العدد 4157 - الخميس 23 يناير 2014م الموافق 22 ربيع الاول 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

إدارة المعرفة

نحن نعيش في عالم سريع التغيرات يقتضى منا التطوير الدائم والابتكار لكي نحافظ على مكانة متميزة للمؤسسات أو المنظمات في القطاعين الحكومي والخاص. من هنا أريد أن أشير إلى مفهوم جديد برز في علم الإدارة لما له من أهمية كبيرة في التطوير في مجال الأعمال داخل أي مؤسسة في المجتمع وهو مفهوم إدارة المعرفة» Knowledge Management» .

وهو عبارة عن كل التقنيات والأدوات والموارد البشرية المستخدمة لإدارة واستثمار المعرفة داخل أي مؤسسة، ولا يشمل فقط ما هو معلوم وموثق من مستندات في المؤسسة، بل يتوسع لكي يشمل كل ما يمتلكه الموظفون خلال سنوات عملهم من مهارات وخبرات تمتزج بالمعرفة.

وتولد المعرفة بعد مرورها بفترة من الزمن حيث تتكون في بدايتها من البيانات التي قد تكون مبهمة، فما أن تُجمع ويتم تحليلها ومعالجتها تنتج المعلومات، وبمرور الوقت تنضج هذه المعلومات عن طريق الممارسة المستمرة فتتحول إلى معرفة. يصنف Tom.Backman المعرفة لنوعين مهمين هما المعرفة الصريحة وهي سهلة الوصول، وبإمكان كل الموظفين التعرف عليها وفهمها، ويمكن التعبير عنها عن الطريق الكتابة أو التحدث أو الرسم وهي دائماً تكون مرئية وموثقة في المستندات أو الحاسوب. أما النوع الثاني فهو خفي ويميل نحو التعقيد نوعاً ما وهو ما يعرف بالمعرفة الضمنية صعبة الوصول، وهي كل ما يمتلكه العقل البشري أو أي فرد داخل المنظمة ويعتمد على الخبرة، ويشير للحدس، سرعة البديهة، أو الإحساس الداخلي ولا يستطيع أحد غيره الحصول عليه. فكل منا يملك معرفةً في مجال معين تميزه عن أقرانه في بيئة عمله. ولكن هل بالإمكان نقل هذا النوع من المعرفة في بيئة العمل للآخرين؟

مما لاشك فيه أن هناك صعوبة في نقل المعرفة الضمنية بين الأفراد داخل المنظمة الواحدة. لأنها تمثل رمزاً للقوة لمن يمتلكها. وقد يميل بعض الموظفين لعدم إشراك الآخرين بمعرفتهم.

ولهذا أُشدد على الدور الذي تلعبه المنظمات في تعزيز وزيادة عدد الممارسات داخل أي قسم في المنظمة للمساهمة بشكل فعال، في نقل هذا النوع من المعرفة بين الموظفين، والعمل على الاستفادة من خبرات ومعارف الموظفين ذوي الخبرة الطويلة في كل المجالات، وذلك تفادياً لخسارة أو ضياع المعرفة الضمنية مستقبلاً في حال هجرة رأس المال الفكري لمنظمة أخرى أو لأي سبب آخر.

فمثلاً من الممارسات الذكية التي يمكن للمسئولين أو الإداريين في المؤسسات استخدامها هي عقد لقاءات متكررة بين الموظفين وطرح موضوع للنقاش والسماح لهم بالمشاركة ومناقشة قضايا تتعلق بمجال عملهم لنقل المعرفة من شخص لآخر. إن التفاعل الاجتماعي داخل المؤسسة نفسها يساعد كثيراً في تشجيع الموظفين على التعلم المستمر ونقل المعرفة بينهم لتفادي تكرار الأخطاء التي تحصل، واستخدمها مستقبلاً لإيجاد الحلول ومواجهة المشكلات اليومية في بيئة العمل.

إن الطاقات البشرية المؤهلة التي تمتلك المعرفة داخل أي مؤسسة هي العامل الأساسي للتطوير وزيادة كفاءة الأداء والنمو في العمل، حيث تخلق هذه الطاقات البشرية ميزة تنافسية لأي منظمة، تميزها عن مثيلاتها وتساهم بشكل مباشر في رفع مستوى الإنتاجية والجودة في الخدمات والمنتجات المقدمة. ولذلك فإننا اليوم بحاجة ماسة لكي نعي مفهوم إدارة المعرفة ونعمل على تعزيز تطبيقاته داخل أي منظمة لمواجهة تحديات التغيير.

