بمشاركة واسعة لممثلي 120 شركة من مختلف دول العالم، شهد معرض البحرين الدولي للطيران في دورته الثالثة لعام 2014 من قاعدة الصخير الجوية جنوب المنامة تحقيق نجاحات رائعة على مدى ثلاثة أيام في الفترة من 16-18 يناير / كانون الثاني 2014 ، بإنجاز صفقات تجارية واستثمارية غير مسبوقة بقيمة ثلاثة مليارات دولار وعروض جوية وفعاليات ترفيهية استقطبت 22.8 ألف زائر.

وشكّل المعرض الدولي للطيران مناسبة جددت فيها البحرين جدارتها بتنظيم الأحداث العالمية الكبرى، بعد نجاحها في تنظيم الدورتين الماضيتين، واستضافتها المميزة لسباقات الفورمولا 1 منذ عام 2004، فضلاً عن بيان مسيرتها المتطورة في قطاع الطيران المدني والعسكري، والتحديث المستمر في مرافق مطار البحرين الدولي، استنادا إلى تاريخ عريق في مجال الطيران يعود إلى عام 1918.

واستطاعت البحرين أن تحقق مكاسب اقتصادية واستثمارية وإعلامية وسياسية عديدة من جراء تنظيمها لهذا الحدث العالمي، من أبرزها:

أولاً – التواجد القوي لعدد 120 شركة عالمية وهيئات حكومية وعسكرية مميزة في صناعة الطيران المدني والعسكري، منها شركات رائدة في مجال تصنيع الطائرات مثل إيرباص، وبي ايه اي سيستمز، وبوينغ، وبومبارديير، وجلف ستريم، ولوكهيد مارتن، وبرات اند ويتني، وسيكورسكي ورولز رويس، وأسماء عالمية رائدة مثل مجموعة تاليس، ومورفو الفرنسية، ولوفتهانزا تكنيك الألمانية، ومنظمة الأبحاث والتنمية الدفاعية من الهند، و"توازن" الإماراتية، وشركات تركية. إلى جانب عرض 106 طائرة على أرضية قاعدة الصخير الجوية، وتواجد أكثر من 29 وفد مدني وعسكري يمثلون 18 دولة، ومشاركة 50 طائرة في الاستعراضات الجوية اليومية، ومن أبرزها سلاح الجو الملكي البحريني، وطائرات عسكرية من الولايات المتحدة والإمارات، واستعراضات جوية لفرق صقور السعودية، والفرسان الإماراتي، والفرسان الروسي، و"ريد ديفلز".

ثانيًا ـ تعزيز مكانة البحرين الرائدة في صناعة المعارض والمؤتمرات الدولية المتخصصة، ووضعها المميز كمركز تجاري ومالي رئيسي في المنطقة، وتعول البحرين دائمًا في نجاحها على رؤية اقتصادية طموحة، وكوادر وطنية مؤهلة، وموقع استراتيجي حيوي، وشبكة حديثة ومتكاملة للنقل الجوي والبحري والبري، وانفتاح اقتصادي جعلها في المرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وفقًا لمؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2014 الصادر عن مؤسسة "هريتدج" الأمريكية، إلى جانب تميزها بخدمات سياحية متنوعة ما بين ترفيهية وتاريخية وتراثية وبحرية ورياضية وفندقية راقية.

ثالثًا ـ أهمية معرض البحرين الدولي للطيران 2014 في تأكيد موقع المملكة كملتقى لعقد الصفقات والتعاقدات التجارية بين كبريات الشركات العالمية والمستثمرين بقيمة بلغت ثلاثة مليارات دولار أمريكي، من أبرزها:

- اتفاق شركة "القحطاني" السعودية على شراء 16 طائرة CS300من شركة "بومبارديه إيروسبيس" بقيمة 1.21 مليار دولار أمريكي، مع خيارات إضافية لشراء عشر طائرات أخرى لترتفع قيمة الصفقة الإجمالية إلى 1.99 مليار دولار. وسيتم تشغيلها من قبل شركة "الخطوط الجوية السعودية الخليجية".

