حقق المتمردون الحوثيون من الشيعة الزيدية تقدما في المعارك الدائرة في شمال اليمن اليوم الأحد (2 فبراير / شباط 2014) حيث تمكنوا من السيطرة على اراض جديدة قبل عملية ترسيم حدود الاقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة.
وقال شهود عيان ومصادر قبلية ان مئات من "انصار الله" من المتمردين الحوثيين سيطروا اثر مواجهات عنيفة على بلدة حوث التي تبعد 180 كلم شمال صنعاء، وعلى الخمري معقل قبائل حاشد.
واكد المتحدث باسم المتمردين محمد عبد السلام لفرانس برس "لقد سيطر انصار الله وابناء المنطقة على حوث والخمري وفر عناصر حاشد والتكفيريين".
واشار الى ان المعارك اوقعت "قتلى وجرحى" دون مزيد من التفاصيل.
ولم يتسن الحصول على حصيلة بعدد الاصابات.
وقد بدات المواجهات بين الطرفين في الخامس من كانون الثاني/يناير الماضي وازدادت وتيرتها حدة قبل ايام بحيث ادت الى سقوط ستين قتيلا الجمعة الماضي.
يشار الى ان التمرد الحوثي موجود بقوة في شمال اليمن حيث يسيطر على محافظة صعدة ويحاول بسط سيطرته على مزيد من الاراضي قبل عملية ترسيم حدود الاقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن.
وقد سمح مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى قبل ايام وشاركت فيه القوى السياسية وضمنها "انصار الله" بتحديد العناوين العريضة للدولة الجديدة.
لكن ما يزال يتعين الانتهاء من العملية الاكثر تعقيدا، اي ترسيم حدود الاقاليم وفقا للمحللين الذين يخشون تصعيدا في العنف يقضي على عملية الانتقال السياسي في البلد الوحيد بين بلدان الربيع العربي حيث اسفرت الانتفاضة الشعبية عن حل تفاوضي.
وترتدي السيطرة على منطقة الخمري اهمية خاصة كونها تضم المنزل العائلي لآل الاحمر زعماء قبائل حاشد، اكبر تحمع قبلي في اليمن.
وقالت مصادر قبلية ان الشيخ حسين الاحمر الذي كان في المنزل مع مرافقيه امر باخلائه واحراق المنزل.
لكن عبد السلام اوضح ان "عناصر حاشد والتكفيريين حاولوا اثناء فرارهم احراق المنازل لكننا منعناهم وضبطنا كميات من الاسلحة".
وذكرت مصادر قبلية ان الانقسامات في صفوف حاشد قد تشكل سببا لهذه الهزيمة.
ويشهد التجمع القبلي الكبير خلافات بين زعيمه الشيخ صادق الاحمر والرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تنتمي قبيلته الى هذا التكتل.
وقد ارغم صالح على التخلي عن السلطة منذ عامين لكنه ما يزال يقود المؤتمر الشعبي العام (حزب السلطة سابقا) كما يتهمه معارضوه بانه يعمل على زعزعة استقرار اليمن.
وكان الممثل الخاص للامم المتحدة في اليمن جمال بن عمر اعلن الاسبوع الماضي لدى تقديمه تقريره امام مجلس الامن الدولي ان "عناصر من النظام السابق ما تزال تناور لوضع العراقيل امام التغيير وافشال عملية الانتقال".
وحذر من ان هذه "العرقلة المنهجية" قد تؤدي الى "اعادة اغراق البلاد في الفوضى".
وقال دبلوماسيون ان مجلس الامن يعمل على مشروع قرار يلحظ عقوبات ضد انصار النظام السابق الذين يحاولون عرقلة عملية الانتقال السياسي في حين ترغب بعض الدول في ذكر اسم الرئيس السابق تحديدا.
وقد بدا اليمن عملية انتقال معقدة جدا يجب ان تنتهي نظريا الشهر الحالي لكن الحوار الوطني الذي قاطعه الانفصاليون في الجنوب قرر تمديد عملية الانتقال لمدة عام من اجل اقرار دستور جديد عبر استفتاء، وعلى اساسه تحري انتخابات عامة في البلد الفقير الذي تمزقه اعمال العنف.
من جهة اخرى، اعلنت السلطات اليمنية الاحد انها احبطت هجوما بسيارة مفخخة على مجمع حكومي يضم مكتب محافظ الضالع في جنوب البلاد.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن مسؤول في محافظة الضالع قوله ان " عناصر تخريبية بالمحافظة قامت عند الساعة الخامسة من صباح اليوم بمحاولة اقتحام المجمع الحكومي باستخدام شاحنة من نوع دينا كانت محملة بمتفجرات وعبوات ناسفة نوع (تي تي أن تي) محلية الصنع".
لكن هذا المسؤول اضاف ان "حراسة المجمع استطاعت بيقظتها الامنية تدمير الشاحنة قبل ان تقتحم المجمع على بعد 200 متر دون ان يتضح ان كان هناك ضحايا، حيث انفجرت واحترقت بالكامل".
وقال ان "الجريمة التي كانت العناصر الاجرامية تنوي ارتكابها، هدفها تأجيج الوضع بالضالع"، مشيرا الى ان هذا التوتر "بدأ منذ اكثر من شهر بقطع الطرقات والاعتداء على المكاتب الحكومية والخدمية ومحاصرة ومنع الموظفين من الذهاب الى اعمالهم في المجمع الحكومي".
على صعيد آخر، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية لوكالة فرانس برس الاحد ان المانيا تعرض للخطف في صنعاء الجمعة ومحتجز حاليا في احدى مناطق القبائل.
واضاف دون توضيحات ان الالماني، وهو في الستينات، خطفه شخص يريد ممارسة ضغوط على الحكومة من اجل اطلاق سراح نجليه.
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية ان وزير الخارجية ابو بكر القربي بحث اليوم مع دبلوماسي الماني مقيم في العاصمة اليمنية "الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية وقوات الامن" للافراج عن المخطوف.