نبيلة مدن


أردوغان... وأوراق التوت التي سقطت

أردوغان ... رئيس الوزراء التركي الذي كان يوماً من الأيام «لورنس العرب» وسيفهم المسلول على الإسرائيلين حامل راية الشعوب الفلسطينية والسورية واللبنانية وملجأ اللاجئين نصير المستضعفين! هل أسقط الربيع العربي عنه آخر ورقة من أوراق التوت أيضاً التي كان يتستر بها ليكشف للعالم عن فضائع القمع وفضائح الفساد من قبل وزرائه؟ نعم أخيراً استطاع الربيع التركي أن يسقط أوراق التوت، أولها أوراق الجيش التركي الذي كان يستر به عيوبه وكان يتبجح به وهو يقمع به المتظاهرين والمعتصمين المطالبين بحقوقهم بما فيهم اتحاد النقابات العام والخاص، حينما لاحقهم وطردهم أشد طردة من ساحة الاعتصام في تقسيم بأسلوب حضاري وكما يدعي ويدعي وزراؤه حيث نجح في تفادي قتل المعتصمين أو حتى إصاباتهم بإصابات بليغة ما عدا ثلاثة قتلى فقط بينما باقي الأنظمة العربية جاوزت مئات القتلى وآلاف المصابين بعاهات كالنظام المصري حينما فض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ساحة الحرية بميدان التحرير مخلفاً وراءه صوراً ومآسي لن ينساها التاريخ مدى الحياة! لكنه لم يسلم من النظام المصري الجديد حينما طرد سفيره من مصر بحجة التدخل في شئونهم، ثانياً الجيش التركي نفسه الذي عول عليه أردوغان كثيراً ها هو يجرجر وزراءه واحداً تلو الآخر ليجردهم من مناصبهم بتهم الرشا والفساد والغنى غير المشروع، حيث كانت تخبئ النقود التي قاربت أربعة ملايين ونصف المليون دولار في صناديق أحذية!

وها هو أردوغان يستعين بالاحتياط العشرة من لاعبيه كوزراء جدد في حكومته، لكنهم لم يشفعوا له حيث وصل الفساد للقلب أو «الأخضر وصل» كما كانت تقول زوجة سليمان أرسلان حينما تصل الدولارات لبيتها، لتعود الاضطرابات والاعتصامات لساحة تقسيم من جديد!

أردوغان ...هذه المرة لن يستطيع أن يتفادى أصوات ومطالبات المحتجين باستقالته ورحيل حكومته بعد أن طير الربيع التركي أوراق التوت التي كان يتستر وراءها هذه المرة والتي تعتبر الأشد من المرات السابقة! لماذا؟ لأن المحتجين كانوا يرددون هذه المقولة في ساحة تقسيم لأردوغان «هذه الأمة لن نركع أمامك»! فارحل ارحل!

مهدي خليل


«الهايبرماركت»... سأمٌ وضجرٌ وكدرٌ

عندما تتوجّه في وقت مبكر من الصباح أو في وقت الظهيرة إلى إحدى «البرادات» أو ما يسمى بالأسواق الكبيرة أو المتعددة الأقسام، تقصدها في وقت يكون المتسوقون قلة ونسبة المرتادين في هذا الوقت ضئيلة، تدخل المحل فتعتقد أنك وصلت قبل وصول الموظفين والعمّال!، تتجوّل في أنحاء المكان فترى عاملاً أجنبياً مختبئاً في زاوية يكلّم أهله عبر الهاتف، وفي زاوية أخرى عامل بحريني يتفحّص ويتصفّح «الواتس آب»، وهناك موظفان في ركن يتحادثان، حيث لا أحد يشعر بوجودك ولا يلتفت إليك مهما وقفت تعاين سلعة ما وتبحث بعينين زائغتين عن أحد تسأله وتستفسر منه، الانطباع السائد أن المحلات الكبيرة تلك ولكثرة موظفيها وعمالها فإنها خارج السيطرة، وإذا تفضّل وجاءك موظف أو ذهبت له لتسأله فإنه يجيبك من طرف أنفه! ولا ينتظر منك رداً ولا تعليقاً... وتزداد نسبة هذه العينة في المحلات المشهورة والكبرى وتجدها بكثرة!

لقد أشفقت على أحد الزبائن وهو يتقدّم من البائع الذي يعمل على قسم الإلكترونيات في أحد المحلات الشهيرة إذ كان الزبون كبيراً في السن وكان برفقة زوجته، ألقى التحية على البائع ببشاشة فرفع البائع رأسه وألقى عليه نظرة وردّ التحية باقتضاب، وبالغ الزبون فسأل عن حاله وصحّته بوجه مبتسم فهزّ البائع رأسه من دون أن ينظر إليه ومن دون أن يضع اعتباراً لكبر سنه ولكونه زبون المحل.

المعروف أن العاملين في المحلات الكبرى يتقاضون رواتب متواضعة أو ضعيفة، وبالتالي فإن ذلك ينعكس على نفسياتهم شعوراً بالإحباط والسخط من أحوالهم، ولذلك فإنه على الأغلب لا يهمهم إن بقي الزبون في المحل أو غادر مستاءً، اشترى أو لم يشترِ، عاد مرة أو أخرى أو لم يعد، هؤلاء الموظفون لا يجدون حافزاً للعمل بجد ونشاط وإخلاص ويعتقدون أنهم يعملون (على قدر رواتبهم)! وترى بعضهم ينفسّون سخطهم واستياءهم في الزبائن، سواء بالحديث بنبرة حادة أو التجاهل أو التململ والتأفف.

