انطلقت مساء اليوم الثلثاء (7 يناير/ كانون الثاني 2014) فعاليات مؤتمر وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي في دورته (76) في دولة الكويت الشقيقة، وذلك بحضور وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية اليمن الشقيقة، حيث تم حفل الافتتاح وعقد الاجتماع الخاص لوزراء الصحة بدول المجلس، والذي سبقه الاجتماع التحضيري للهيئة التنفيذية صباح يوم الاثنين (6 يناير/ كانون الثاني 2014).
وخلال حفل الافتتاح ألقى وزير الصحة البحريني صادق بن عبدالكريم الشهابي كلمة قال فيها: "يطيب لي أن أرحب بكم جميعا في حفل افتتاح المؤتمر السادس والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في دولة الكويت الشقيقة والذي نشهد فعالياته اليوم، ويشرفني أن أنتهز هذه المناسبة المباركة لأرفع باسمكم جميعا أسمى آيات الشكر والامتنان إلى أمير دولة الكويت حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، وإلى ولي العهد صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، وإلى رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح ، مشيداً بالنهضة المباركة التي تشهدها دولة الكويت ومسيرة البناء والتطوير في هذا البلد الشقيق.
كما يسعدني أن أكون بينكم الآن وضمن هذه الكوكبة من وزراء الصحة في دول مجلس التعاون معربا في الوقت نفسه عن ترحيبي بوزير الصحة في دولة الكويت علي العبيدي، متمنيا أن يكون تواجده إضافة حقيقية لفعالياته ودعم مسيرة التعاون الصحي الخليجي المشترك.
وأضاف وزير الصحة: "أيها الحفل الكريم إننا في هذا اليوم المبارك نجني ثمار جهود كبيرة وإنجازات متميزة وعطاءات متفردة غير مسبوقة تجسدت خلال الدورة المنقضية في وضع مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي على الخريطة العالمية ... حيث تظهر بجلاء الجهود التي قام بها مجلسكم، فقد شهدت الدورة الثامنة والثلاثون جهوداً حثيثة لمجلسكم، فقد كان بداية العام المنصرم إضافة إنجاز عالمي جديد ناله مجلسكم وذلك بحصوله على ثلاث جوائز عالمية هي الجائزة العالمية التكنولوجية البلاتينية للجودة للعام 2013م، وشهادة ختم الجدارة في إدارة الجودة الشاملة، علاوة على جائزة الجمعية الأوروبية لأبحاث الجودة، منوهاً بأن حصول المجلس على هذه الجوائز في عام واحد لهو إنجاز كبير وتتويج للجهود المبذولة على مدى السنوات الماضية، كما تُعد حافزاً وداعماً لاستمرار الجهود الجادة والحثيثة لاستدامة التميز في عمل المكتب التنفيذي، وهنا لا يفوتني أن نبارك سوياً لمدير عام المكتب التنفيذي حصوله على وسام الاستحقاق من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية نظير جهوده في تحسين وجودة الخدمات الصحية والنظم الصحية، وإسهاماته البحثية والعلمية في المؤتمرات والندوات وحلقات العمل التي عقدت في الوطن العربي عموماً ودول مجلس التعاون خصوصاً.
كما شهدت هذه الدورة بداية انطلاقة لجنة تسعيرة الأدوية حيث عقدت سبع اجتماعات تم خلالها دراسة العديد من الموضوعات المتعلقة بهذا الشأن، كذلك عقد المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي تحت شعار "نحو طب تكميلي مبني على البراهين" برعاية وزير الصحة في المملكة العربية السعودية عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وبحضور لفيف من كبار الخبراء والعلماء ومشاركة أعضاء الهيئة التنفيذية، كذلك كان لمجلسكم نشاط علمي متميزة خلال هذه الدورة تمثل في عقد عدد من اللقاءات العلمية التي بلغ عددها ثمانية وخمسون لقاءً، إضافة إلى (62) اجتماعاً للجان الفنية.
كذلك شهدت الدورة المنقضية تفعيلاً متسارعاً ومتواصلا للأنشطة كافة التي تبنتها اللجان المنبثقة عن المكتب التنفيذي والتي بدأت نتائجها تظهر على مخرجات الأداء في جميع المجالات أهمها مكافحة العدوى حيث تم عقد المؤتمر السابع لمنع مكافحة العدوى في دول المجلس بدولة الكويت وقد كان له صدى إقليمي وخليجي، ولقد أحسن المكتب التنفيذي صنعاً حين قام بتوزيع مخرجاته على جميع الدول الأعضاء والمنظمات والجهات الأخرى ذات العلاقة وتبني ذلك ضمن الخطة الخليجية لمكافحة العدوى، كما وأبارك لمجلسكم صدور معايير اعتماد المنشآت الصحية في الصحة المهنية والبيئية، علاوة على أنه قد تم وضع اللمسات الأخيرة والمراجعات النهائية للبوابة الصحية الإلكترونية الخليجية والتي تُعد إنجازاً مميزاً في تطوير العمل الصحي الخليجي، منوهاً بأنه قد تم تعديل لائحة العمالة الوافدة لتصبح أكثر فاعلية وصرامة في الأداء، وتم الانتهاء من مرحلة الربط الإلكتروني مع سفارات دول مجلس التعاون ضمن المرحلة الثانية للبرنامج.
