قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين (23 ديسمبر/ كانون الأول 2013) إن ما يربو على 300 شخص قتلوا في غارات جوية شنتها قوات الرئيس بشار الأسد على مدى اسبوع على مدينة حلب الشمالية وبلدات قريبة منها. وقال المرصد إن كثيرا من القتلى ومن بينهم عشرات النساء والأطفال قتلوا نتيجة إسقاط ما يسمى بالقنابل البرميلية من طائرات الهليكوبتر.
وتقول السلطات السورية انها تقاتل مجموعات إرهابية تسيطر منذ 18 شهرا على اجزاء من حلب كبرى المدن السورية وعلى معظم المناطق الريفية المحيطة بها.
لكن منظمات حقوق الإنسان ادانت استخدام القنابل البرميلية على أنه شكل من اشكال القصف دون تمييز.
وتتألف هذه القنابل عن براميل نفط أو اسطوانات مملوءة بالمتفجرات والشظايا المعدنية وعادة ما يتم دحرجتها لتسقط من الجزء الخلفي للطائرة الهليكوبتر.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له والمؤيد للمعارضة إن 87 طفلا و30 امرأة كانوا ضمن 301 شخص قتلوا في الغارات الجوية على حلب منذ 15 ديسمبر/ كانون الأول.
واستعادت قوات الأسد بعض الأراضي الواقعة جنوب شرقي المدينة في الاسابيع الأخيرة وبسطت سيطرتها مجددا على عدة ضواحي في دمشق مع اقتراب محادثات السلام المقررة الشهر القادم بهدف انهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاثة اعوام.
ويعتقد أن الجيش لن يتمكن من استعادة اجزاء كبيرة من حلب قبل المحادثات المقرر ان تبدأ في سويسرا في 22 يناير/ كانون الثاني لكن عبد الرحمن قال إن الغارات الجوية قد يكون هدفها تأليب السكان الباقين على مقاتلي المعارضة من خلال إظهار انهم غير قادرين على حماية المدنيين.
ويقول المرصد إن اكثر من 125 الف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي اجبر ايضا مليوني شخص على اللجوء إلى الخارج ودفع اكثر من ثلث السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة على النزوح داخل البلاد.
وقال تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في مطلع الأسبوع ان هجمات القنابل البرميلية في حلب اصابت مناطق سكنية وتجارية ووصفها بانها غير مشروعة.
وقال اولي سولفانج كبير الباحثين في حالات الطواريء بالمنظمة في التقرير "القوات الجوية السورية إما انها ترتكب جرائم إهمال جنائي ولا تكترث بقتل عشرات المدنيين وإما انها تستهدف المناطق المدنية عمدا."
وأضاف تقرير المنظمة أن مقاتلي المعارضة انتهكوا ايضا القانون الدولي فيما يبدو من خلال اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر دون تمييز على المناطق المدنية في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة في حلب.
وقال إنهم أطلقوا في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول ما لا يقل عن عشرة صواريخ ارض ارض على مناطق سكنية وهو ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 19 مدنيا.