بمشاركة 30 مزارعاً بحرينياً افتتحت مؤخراً وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني سوق المزارعين البحرينيين في نسختها الثانية في حديقة البديع المخصصة لبيع المنتوجات المحلية الزراعية الطازجة في كل يوم سبت.
ويأتي افتتاح هذه السوق نظراً للنجاح الذي حققته في الموسم الأول الذي يهدف إلى دعم المنتج البحريني، ومن خلال تجولنا في السوق استطلعنا آراء بعض المشاركين والزائرين.
بدورها، قالت مشرفة السوق أماني بودريس: «إن النجاح الذي لقيه الموسم الأول كان بمثابة فرصة بأن تتكرر في كل عام، ولهذا تم إطلاق النسخة الثانية من هذه السوق». وأضافت أن عدد الزوار للسوق بلغ الآلاف في يوم الافتتاح، وامتاز هذا الموسم بزيادة كبيرة في عدد المشاركين التي تضمنتها شروط ومعايير معينة، ويهدف هذا الموسم لاستقبال عدد أكبر من الزوار وأخذ انطباعاتهم ومقترحاتهم لتطوير السوق بشكل أفضل في هذا الموسم والمواسم المقبلة».
وصرح يوسف جواد وهو أحد المنظمين، بأن عدد الزوار في ازدياد وخصوصاً في هذا الموسم وهذا مؤشر على أن الرسالة التي وضعت تلقى تقبلاً إيجابياً من قبل الزوار.
من جهته، قال المشرف على ركن الحيوانات جعفر عبدالجليل: «إن هذا الركن يكثر الإقبال عليه من قبل الأطفال، وهذا يدل على نجاح السوق وتقبلها حتى من قبل الأطفال، وأتمنى لو تضاف مساحة أكبر للحيوانات لكي يتم التعرف عليها من قبل الجميع وليس الأطفال فقط».
أما المشرف على ركن الرسم بدر البدري قال: «إن التقدير الذي يناسب هذا الموسم فهو ممتاز عن سابقه، وذلك للإقبال الشديد الذي يلاقيه هذا الركن، ويبلغ عدد المشاركين 42 من كلا الجنسين التي تفوق أعمارهم 13 سنة لتصل إلى 40 سنة». وأضاف أن «فكرة إنشاء السوق وتبني ركن الرسم كركن أساسي تعتبر نقلة نوعية وغير اعتيادية وهي خطوة إيجابية لتشجيع الموهوبين في هذا المجال وتعريف المجتمع بأهميته».
وقال أحد المتطوعين في عملية التنظيم وجمع الاستبيان من الزائرين هيثم سعيد: «إن تقبل الزوار لعملية ملء الاستمارات جيدة وينصح الشباب بزيارة السوق وأخذ الانطباع عنه، كما يوجه دعوة لهم للانخراط في العمل التطوعي».
وقالت إحدى المشاركات وهي صاحبة مطعم ركن المحبة زهراء عبدالشهيد: «يعتبر هذا الموسم الأول الذي يشارك فيه المطعم، إذ يلقى رواجاً وحركة من قبل الزوار من خلال شراء عدد من الأطباق المتنوعة».
أما في ركن بيع الخضراوات فقط تميز بحركة حيوية واسعة من قبل مختلف الأعمار والجنسيات لتتخللها الابتسامة الواسعة التي تعتلي وجوهم. وأكد أحد المشاركين الباعة في هذا الركن السيدباقر السيدمحمد، أن حركة الشراء في ارتفاع من قبل الجميع وبالتحديد المقيمين الأجانب ويصنفه بالشيء الإيجابي الذي يعود على البائع بالفائدة الجمة، بالإضافة إلى موقع عرض المنتوجات الزراعية الذي وصفه بالممتاز جداً، وأن الموقع الاستراتيجي للحديقة هو ما أهلها إلى استقبال هذا العدد الضخم من الزوار والمميزات الإضافية حيث تنتشر في أنحائها الخضرة والأشجار الباسقة. وأكد أنها فرصة للاستجمام والترويح عن النفس وخلق علاقات جديدة ومكتسبة مع الأفراد بشكل عام من خلال هذه الأجواء، وأن هذه الفكرة تحمل أهمية اقتصادية للمشتري والمستهلك حيث يتعرف على الأسعار المعتمدة من قبل وزارة التجارة والصناعة للمنتوجات حتى لا يتعرض لمحاولة غش من قبل البائع نفسه سواء أكان في سوق مبردة أو غير مبردة.