وضمن الأنشطة المتلاحقة للتجاوب مع احتياجات الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير السارية وتتوافق مع التوجهات ومعايير منظمة الصحة العالمية ومداها الزمني 2014-2025م فقد تم تحديث وتطوير الخطة الخليجية على هذا الأساس، كما تم وضع الإطار العام لبرنامج الرعاية الصحية النفسية الأولية.
كذلك فقد تم الانتهاء من تحديث وإصدار دليل إجراءات الشراء الموحد في طبعته الثانية. هذا البرنامج الخليجي الحيوي الذي ساهم بكل كفاءة وفعالية في جودة وانسيابية تأمين المستحضرات الصيدلانية واللوازم الطبية للدول الأعضاء.
وإنه لإنجاز كبير بعد غياب طويل أن يرى النور البرنامج الخليجي الإذاعي والتلفزيوني التوعوي "سلامتك" قريباً حيث تم تشكيل اللجنة العلمية للمراجعة النهائية لفقراته وبرامجه وتم الحصول على الجهة الممولة للبرنامج كاملاً من قبل القطاع الخاص بدعم من شركة الدار المحلية للعلاقات العامة والإعلام.
وهنا لا بد من الإشادة بالجهود المتميزة من قبل الجمهورية اليمنية في تنفيذ بنود مبادرة جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا؛ وذلك من خلال تقرير اللجنة المشكلة من مجلسكم الموقر بالزيارة الميدانية لمناطق تنفيذ الأنشطة.
وتابع الشهابي: "إننا في هذا المجلس الموقر ونحن نترسم خطى وتوجيهات قادتنا أصحاب الجلالة والسمو الأمراء ملوك ورؤساء دول مجلس التعاون، ننتهج مبدأ أساسيا قوامه أن الإنسان هو محور وهدف كل تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية مما يستوجب منا إيلاء المواضيع المدرجة على جدول الأعمال اهتماما خاصا ودراسة متأنية حتى نتمكن من اتخاذ القرارات الصائبة التي تمثل طموحات وتطلعات شعوبنا في دول المجلس .
إن جدول أعمال هذا الاجتماع حافل بمحاوره المختلفة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مكافحة الأمراض غير السارية، واعتماد المراكز المرجعية الخليجية (المتعاونة)، ومكافحة التدخين، والصحة المهنية، وبرنامج العمالة الوافدة، وشــــــلل الأطفال، وفيروس كورونا، وجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا، وكلها مواضيع ترتبط ارتباطا وثيقا بتطوير نماذج صحية خليجية رائدة نواصل بها مسيرتنا نحو التقدم والازدهار .
إنني سعيد بأن أكون ضمن أعضاء مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والذي آرائه الآن قد أضحى على الخريطة الدولية بكل وضوح وتبوأ المكانة المرموقة التي تليق به وبدوله الأعضاء .... حيث تميز عمل هذا المجلس خلال السنوات الأخيرة بديناميكية فائقة وبرامج عمل مدروسة خلال فترات زمنية محددة وإنني هنا وفي هذا المقام ليسعدني أن أشيد بالمحرك الأساسي لهذه الديناميكية وهو سعادة البروفيسور/ توفيق بن أحمد خوجة مدير عام المكتب التنفيذي، لقد استطاع هذا الرجل والفريق المترابط الذي يعمل معه من أعضاء الهيئة التنفيذية وموظفي المكتب التنفيذي أن يجعلوا من مجلس وزراء الصحة ومكتبه التنفيذي علامة بارزة وكياناً له أهداف واضحة ورسالة سامية نسعى جميعا إلى تحقيقها.. فتحية تقدير وامتنان أبعثها له ولهم على الجهود الملموسة التي تحققت خلال هذه الدورة المنقضية خصوصا والدورات السابقة عموما.
إلا إننا ونحن نواجه في هذه المنطقة تحديات صحية كبيرة تتمثل بظهور أمراض معدية ومستجدة تهدد صحة وسلامة البشر إلى جانب التحول في الأنماط المرضية الناتجة عن التغييرات السلوكية والحياتية والمسببة لمشاكل صحية وبيئية واجتماعية جمة وبروز أنظمة صحية جديدة مما يحتم علينا أن نكون في حالة تأهب دائم لمواجهة هذه المشاكل ونتكاتف للعمل سويا للحد من انتشارها .
وفي الختام لا يسعني في هذا المقام إلا أن أغتنم هذه المناسبة الهامة لأسجل شكري وتقديري للوزراء على تعاونهم الصادق والمتميز خلال فترة رئاستي للدورة الثامنة والثلاثين للمجلس فهنيئا لنا جميعا على نجاح فعاليات وبرامج هذه الدورة ، وهنيئا لنا بهذه المنظومة الخليجية الرائدة التي عزفها مجلسكم .
داعياً الله عز وجل أن يبارك عملنا ويكلل مساعينا بالنجاح والتوفيق لما فيه مصلحة شعوبنا إنه نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين.
هذا، وستنطلق جلسات المؤتمر والختام غداً الأربعاء (8 يناير/ كانون الثاني 2014).