أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية المكلفة الإشراف على الخطة الدولية لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية أمس الأربعاء (18 ديسمبر/ كانون الأول 2013) أن العناصر الكيماوية السورية ستنقل خارج البلاد عبر شاحنات مصفحة روسية وسط مراقبة كاميرات صينية وأنظمة أميركية لتحديد المواقع (جي بي اس).
وتفاصيل خطة التدمير، الأولى من نوعها، عرضها مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمام اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة ونشرت أمس.
وسبق أن نشرت عدة دول اقتراحاتها لكيفية المساعدة ولاسيما الولايات المتحدة التي قبلت التكفل بقسم من تدمير هذه الأسلحة الكيماوية السورية المعروفة «بالفئة 1» وبينها عناصر كيماوية تستخدم في إنتاج السارين وغاز الخردل.
وتدمير العناصر الكيماوية سيتم في المياه الدولية على متن سفينة تابعة للبحرية الأميركية «أم في كيب راي».
وتتمركز سفن دنماركية ونرويجية في قبرص في انتظار مواكبة سفينتي الشحن اللتين ستحملان العناصر الكيماوية من ميناء اللاذقية على الساحل السوري.والعناصر الكيماوية الأخطر ستنقل من الأراضي السورية في 31 ديسمبر لكن مصادر مقربة من الملف أعلنت لوكالة «فرانس برس» أن هذه الأهداف لن تحترم على الأرجح.
والعناصر الكيماوية لا تزال موزعة في 12 موقعاً في الأراضي السورية. وتقوم سفينتا الشحن بعد ذلك بنقل العناصر الكيماوية إلى مرفأ ايطالي من حيث ستحمل على متن السفينة الأميركية قبل أن تعودا إلى اللاذقية لنقل آخر العناصر الكيماوية الأقل خطورة والتي يفترض أن تدمرها شركات. وستقدم فنلندا خبراء في عملية إزالة التلوث فيما تقدم روسيا سفناً لضمان أمن العمليات البحرية في اللاذقية وفي المياه الإقليمية السورية.
وستقدم الولايات المتحدة أيضاً ثلاثة آلاف حاوية لنقل أكثر من ألف طن من العناصر الكيماوية بحسب المدير التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد اوزمجو، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة اللازمة للتحقق من نقل العناصر الذي هو مسئولية النظام السوري، ستقدم الصين عشر سيارات إسعاف.والأموال التي رصدت لدعم هذه الخطة الطموحة بلغت حاليا 9,8 ملايين يورو فيما وعدت اليابان بتقديم 15 مليون دولار إضافية.
وتباطأت وتيرة تنفيذ برنامج تدمير الترسانة السورية في الآونة الأخيرة لا سيما بسبب الأحوال الجوية أو الظروف الأمنية كما أقر اوزومجو لكن المنظمة لم تقر بعد تغيير المواعيد المحددة رغم أنه «لا يمكن استبعاد احتمال حصول تأخير».
وبحسب الخطة فإنّ كل ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية يجب أن تكون دمرت بحلول 30 يونيو/ حزيران.
دبلوماسياً، يشارك الائتلاف السوري المعارض في اجتماعات تمهيدية تعقد اليوم (الخميس) في جنيف بين الروس والأميركيين كما يجتمع مع كل طرف على حدة، وأيضاً واجتماعات رسمية مشتركة غداً (الجمعة) للبحث في تحضيرات جنيف 2.
و قال مصدر سياسي في الائتلاف لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أمس إن «رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا يترأس الوفد السوري في اجتماع، ومحادثات تحضيرية لمؤتمر جنيف 2 ثم الاجتماع التحضيري الثلاثي بمشاركة الروس والأميركيين» .
وأضاف المصدر أن الجربا سيجتمع كذلك مع المبعوث الأممي للازمة السورية الأخضر الإبراهيمي وكذلك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية جيفري فيلتمان إضافة إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ومساعدي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاديلوف على أن يلتحق فيما بعد ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة لسورية إضافة إلى ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
ووافق الائتلاف السوري المعارض على المشاركة في «جنيف2» وسط مطالبته المستمرة بتنفيذ بنود جنيف واحد التي لم يلتزم بها نظام بشار الأسد في دمشق كما هو معروف حيث لم يطلق سراح المعتقلين و لم يوقف إطلاق النار.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تنفذ جميع العقود المبرمة مع سورية، بما فيها عقود التعاون العسكري الفني.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن لافروف قوله للصحافيين أمس «يجري تنفيذ جميع العقود التي وقعتها روسيا والجمهورية العربية السورية بما فيها عقود التعاون العسكري الفني».
وأضاف أن بعض عقود التعاون الاقتصادي «يتأثر بتطورات الوضع الميداني ولكن يجري تنفيذ المشاريع الاقتصادية أيضا حيث يتيح الوضع الأمني تنفيذها».
وأشاد لافروف «بسير عملية إتلاف الأسلحة الكيماوية السورية». وشدد على أن تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة سيتطلب توحيد جهود عدد كبير من الدول، مضيفاً أن «موقفنا الثابت ساهم في التوصل إلى القرارات وإطلاق العمل الفعلي على وضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية بهدف إتلافها لاحقاً». ودعا لافروف، الحكومة والمعارضة في سورية إلى توحيد جهودهما لمكافحة الإرهاب والتطرف.
العدد 4121 - الأربعاء 18 ديسمبر 2013م الموافق 15 صفر 1435هـ