هؤلاء لا يدركون أن المشتري أو الزبون يعاود زيارة المحل تكراراً ربما لمجرد أنه يلقى معاملة جيدة وعبارات ودودة ومرحبة.

غالباً يكون هؤلاء الموظفون غير مؤهلين لمثل هذه الأعمال، ولم يدخلوا دورات تدريبية في البيع بالتجزئة وفن التعامل مع الزبائن والمشترين ولذلك تجد صعوبة في التعامل والتفاهم معهم ولذلك فأنت إما أن تتوقف عن ارتياد ذلك المحل والبحث عن بديل أو تتجنّب التعامل إلى أقصى حد مع العاملين فيه.

جابر علي


اشتقنا لرسالتك يا رسول الله

يا من بعثه الله رحمة للعالمين، يا من اصطفاه واختاره الله على جميع الخلق، يا من وصفه الله في محكم كتابه بأنه على خلق عظيم، يا من أيّده الله بالمعجزة الدائمة وهو كتاب الله، يا من رفعه الله إلى سابع سماء، وأراه سدرة المنتهى، يا من أخرج البشرية من الشرك والضلال وعبادة الأوثان، يا من وحّد الأمة جمعاء تحت راية واحدة وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، ووضع لها منهاج القرآن والسنة النبوية الشريفة، يا من نظف وطهر تراب الجزيرة العربية من دنس الشرك والظلال وعبادة الأصنام.

لولا أنت يا حبيب الله لكانت ولا زالت عاكفة على عبادة الأصنام ومتشرذمة، وكل حزب بما لديهم فرحون.

اشتقنا يا رسول الله لرفد سنتك العظيمة وهدايتك الكريمة لنا، نحن الآن في أمسّ الحاجة لوجودك معنا حتى ترى تمزق الأمة وتناحرها، وحتى ترى تفرق البلدان بعد توحدها، وحتى ترى قتل المسلم بدم بارد ونحره بذكر الله، وباتت الأمة المسلمة عرضة لتصفيتها والتنكيل بها من قِبل بني جلدتهم، ويتسابقون على إذاقة الحِمام بعضهم البعض، وهذه السمة لم تحصل في أية أمة قط إلا في أمتنا.

وتعاهدوا مع عدو الله وعدو الإسلام، وهم أصحاب العجل اليهود، وتعاونوا معهم، ومدت أيديهم إلى الأيدي التي كانت وما زالت ملوثة بدماء المسلمين من بزوغ فجر الإسلام إلى وقتنا هذا.

وتلاعبت يا رسول الله اأمتك بسنتك السمحة، وكل أمة تدعي أنها على على طريق الصواب والصلاح، ونسوا وصاياك وأحاديثك الحقة التي ترمي إلى توحيد المسلمين على قلب واحد، وراية واحدة، وكلمة واحدة لتكون القوة الضاربة على وجه المعمورة، وحتى كتاب الله لم يخلُ ولم يكن في منأى عن تحريف ترجمانه وتفسير آياته.

وياليتك يا رسول الله تُبعث لنا وتعيش في أوساطنا، وترى إرهاصات التفرق والاختلاف والتمرد على سنتك.

السلام عليك يا رسول الله يوم ولدت ويوم بعثت رسولاً ويوم مت ويوم تبعث حيّاً.

مصطفى الخوخي


انتقائِية

يَجتاحُ ديَارك دُون سَابِق انذر، يَجعلُك وحِيداً مُنفرِداً

تَصرخ ولا أحد يَسمعُ ضَجِيج وصَدى صَوتك، تَلمس أجَسادهُم ولا يَشعرون بِيديك ولا بِوجودكَ أيضاً، وفِي كُل دقِيقة ترى النُّور يتَلاشى تَجري خَلفه لكَنهُ سُرعَان مَا يختِفي، تراهُ بِالقرب يِقف بِجَانبِك يَضحك، ويغسِلُ جَسدك بِحميم مِن جَهنم، تَتساءل تُردد كلِمات لكَن لآ تَسمعُ جَواباً، تبكِي، تَصرخ، ولا تَرى أحداً سِواه، تَتمنى لوَ تَرجعُ مِن جَدِيد تَصرخُ بأعلى صَوتك «ربِي ارجَعون «، لكَنك لا تَعود، يِجتاحُ قَلبك الخَوف، يَخرسُ صُراخك، تَفقدُ حِينهَا الأمل بالعودة، تَتلاشى حَواسك تَتبلد مَشاعِرك، وتَبقى، وستبقى، طَويلاً جيداً.

رباب سمير النايم

العدد 4157 - الخميس 23 يناير 2014م الموافق 22 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً