احتج اكراد سوريون أمس الخميس على استبعادهم من المحادثات التي تجري في سويسرا برعاية الامم المتحدة وتعهدوا مواصلة سعيهم من اجل الحرية في المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "بعض القوى تسعى لاستبعادنا من الحلول التي يبحثون عنها وهم لا يمثلون احدا".
وقال للصحافيين في جنيف "سنواصل كفاحنا حتى نيل حقوقنا الديموقراطية".
وتستضيف جنيف الجمعة محادثات منفصلة بين الحكومة السورية والمعارضة بوساطة الامم المتحدة بعد يومين على تبادل تصريحات غاضبة في انطلاق المؤتمر في مونترو السويسرية.
وقال مسلم الذي كان يتحدث باسم المجلس الاعلى الكردي السوري الذي يضم مجموعات من الاقلية الكردية في سوريا، ان جهوده للانضمام الى المحادثات باءت بالفشل، رغم مطالب متكررة الى الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، الجهات الرئيسية الفاعلة لاحضار النظام السوري وائتلاف المعارضة الى طاولة المفاوضات.
ويضم وفد المعارضة الى جنيف عبد الحميد درويش رئيس الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي الذي شكك في مساعي حزب الاتحاد الكردي لتحقيق حكم ذاتي في شمال شرق سوريا.
غير ان مسلم سخر من نفوذ درويش ضمن الوفد واحتج قائلا ان حقوق الاقلية الكردية ليست مطروحة على الطاولة. وقال "كيف يمكن تحقيق الديموقراطية في سوريا بدون حل القضية الكردية في سوريا؟ ينبغي تسوية القضية الكردية ضمن جنيف-2".
واضاف ان سوريا تضم 3,5 مليون كردي يمثلون نحو 15 بالمئة من عدد السكان، اضافة الى 40 مليون كردي في الشتات منهم عدد كبير في العراق وتركيا.
وقال مسلم ان حركته تساند حقوق الاكراد منذ 2004، قبل سبع سنوات على قمع النظام لتظاهرات سلمية دخلت بعدها البلاد في دوامة حرب اهلية.
واضاف "لدينا تاريخ طويل من الكفاح ضد النظام".
غير انه انتقد ايضا ائتلاف المعارضة السورية قائلا انه فشل في اعطاء الاكراد تمثيلا عادلا. وقال "كل ما نريده اعترافا دستوريا بوجودنا".
واضاف "لم نتمكن من تحقيق ذلك مع الائتلاف، الاشخاص الذين سيتخذون القرارات نيابة عن سوريا ولمستقبل سوريا".
وانسحبت غالبية القوات السورية من معظم المناطق الكردية في صيف 2012 لتصب تركيزها على مقاتلي المعارضة واتاحة حكم شبه ذاتي للاكراد.
والمقاتلون الاكراد، وخاصة المرتبطين بحزب الاتحاد الديموقراطي يخوضون معارك شرسة ضد مقاتلي المعارضة المتطرفين.
وقبل شهرين اعلنت ثلاث مناطق ذات غالبية كردية الحكم الذاتي، وعينت احداها الثلثاء مجلسا بلديا.
وقام المجلس الاعلى الكردي السوري بتشكيل ائتلاف مع ممثلين عن السريان، احدى اقدم الطوائف المسيحية.
واشتكى بسام اسحق رئيس المجلس الوطني السرياني السوري غير الممثل في المحادثات من تهميش حركات متأصلة وسط جهود دبلوماسية دولية لانهاء الحرب في البلاد.
وقال اسحق "نحن هو الشعب الذي عمل يدا بيد لبناء ديموقراطيتنا من القاعدة" مشددا امام الصحافيين على انه بدون "تمثيل حقيقي للشعب السوري فان جنيف-2 لن يكون قادرا على الخروج بحل دائم".
واكدت متحدثة باسم الامم المتحدة اليوم الجمعة ان وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف لن يجلسا الى طاولة واحدة لدى بدء المفاوضات وسط خلافات حادة حول بيان جنيف-1 الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات واسعة.
ولوحت دمشق بالانسحاب من المؤتمر غدا السبت في حال عدم عقد جلسات "جدية"، رافضة اي "شروط مسبقة" قبل المفاوضات، بينما شددت المعارضة على التزام النظام جنيف-1 كشرط للجلوس الى طاولة واحدة.
الأكراد لم ولن يتعلموا
الأكراد يبدو أنهم لم ولن يتعلموا من تجاربهم التاريخية أن محاولة الاستقلال عن بلدانهم التي ينبغي أن يندمجوا فيها بدل أفكارهم التحريرية الفاسدة، ستجر عليهم الويلات من جيوش أربعة: إيران والعراق وسوريا وتركيا