي عربية: الأخلاقيات البيئية المستدامة»

الوسط - محرر براحة

أصدر الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكيميائية في جامعة البحرين مجيد صفر، كتابه البكر بعنوان: «موتايناي عربية: الأخلاقيات البيئية المستدامة».

ويحمل الكتاب بين دفتيه مجموعة مختارة من المقالات التي تعنى بالتوعية البيئية، خاصة المتعلقة بتغيير نمط حياة الانسان ليصبح مسئولاً عن حفظ البيئة والاستدامة، والتي نشرها المؤلف في صحيفة «الوسط» خلال السنوات السابقة.

استلهم المؤلف اسم الكتاب بعد زيارته لليابان من خلال بعثة مؤسسة اليابان في 2008، إذ ترسخ لديه مفهوم جديد عن خلق بيئي مستدام يطلق عليه «موتايناي»، وأراد من خلال كتابه أن يعرّف القارئ العربي بهذه الثقافة الأجنبية المعاصرة.

تم تقسيم فهرس الكتاب إلى تسعة أبواب رئيسية، ويمثل كل باب توجهاً نحو نوع من القضايا البيئية حسب تصنيف التلوث. فالباب الأول يتناول قضايا تغير المناخ، والباب الثاني يتناول قضايا العالم وتغير المناخ، والباب الثالث يتناول قضايا تلوث الهواء، والباب الرابع يتناول قضايا تلوث المياه، والباب الخامس يتناول قضايا المخلفات الصلبة، والباب السادس يتناول قضايا الاقتصاد الأخضر، والباب السابع يتناول قضايا البيئة والتعليم العالي، والباب الثامن يتناول قضايا بيئية عالمية، وأخيراً الباب التاسع يتناول قضايا ترشيد الطاقة.

بذلك استطاع المؤلف التطرق إلى العديد من جوانب قضايا التلوث البيئي مع ربطها بمواضيع التنمية المستدامة، ومن ثم صهر المقالات في بوتقة الإعلام والتوعية البيئية.

وقال صفر: «بعد رحلة المؤلف لليابان، استمر بنشر سلسلة من المقالات البيئية التوعوية، وتواصل بالمجموعة المنسقة لحملة توصيل مفهوم (الموتايناي) للعالم عن طريق صفحتها الإلكترونية، وتبين له أن هذه المجموعة تحضى بدعم مادي ومعنوي من الحكومة اليابانية ومن قبل الشركات الخاصة. قامت الأخيرة بنشر خبر عن المقالات في موقعها الإلكتروني وساعدت بامتداد مفهوم (الموتايناي) إلى البحرين، فالعالم لديها يعتبر اليوم قرية صغيرة، ولابد أن تتعاون الثقافات المختلفة في سبيل تحقيق هدف أسمى».

وعبَّر المؤلف عن مفهوم «الموتايناي» بالمعادلة التالية: الأخلاق + البيئة = «موتايناي»، حيث أوضح أن الجهة اليمنى من المعادلة الرياضية تبين أنّ اندماج الأخلاق وهي صفة روحية، بالبيئة وهي صفة مادية ينتج عنها مفهوم جديد ومنتظم سماه اليابانيون «موتايناي».

ولزيادة التوضيح يشير المؤلف إلى استراتيجية إدارة النفايات المشهورة: التدوير(Recycle)، خفض الاستخدام (Reduce)، وإعادة الاستخدام (Reuse). الفلسفة اليابانية تتضمن عنصر رابع هو الاحترام (Respect)، وهو عنصر متجذر في نسيج المجتمع الياباني لكن الاحترام المقصود في هذه الفلسفة المعاصرة هو عدم العبث بالموارد الطبيعية المادية.

وأضاف أن «اليابانيين أضافوا لبنة جديدة لمجتمعهم الديناميكي، والهادف نحو الاستدامة وخلق مجتمع منخفض الكربون، وهذه اللبنة الجديدة باعتقاد المؤلف جزء من ثقافة متجذرة في التاريخ والديانة، ويعتمد على مبدأ وفلسفة احترام الإنسان للطبيعة».

وذكر مجيد صفر، خلال مقابلة مع السفير الياباني شيجيكي سومي، في البحرين خلال مناقشة الكتاب، أن السفير أوضح أن «الآباء والأمهات في اليابان يتأكدون أن أطفالهم ينهون من تناول جميع حبات الأرز في صحونهم، وهذا جزء من ثقافة عدم الإسراف خاصة أن زراعة الأرز يتطلب اجتهاداً مستمراً من قبل المزارع من وضع البذرة في الأرض إلى حصد الإنتاج، بالتالي فإن المستهلك يجب عليه احترام الجهد المبذول وعدم العبث بالموارد الطبيعية للكرة الأرضية، خاصة في المجال الغذائي».

وقال: «مع الأسف فإن المجتمعات العربية حقيقة متهمة بالإسراف سواء في استهلاك الكهرباء أو الماء أو الغذاء، مما يجعل حصة الفرد من التلوث عالية سواء كان إنتاجه من المخلفات الصلبة أو كميات الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ولا شك أن ثقافة الشره في الاستهلاك والعادات الاجتماعية غير المتحضرة يتطلب جهوداً توعوية لغرس عادات في المجتمع، ولابأس من التمازج مع الثقافات الأخرى للوصول إلى أهداف تجعل المجتمع مستداماً».

وتمتاز المقالات التي يحتويها الكتاب بأنها مدعمة دائماً بأرقام موثقة من المراجع لمساعدة القارئ - سواء العادي أو المختص - على فهم جوانب التحديات البيئية وتوسيع أفقه، ومن ثم يقدم المؤلف اقتراحات بناءة تواكب مستوى الوعي المتقدم في عصر المعرفة والتكنولوجيا.

كما تمتاز بعض المقالات بأنها تضع أسئلة استباقية حافزة لتدعو القارئ للتفكير والإمعان، ومن ثم تقدم بعض الإجابات المبنية على المنطق السليم والتحليل بلغة الأرقام للوصول إلى نتائج علمية، وهذه النوعية من التعليم مستمد من مدرسة المضمون المعرفي الحافزة للإدراك.

استخدم المؤلف نوعين من المقالات، فبعضها تعبر عن رأي وبعضها تحليلية. ففي الحالة الأولى، هناك نقد لظاهرة اجتماعية أو تعليمية أو اقتصادية خاطئة مما يستدعي استخدام لغة مباشرة و قوية، أما في الحالة الثانية، فتتفاوت اللغة ومنهجية الأسلوب.

ويعتبر المؤلف أن النقد في المقالات البيئية شيء إيجابي، لكن للأسف هناك بعض من الحساسية من قبل الجهات الرسمية عند توجيه الأصابع إليها.

ويرى المؤلف أن القلم عندما ينتقد فهو يريد التغيير، لكن الكاتب يعتز ببعض الشخصيات التي قابلها، والتي أبدت استعدادها لتزويده بالمعلومات، واتساع صدرها لأي نقد وقبول الرأي الآخر، بل صرحت عن موافقتها بتقديم المعطيات المحفوظة لديها؛ لأنها تؤمن بالشفافية وهدفها المحافظة على صحة المواطنين.

العدد 4108 - الخميس 05 ديسمبر 2013م الموافق 01 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً