الديه - كوثر الحايكي
فداء العليوات امرأة بحرينية مكافحة سعت وراء تحقيق طموحها عبر إيجاد ذاتها، فصنعت لنفسها اسماً بارِزاً وصيتاً لامِعاً عن طريق مساعدة الآخرين في تغيير حياتهم إلى الأفضل.
ولا تزال هذه المرأة تسعى مجاهِدةً لإيصال رِسالتها إلى المجتمع وإلى كُلِ فردٍ فيه عبر برامِجها الإرشادية والتدريبية التي تُقدمُها في مختلف الميادين... ولتسليط الضوء على مشروعها الذي تُقدم من خلاله جلسات الاستشارة النفسية، أجرينا معها هذا الحوار:
أخبرينا عن بدايتك، وكيف تخصصت في مجال الإرشاد النفسي؟
- في البداية درست سبعة تخصصات مختلفة، وقد بدأت عملي موظفة استقبال ثم عملت في شركات خاصة على مستوى عالمي، وكذلك عملت في عدة وزارات، إلا أنني دائماً كان هدفي هو الطموح والوصول إلى هدف تكون الاستفادة منه أكثر، وعدم وجود هدف منذ البداية جعلني أسير في كل تلك المراحل التي أعتبرها مراحل تعلم، لذلك فإن ما كنت أحتاج إليه هو وجود هدف يحقق طموح فداء وبالتالي عندما ذهبت إلى دراسة الإرشاد النفسي و(الكوتشننغ) و(الريكي) درستها لنفسي وكان هدفي أن أستثمر طاقتي في شيء مفيد وبالتالي حصلت على ما كنت أطمح إلى الوصول إليه.
ما هو الهدف الذي انطلق لأجله هذا المشروع؟
- هدفي هو أن أسعى إلى تحسين حياة الآخرين، وأنا لا أستطيع تحسين حياتهم إذا لم تكن لديهم رغبة حقيقية في ذلك، ففي الفترات الأخيرة أصبحت هناك حاجة كبيرة للتسامح مع الذات، وهي أصعب أنواع المراحل، أن تبدأ بالتسامح مع نفسك لكي تحقق تسامحا مع الآخرين، وأنا لا استطيع أن أجعلك تحب نفسك أو تحب الآخرين اذا لم تستطع ان تسامح نفسك أولاً.
ما هي المؤهلات التي حصلتِ عليها للوصول إلى هذا المستوى؟
- أمور كثيرة أهلتني لأكون مدربة، ولم يكن الطريق سهلاً أمامي للوصول إلى كل تلك المؤهلات التي وصلت اليها قبل عشر سنوات من دراستي، فأنا أقدم الإرشاد النفسي والأُسري، وكذلك التدريب الفعال (الكوتشنغ)، وهو من أحدث وأعمق أنواع البرامج التي تخلق عملية التحول لدى الفرد أكثر من الإرشاد.
وأيضاً لدي العلاج بطاقة (الريكي) المستوى الرابع والذي قمت بدراسته منذ عشر سنوات، وأقوم بتقديم الورش المتميزة في الجانب النفسي والروحي والتي هي أكثر من أن تكون أكاديمية، فهذه الورش لا تتكلم لكِ عن النظريات والمفاهيم إنما تتكلم عن هذا الإنسان ومن يكون..
ما هي الاعمال التي تقومين بها حاليّاً؟
- في البداية تكون لدينا جلسات استشارة ننطلق من خلالها لتقييم الحالة، ومن خلال هذه الجلسة نستطيع اكتشاف الخلل وبالتالي نبدأ وضع خطة لإيجاد العلاج الأفضل. كما أن هناك خطة تعاون مع بعض الجهات الرسمية أتمنى أن نوفق فيها.
وقد تم اختياري من قبل «تمكين» لتدريب المُدربين لكي يُطبق منهج جديد اسمه «أخلاقيات العمل» بجميع المراحل التعليمية، وأنا الآن في مرحلة الإشراف على هذه المدارس، ونعمل على تأهيل الطلاب لخوض الحياة العملية.
ماهي الصعوبات التي تواجهينها في عملك؟
- حاليّاً لا أجد اي صعوبات، وبالعلم الذي أقدمه في كل مكان أذهب إليه، لكن بحكم أنني كنت سيدة أعمال دائما ينظرون إليّ أني مازلت كذلك، وأجد أنه من الصعب علي أن أكون موظفة.
ووجدت أن رسالتي عميقة في خلق توازن في المجتمع وبين الأفراد وأشعر بأنه من الصعب أن أكون تحت هيكل واحد؛ لأنني أؤمن بالابداع ولا أؤمن بالتقليدية، وأشعر بأن وجودي تحت جهة سيجعلني مقيدة.
هل تجدين صعوبة في التعامل مع الأفراد الذين يحتاجون إلى الإرشاد أو المعالجة النفسية؟
- أنا أعمل كثيرا مع النساء، والمرأة بالنسبة لي هي العمود الفقري لهذا المجتمع، فلا أنظر إلى المرأة كإنسانة مُهمشة أو مكملة، المرأة هي الأم والمربية، لكن كيف بإمكاني أن أطلب من إنسانة تعرضت لاضرار نفسية أو لعنف جسدي أو جنسي ولديها معاناة كبيرة وتحمل على عاتقها هموم ومسئوليات أن تكون مربية وأمّاً صالحة إذا لم تكن قادرة على تعليم نفسها، غير قادرة على أن تسامح نفسها وتحبها ولا تستطيع حل مشاكلها... امرأة ليس لديها ثقة بنفسها فيصل الأمر لدى إحداهن أن تطلب مني أن اتبنى أبناءها وتقول لي أتمنى لأبنائي أمّاً مثلك، هذا الأمر لا يسعدني إطلاقا؛ لأنها فقدت إحساسها بقيمتها كأم.
العدد 4108 - الخميس 05 ديسمبر 2013م الموافق 01 صفر 1435هـ