العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ

رونالدو وميسي يتبادلان الأدوار العام 2013 في لعبة الكراسي الموسيقية

بعد 4 سنوات أحكم فيها نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي قبضته على لقب أفضل لاعب في العالم، جاء 2013 ليشعل الصراع على اللقب وجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لهذا العام إذ تثار الشكوك حاليا حول قدرة ميسي على الفوز بالجائزة للمرة الخامسة على التوالي.

وتبادل النجم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو الأدوار مع ميسي في 2013 إذ سطع نجم رونالدو بشكل هائل على مدار هذا العام وأصبح اللاعب أكثر «تعملقا» داخل الملعب وأكثر «هدوءا» خارجه على النقيض تماما من مسيرة ميسي الذي حرمته الإصابات من فترات طويلة في العام 2013 كما سيطرت المشاكل والقضايا على حياته وأسرته خارج الملعب.

وقال أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي انضم لمؤيدي فكرة فوز رونالدو بالكرة الذهبية هذا العام: «ميسي أصيب كثيرا هذا العام. كريستيانو رونالدو يجب أن يفوز بالكرة الذهبية».

ويتنافس ميسي ورونالدو على الجائزة مع الفرنسي فرانك ريبيري الذي فاز مع بايرن ميونيخ بخمسة ألقاب في ست بطولات خاضها الفريق في العام 2013.

ويعلن الاتحاد الدولي للعبة عن اسم الفائز بالجائزة خلال حفله السنوي لتوزيع الجوائز والمقرر في 13 يناير/ كانون الثاني المقبل بمدينة زيوريخ السويسرية.

ولكن الشيء المؤكد هو عودة رونالدو للسطوع والتألق بشكل لافت للنظر في 2013 الذي تحلى فيه بالروح التنافسية والكفاح من أجل الوصول للمستوى الأفضل.

ومع احتفاظ رونالدو بلياقته العالية، كان هناك تحسن واضح في مستوى اللاعب الفني والخططي وأصبح أكثر تعاونا مع زملائه في الملعب وأكثر تركيزا وهدوءا.

وأدرك النادي هذا وعرف أنصاره أن النجم البرتغالي هو الأبرز والأفضل في صفوف الفريق حاليا خصوصا مع إصابات إيكر كاسياس وخروجه من التشكيلة الأساسية للفريق في مباريات الدوري الأسباني، ولهذا، أصبح الهتاف السائد في مدرجات استاد «سانتياغو برنابيو» هو «كريستيانو، كريستيانو».

واعترف رونالدو بنفسه بأن التطور في مستواه يرجع إلى التقدم في السن والخبرة التي اكتسبها عبر السنوات الماضية.

وقال رونالدو: «السن والخبرة ربما جعلاني أرى الأمور بشكل مختلف. ربما أفكر الآن بشكل مختلف عما كنت قبل أربع سنوات ولم أعد أرتكب بعض الأخطاء. هذا جزء من تطور مستواي. أشعر بالسعادة لأنني أصبحت أفضل».

وإلى جانب التطور الرائع في مستواه داخل الملعب، فاجأ رونالدو الجميع بالتطور الهائل في سلوكياته خارج المستطيل الأخضر فلم يعد هذا اللاعب المتعجرف الذي يحظى بالكراهية سواء من المنافسين أو من أنصار الريال.

وأبدى النادي الملكي إعجابه بهذا السلوك الجديد من اللاعب الذي بدأ في رسم الابتسامة على وجهه والموافقة على مطالب المعجبين بالتقاط الصور معه وأصبح بالفعل «كريستيانو رونالدو الجديد».

وكافأ الريال لاعبه البرتغالي بمنحه أفضل عقد في الوقت الحالي إذ يحصل اللاعب بمقتضى هذا العقد على راتب سنوي يبلغ 21 مليون يورو (28.8 مليون دولار) طبقا لتقديرات الصحف الأسبانية.

كما ساهم رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر في إبراز هذا التغير في سلوك رونالدو بشكل أكبر من خلال الانتقادات التي اتسمت بالتهكم والتي وجهها إلى اللاعب في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بينما التزم رونالدو الرد بهدوء واكتفى بتفنيد انتقادات بلاتر من خلال الأداء في الملعب لينال اللاعب كثيرا من الأنصار.

وجاء هذا الوضع لرونالدو مناقضا لمسيرة ميسي في 2013 إذ كان العام الأسوأ لنجم الكرة الأرجنتيني من جميع الوجوه.

وبدأ ميسي رحلته مع الإصابات في 2013 من خلال الإصابة التي تعرض لها في مباراة الفريق أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، وتعرض اللاعب بعد ذلك لإصابة عضلية كانت الأولى في سلسلة إصابات عضلية تلتها واضطرت اللاعب للابتعاد عن الملاعب منذ العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بهدف إيقاف تكرار الإصابات.

وتسببت إصابات ميسي في تأثر مستوى برشلونة ما عرض الفريق لسقوط مدو بالهزيمة الثقيلة صفر/7 أمام بايرن ميونيخ الألماني في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

وخلال كل هذه الشهور الماضية، كان أمرا شائعا أن يتواجد ميسي في الملعب من دون أن يستمتع باللعب أو يمتع جماهير الفريق إذ أصبحت الإصابات بمثابة كابوس هائل يؤرق اللاعب، واقترن هذا التراجع في مستوى ميسي للإصابات بتدهور واضح في صورة اللاعب والتي كانت ناصعة البياض حتى قبل شهور قليلة.

وكانت أولى المشاكل التي أفسدت صورة اللاعب هي أزمته مع سلطات الضرائب في أسبانيا إذ وجهت اتهامات له ولوالده خورخي ميسي بعدم سداد أكثر من 4 ملايين يورو من إجمالي الضرائب المستحقة على ميسي في الفترة من 2007 إلى 2009 وهي الضرائب على عائدات اللاعب من استغلال صورته، وبدا أن عائلة ميسي اعترفت بالخطأ بعدما سدد اللاعب ووالده 10 ملايين يورو إلى سلطات الضرائب في إسبانيا.

وأوضحت بعض الصحف أن مسارعة اللاعب بسداد هذا المبلغ قد تخفف العقوبة المنتظر توقيعها عليه وتقلص من الغرامة المتوقعة والتي قد تزيد عن 24 مليون يورو.

وانتهى العام 2013، الأسوأ في حياة ميسي، بأزمة أخرى إذ ترددت أنباء عن تحقيقات تجريها الشرطة بشأن غسيل أموال قادمة من تجارة المخدرات من خلال مؤسسات نظمت مع مؤسسة ميسي مباريات ودية في الماضي، وتابع ميسي كل تطورات القضية وما تردد عنها من مقر إقامته في الفترة الحالية إذ يتواجد في الأرجنتين لتنفيذ مراحل البرنامج العلاجي والتأهيلي.

وفي المقابل، انشغل رونالدو في أواخر العام 2013 بافتتاح متحفه في البرتغال لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيحضر حفل الفيفا لتوزيع الجوائز الشهر المقبل.

العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً