عندما تشعر بإرهاق أو تعب، أو تصاب بمشاكل التنفس في الجيوب الأنفية، تلجأ إلى العلاج عن طريق العمليات أو الحبوب الكميائية، لكن عندما ترى في علاج «اليوغا» شفاء لهذه الامراض من دون عملية او تناول شيء آخر، لهو يبث الطمأنينة بمن يصاب بـ «فوبيا» العمليات، او من يخاف من دخول غرف العمليات او من يتقيأ نفسه من شرب الحبوب والأدوية.

فاطمة المنصوري، أول بحرينية تدخل مجال العلاج بعلم «اليوغا»، حيث قادتها الصدفة عندما أصيبت بحادث ومرت بعدت تجارب لكي تتعافى من مرضها من التعب والارهاق المزمن في الجسم، اتخذت من «اليوغا» انموذجاً للتشافي، حينها قررت ان تنقل تجربتها من العلاج وتفيد الناس من خلال مساعدتهم للتخلص من الارهاق ومتاعب الامراض لتعيد إليهم الابتسامة والأمل في الحياة من جديد.

أخصائية اليوغا العلاجية وإدارة وتنظيم نمط الحياة المنصوري، تحدثت عن تجربتها قائلة: «مررت بمضاعفات صحية منعتني من مزاولة العمل ما أدى إلى تغيير مجرى حياتي». وتضيف «عندما تم تشخيصي بمرض الناركولبسي والإرهاق المزمن والفيبروميالجيا، أبلغني الطبيب بعدم توافر العلاج لي!».

وأضافت «بعد عودتي من الهند بحثت عن الوسيلة الأنسب لتعريف البحرينيين باليوغا العلاجية، وإفادتهم بتجربتي الشخصية بالعلاج البديل. فقررت أن أنشر كل ما يتعلق من معلومات عن العلاج من شبكات التواصل الاجتماعي».

وذكرت «استطعت تصميم علاج لحساسية والتهاب الجيوب الأنفية ومشاكل التنفس عن طريق اليوغا، وبالأعشاب»، مشيرة «لقد صممت هذا العلاج خصيصاً لمشاكل التنفس وحصلت على ردود فعل ممتازة من المتعالجين، والعلاج يشمل التدريب على التنفس العميق وتقنيات التنفس، والبخار، والضغط على نقاط محددة وتقطير زيوت الأعشاب».

وبينت «هذه الجلسات العلاجية فريدة من نوعها، صممتها بعد انهاء دراستي في الهند وهي تجمع عدة تقنيات تعلمتها في المقررات الدراسية لليوغا العلاجية والأعشاب والطب الهندي البديل وجمعتها لتكون علاجاً شاملاً متخصصاً في مشاكل التنفس وحالات الربو والجيوب والكحة والصداع المزمن».

وقالت المنصوري: «الحمدلله لقيت ردة فعل ممتازه من المرضى ومنهم من تخلص من البخاخ واستغنى عن إجراء عملية وهذا من فضل الله».

أما عن فائدة العلاج، فقد ذكرت «يفيد تنظيف وترطيب التجويف الأنفي في تخفيف حالات الربو والجيوب الحادة والمزمنة والحساسية، والبلغم، وجفاف الأنف، والكحة والشخير، كما يقوم العلاج بتخفيف حالات الصداع النصفي وآلام الرأس وتقوية الأوعية الدموية، وعضلات ومفاصل الرأس والرقبة. كما يفيد في حالات الضغط النفسي، والأرق والقلق والاكتئاب فهو يقوم بحفز الجهاز العصبي ويريح الأعصاب الدماغية. كذلك للوقاية من الشيخوخة المبكرة.

وأضافت «لاتوجد آثار جانبية، فهو علاج آمن جدا وطبيعي من غير أي مواد ضارة».

وعن كيفية العلاج تقول المنصوري: «العلاج يعمل على ازالة المرض من جذوره وليس فقط اخماد الاعراض. يحدث انسداد لفتحات الجيوب بالأنف بسبب امتلائها بالمخاط والجراثيم وكذلك بسبب احتباس الهواء مع تلك الافرازات ما يؤدي إلى الشعور بألم مشابه بالصداع، ويتعلم المريض أثناء الجلسة تقنيات التنفس العميق التي تساعد على تهدئة اضطرابات الجهاز التنفسي وتعمل الأعشاب ذات خواص والمعقمة على ازالة الشوائب والجراثيم والبلغم والمخاط خلال هذة الجلسات».

وعن الاسباب التي تؤدي إلى حدوث الانسداد والالتهاب في الجيوب الانفية، فقد قالت: «التدخين والغبار والأبخرة الصناعية، تكرار في الانفلونزا والزكام بسبب سوء التغذية، وجود حساسية لبعض انواع الاغذية، التنفس الخاطئ من الفم يؤدي الى احتقان اللوز والالتهاب وتراكم الجراثيم».

وتنصح المنصوري، بالابتعاد عن المهيجات مثل البخور والغبار، الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والتنفس بشكل صحيح، كما تنصح بأن يكون التنفس دائما من الأنف، تنفس ببطء. عندما تستنشق ادفع بطنك إلى الخارج للسماح للصدر بالتوسع، وفي الزفير اسحب بطنك على داخل ورخي الصدر. بطئ العملية قدر المستطاع.

تقول المنصوري «هناك اقبال كبير من الناس على «اليوغا» للتقليل من ضغوط العمل وتعزيز المناعة وللمرونة واللياقة والتخسيس والترفيه، مع أن هدفي من الدراسة لم يكن العمل في هذا المجال لكن تفاجأت بالإقبال بالطلبات والرغبة من المرضى للعلاج باليوغا بمجرد سماعهم عن تجربتي ما جعلني ابدأ توفير العلاجات في عدة مراكز للوصول إلى أكبر عدد من المحتاجين للعلاج ومساعدتهم».

وتضيف «أكثر المقبلين يعانون من آلام الظهر والصداع النصفي كما استخدمها بنجاح مع حالات الضغوط النفسية والقلق والاكتئاب. وتوجد برامج خاصة للتنحيف وللرياضيين».