أما حول انطباع الفنانين المشاركين في ركن الرسم والذي حمل شعار «نلتقي لنرتقي» فكان يحمل الرضا حول الفكرة وطريقة تطبيقها، قال الفنان السيدصادق السيدجعفر وهو أحد المشاركين إن «الأجواء جميلة وتساعد على خلق أجواء من الإبداع في اللوحات، وأنه يشجع على هذه المبادرات القيمة ويؤكد أنه سيكون من المشاركين في الموسم الثالث إذا تم عقده وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها الارتقاء بالمستوى الفني لديه وتنمية الموهبة عنده بشكل أحسن».
رأي الزوار
وللزوار حديث آخر وانطباعات متنوعة على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم وميولهم وأعمالهم التي حملت آراء متقاربة نوعاً ما، الزائر حسين سند؛ فني مختبر يقول: «لأول مرة يزور السوق وتفاجأ بروعة المكان، ويؤكد أن الفكرة ممتازة والبرنامج جيد حيث يحمل معنى توطيد العلاقات الأسرية من خلال التقاء العوائل وتجمعها وذلك لانشغال الكثيرين بضغوط الحياة ويتطلب منها تغيير جو، ويقترح أن تكون هناك نصائح وتوجيهات طيبة تثقيفية حول الأطعمة التي ينصح بتناولها وما تحتوي من سعرات حرارية وما يتوجب الابتعاد عن من قبل مرضى السكر أو الضغط وأيضاً زيادة الألعاب الترفيهية للأطفال».
والزائرة رقية النصوح تخصص تسويق تقول: «المشروع جداً هائل ومثمر ويعكس صورة حضارية عن البحرين وذلك لتوافر الأجواء البديعة والمساحات الخضراء المزروعة، وتطالب بتكرار هذا الموسم عدة مرات وزيادة عدد المواقف للسيارات وذلك لتفادي الازدحام الحاصل والمشي لمسافات طويلة».
الزائر جعفر محسن؛ مساعد مدير قسم الموارد البشرية يقول: «المكان يجذب المصورين كونه يحب هواية التصوير وذلك بسبب تنوع الطبيعة والأفراد، ويقترح زيادة عدد الحيوانات وخصوصاً الطيور حتى يتسنى للمصور التقاط صور أكثر وأيضاً إدراج ركن خاص للمصورين وتوجيه دعوة خاصة للمصورين من قبل الوزارة».
وقالت الزائرة ندى ضيف؛ طيبة أسنان: «إن السوق الزراعية والترفيهية ليست فقط بيع المنتجات الزراعية وإنما خلق جو خاص للأسر البحرينية وخصوصاً فئة الأطفال التي تحتاج إلى مساحة خضراء لقضاء ممتع للعب، وتمتاز هذه الفكرة بأن أسعار المنتوجات الزراعية والوجبات الفطور التي تباع في متناول الجميع حيث يندر ذلك وتقترح زيادة عدد المنظمين والمعدات المناسبة وتوزيع أماكن السوق وليس حصره في منطقة معينة».
الزائرة سماء الهاشمي؛ أستاذة جامعية تقول: «إن هناك تطوراً ملحوظاً في هذا الموسم من جميع النواحي كونه يقام على أرض خضراء ذات مساحات شاسعة، وتقترح زيادة عدد الكراسي والطاولات ومواقف السيارات والأنشطة الترفيهية للأطفال مثل الرسم والألعاب ولا تكون السوق ليوم واحد فقط وإنما توفير يوم آخر كالجمعة مثلاً». وتؤكد «أهمية أن تكون هناك رقابة من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة من خلال الحملات التفتيشية على الأطعمة وخصوصاً المطبوخة، بالإضافة إلى وضع إرشادات صحية».
أما المقيمة كارين كونر؛ بريطانية الجنسية وفنانة تجريدية فتقول: «الأجواء جداً جميلة وهو شيء إيجابي للبحرين، وأنها للمرة الثانية تزور السوق وترى هناك تطوراً من جميع النواحي».
يذكر أنه بلغ عدد المنظمين 19 منظماً منتشرين في أماكن متفرقة من الحديقة، وتحتوي الحديقة على خمس أركان هي: الرسم، النباتات، الحيوانات، الطبخ المنتوجات الزراعية، كما توافرت اللوحات الإرشادية الخاصة بكل ركن .
ويهدف المشروع إلى تنمية وتشجيع الاستهلاك المحلي للمنتوجات الزراعية المختلفة المتنوعة، بالإضافة إلى زيادة دخل المزارعين من خلال رؤية استراتجية اقتصادية يضمنها المشروع بعد النجاح الذي حصده من الموسم الأول الذي أقيم في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي.
العدد 4115 - الخميس 12 ديسمبر 2013م الموافق 09 صفر 1435هـ