العدد 4140 - الإثنين 06 يناير 2014م الموافق 04 ربيع الاول 1435هـ

استمرار المعارك في جنوب السودان ومفاوضات صعبة في اديس ابابا

اعلن جيش جنوب السودان اليوم الثلثاء (7 يناير/ كانون الثاني 2014) انه يواصل التقدم نحو مدينة بور الاستراتيجية التي يسيطر عليها المتمردون فيما تتواصل في اديس بابا مفاوضات سلام صعبة بهدف التوصل الى وقف اطلاق نار في هذه الدولة الحديثة التي اصبحت مهددة بمخاطر انتشار اوبئة.

وقال مصدر في حكومة جنوب السودان ان اعلان الجيش عن استعادة السيطرة على بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق) لم يعد "سوى مسالة ساعات".

وقال موسيس رواي لات الناطق باسم حركة التمرد التي يرئسها نائب الرئيس السابق رياك مشار على الفور ان الحكومة لا تقوم الا ب"الدعاية" مضيفا "لا نواجه اية مشكلة في المناطق التي نسيطر عليها".

وفي هذا الوقت، تواصلت محادثات السلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين لليوم الثاني في اديس ابابا وتركز المفاوضات على التوصل الى وقف لاطلاق النار والافراج عن المعتقلين.

وقال وزير اعلام جنوب السودان ميكايل ماكوي "هذا الصباح التقينا تسع ساعات" مضيفا ان الوفد الحكومي قدم وثيقتين، احداهما حول تطبيق وقف لاطلاق النار والاخرى حول الافراج المحتمل عن معتقلين مقربين من نائب رئيس جنوب السودان سابقا رياك مشار.

وهاتان النقطتان هما الابرز على جدول اعمال المحادثات.

والمفاوضات المرتقبة منذ ايام بين وفدي المتمردين والحكومة بدأت رسميا الاثنين في العاصمة الاثيوبية.

وبحسب ماكوي فان قسما من الوفد الحكومي الحاضر في اديس ابابا لاجراء محادثات غادر الى جوبا للتشاور مع الحكومة قبل استئناف المحادثات الثنائية المباشرة.

واضاف "لن يكون هناك مفاوضات مباشرة قبل ان يعودوا".

ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول/ديسمبر معارك بين الجيش وقوات موالية لمشار اوقعت الاف القتلى وتسببت بنزوح حوالى 200 الف شخص.

والنزاع سببه خلاف سياسي قديم بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق مشار الذي اقيل في تموز/يوليو. ويتهم الرئيس مشار بتدبير محاولة انقلاب ضده وهو ما ينفيه مشار متهما بدوره كير بالسعي الى تصفية انصاره.

ويواجه الطرفان اتهامات بارتكاب فظاعات ذات طابع اتني لان النزاع له ايضا بعد قبلي حيث التنافس بين قبيلة الدينكا التي يتحدر منها كير والنوير التي ينتمي اليها مشار.

واعتبرت منظمة اطباء بلا حدود الثلاثاء ان الوضع يزداد تازما بالنسبة للمدنيين منددة باعمال العنف التي تعرقل وصول المساعدات الانسانية.

وقال رئيس المنظمة غير الحكومية في جنوب السودان رافاييل غورجو "لا نعلم ما سيحصل لالاف النازحين والجرحى في مختلف انحاء البلاد" محذرا من مخاطر انتشار اوبئة.

وتجري مفاوضات السلام في اديس ابابا تحت اشراف الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد). لكن جهود وساطة دولية اخرى تجري في محاولة لتجنيب احدث دولة في العالم، من الغرق في حرب اهلية. وكان جنوب السودان استقل عن السودان في تموز/يوليو 2011.

والاثنين قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة الى جوبا للدعوة الى السلام.

وخلال زيارة الى اديس ابابا، اكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين ان بلاده، الطرف الاساسي في القطاع النفطي في جنوب السودان تشارك في جهود الوساطة.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، دعا رئيس اساقفة جوبا، احدى الشخصيات التي تحظى باحترام كبير في جنوب السودان، دانيال دنغ بول المفاوضين في اديس ابابا الى ايجاد حل سريع لهذه "الحرب العبثية".

وقال "لقد شهدنا حربا على مدى 55 عاما" في اشارة الى الحربين الاهليتين اللتين شهدهما السودان قبل الانقسام عام 2011.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً