اتخذت روسيا تدابير امنية غير مسبوقة لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي لمواجهة خطر وقوع اعتداءات ينفذها متمردون اسلاميون من القوقاز، مع نشر عشرات الاف الشرطيين وطائرات من دون طيار وفرض مراقبة تذكر بالحقبة السوفياتية.
وبحث الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في اتصال هاتفي امن الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الواقعة بين ضفاف البحر الاسود وجبال القوقاز، واقترحت واشنطن تقديم "مساعدة تامة" بحسب ما اعلن البيت الابيض.
واكد البنتاغون الاثنين ان الولايات المتحدة مستعدة لنشر وسائل جوية وبحرية تضم سفينتين حربيتين في البحر الاسود وهو اقتراح قدم في الرابع من كانون الثاني/يناير.
لكن الولايات المتحدة لم تتلق اي رد من موسكو في هذا الصدد.
والاحد اعرب اعضاء نافذون في الكونغرس عن قلقهم كون روسيا لا تتقاسم في شكل كاف المعلومات التي لدى اجهزتها الاستخباراتية عن اخطار محتملة تهدد الرياضيين خلال الالعاب. واسف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز "لقلة التعاون المقلق" من قبل موسكو.
لكن بوتين اكد الاسبوع الماضي لوسائل اعلام اجنبية في سوتشي ان روسيا "ستبذل كل ما في وسعها" لضمان امن الالعاب الشتوية التي تنظمها للمرة الاولى.
ونشر 37 الف شرطي في سوتشي لضمان امن دورة الالعاب الاولمبية وفرضت مراقبة مشددة عند مداخل المواقع الاولمبية وفي المحطات وعلى الطرق حيث فرضت قيود على حركة السير.
وهذه الاجراءات الامنية اكثر صرامة من تلك التي اتخذت خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في بكين في 2008. لكن خبراء روسا حذروا من انه يستحيل مراقبة جميع المارة في الشوارع خصوصا خلال حدث مماثل حيث يتوقع وصول اكثر من مليون شخص من السابع الى الثالث والعشرين من شباط/فبراير.
وفي شريط فيديو بث الاثنين، هدد اسلاميون في القوقاز الروسي بشن هجمات في سوتشي اثناء الالعاب الاولمبية واكدوا ان العديد من الشبان على استعداد لتنفيذ عمليات انتحارية كتلك التي اوقعت 34 قتيلا في اواخر كانون الاول/ديسمبر الماضي في محطة وحافلة في فولغوغراد (700 كلم من سوتشي).
وفي تموز/يوليو دعا زعيم التمرد الاسلامي في القوقاز دوكو عمروف الذي تبنى في الماضي مسؤولية اعتداءات في موسكو ومدن اخر في روسيا، الى "منع" تنظيم هذه الدورة "بكل الوسائل".
وستنشر روسيا ايضا نظام مراقبة لكل الاتصالات في سوتشي ومنطقتها وهو اجراء امني يذكر بالعهد السوفياتي بعد 34 سنة على الالعاب الاولمبية الصيفية في موسكو.
ويتيح هذا النظام لمكتب الامن الفدرالي (الذي حل مكان الكاي جي بي في العهد السوفياتي) مراقبة كل الاتصالات الهاتفية والمبادلات على الانترنت. ويشبهه البعض بنظام "التجسس" الاميركي الذي استخدمته وكالة الامن القومي الاميركية وكشفه المستشار السابق فيها ادوارد سنودن واظهر حجم التجسس على الاراضي الاميركية وفي دول اخرى من العالم.
وفي سوتشي نشر نظام "واي فاي" المجاني في كل انحاء المدينة ما يتيح الاتصال بسهولة بشبكة الانترنت. وصرح المحلل الروسي المستقل بافل فلغنهاور لفرانس برس "لكن اجهزة الاستخبارات ستراقب كل المبادلات" الالكترونية.
واضاف ان السلطات تريد "التأكد من تسجيل كل ما يقال".
وهناك ايضا مراقبة من الجو مع نشر نظام بالاقمار الصناعية وعشرات الطائرات من دون طيار.