- توقيع شركة مطار البحرين أربع اتفاقيات مع كل من شركة "Shenzhen CIMC TINADA" الصينية لدعم المطارات المحدودة بقيمة 1.2 مليون دينار بحريني لإنشاء سبعة جسور جديدة لنقل الركاب بين بوابات المطار والطائرات، وشراء مركبات جديدة للإنقاذ ومكافحة حريق الطائرات من مجموعة AMA موتورز قيمتها 1.3 مليون دينار، واتفاقية امتياز لمدة خمس سنوات مع الوكالة التجارية المتحدة لتوفير حلول راديو رقمية متنقلة متقدمة (DMR)، و اتفاقية مع شركة يونيفرسال انتربرايسز لاستبدال أرضيات مطار البحرين الدولي بأخرى أكثر حداثة وتطورًا بتكلفة إجمالية قدرها 151 ألف دينار، وذلك ضمن برنامجها لتحديث مطار البحرين الدولي وتطوير مرافقه وخدماته، ورفع قدراته على مواكبة النمو في قطاع الطيران.

- توقيع شركة طيران الخليج اتفاقية مع شركة رولز رويس العالمية لتمديد خدمات الصيانة لأسطولها الجوي بقيمة تجاوزت 100 مليون دولار أمريكي لمدة خمس سنوات، وعقودًا بقيمة 20 مليون دولار لتعيين الشركات العالمية "أفيانور" و"زودياك أيرو سبيس" و"بي إي أيرو سبيس" كشركاء تجاريين لإتمام عملية تحديث وتجهيز طائرات الأيرباص من طراز A330.

- مذكرة تفاهم بين شركتي "بتلكو" و"هواوي" العالمية لتقديم تقنية 4G لشركة SURE للاتصالات التابعة لبتلكو.

- توقيع اتفاقيات حكومية، ومنها توقيع هيئة شؤون الطيران المدني البحرينية مع نظيرتها التشيكية اتفاقية الأجواء المفتوحة لتحرير النقل الجوي بين البلدين.

رابعًا ـ مد جسور التواصل بين الصحفيين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم بما يعكس أجواء الحريات الإعلامية التي تتميز بها المملكة، من خلال الحضور النشط في المركز الإعلامي بقاعدة الصخير الجوية، وتنظيم الإدارة العامة للاتصال الخارجي بهيئة شؤون الإعلام يوم 17 يناير 2014 حفل استقبال بمقر صرح الميثاق الوطني، بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء المختصين في شؤون الإعلام والطيران، ومن بينهم الفريق الإعلامي باللجنة العليا المنظمة للمعرض، ورؤساء وأعضاء تحرير الصحف المحلية وأعضاء جمعية الصحفيين ونادي مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية.

خامسًا ـ تأكيد تزايد الثقة الدولية في الأجواء الاقتصادية والتنظيمية ومناخ الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ومن أبرز دلالاتها التعاقدات الضخمة، ووجود العديد من المسئولين والشخصيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية الخليجية والعربية والدولية، بالإضافة إلى كبريات شركات الطيران العالمية في القطاعين المدني والعسكري، والسياح والزوار من مختلف الدول، مما حفز اللجنة العليا المنظمة لمعرض البحرين الدولي للطيران برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى على استقطاب المزيد من كبريات الشركات العالمية في النسخة الرابعة خلال الفترة من 21-23 يناير 2016، لاسيما بعدما أبدى أكثر من 60% من العارضين حتى الآن اهتمامهم بتكرار المشاركة في النسخة القادمة.

وختامًا، جاءت رسالة جلالة ملك البحرين في أول أيام معرض البحرين الدولي للطيران 2014 مؤكدة على مقاصد سامية لهذا الحدث العالمي لا تقتصر على الصفقات التجارية فحسب، وإنما تتعلق بخدمة الإنسانية ونشر روح الود والتسامح والسلام بين الشعوب والثقافات المختلفة، في إعلان جلالته التوجه نحو إنشاء هيئة تُعنى بعلوم الفضاء للاستفادة من استخدامات الفضاء الخارجي في أغراض تنموية وعلمية، وتأكيد جلالته حرص البحرين على عمق روابط الصداقة التاريخية بين الدول، وموقعها كملتقى الحضارات والأديان والثقافات، ويدها الممدودة دائماً بالسلام والمحبة للجميع.