وقعت كل من بلدية المنامة ومؤسسة البحرين للتنظيفات مذكرة تفاهم بشأن تجميع المخلفات البلاستيكية والورقية ومعالجتها وإعادة تدويرها، وجاء ذلك انطلاقاً من الأهداف المشتركة التي تعمل عليها كلا المؤسستين في مجال الحفاظ على البيئة وحمايتها واستدامتها.
حضر توقيع المذكرة كلاً من مدير عام بلدية المنامة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البحرين للتنظيفات حميد الماجد، ورئيس المجلس البلدي لبلدية المنامة مجيد ميلاد الجزيري، ومدير إدارة الخدمات الفنية نوفل عبدالقادر الكوهجي وعدد من المسئولين في البلدية ومؤسسة البحرين.
وقد صرح مدير عام بلدية المنامة :" أننا نعمل على تعزيز ودعم قطاع معالجة وإعادة تدوير المخلفات الذي يسهم بفعالية في تقليص كمية المخلفات التي تصل إلى مكب النفايات، إذ جاء توقيع مذكرة التفاهم خطوة ضمن خطة شاملة لتطبيق مشروع إعادة التدوير"، مشيراً إلى أن البلدية تعمل على تطبيق المشاريع التي تهتم برفع الوعي بأهمية تدوير المخلفات وتعزيز المشاركة المجتمعية في هذا المجال، مؤكداً أنه بناءً على توجيهات الحكومة ورعاه وبمتابعة من وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني، تحرص البلدية على تطوير أداءها وسعيها نحو تحقيق أعلى مستويات التميز المؤسسي في مجال حماية البيئة بما ينعكس إيجابا على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين ".
وأكد محمد بن أحمد بأن بلدية المنامة تسعى دائماً إلى نشر ثقافة معالجة وإعادة تدوير النفايات أو المواد غير المرغوب فيها بدلاً من التخلص منها بالطرق التقليدية، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للبيئة اتخذ على عاتقه خلال السنوات الماضية وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة تطوير وتشجيع هذا القطاع بصفته أحد الركائز الأساسية لتحقيق الاستدامة، وكونه يمثل أحد الحلول الفعالة التي تعمل على تحسين نوعية الحياة والظروف البيئية .
وأوضح أن قضية الإدارة المتكاملة للنفايات تعد من أهم القضايا المطروحة، وخصوصاً في ظل التطور الذي تشهده العاصمة في كافة القطاعات، وبعد أن باتت المنامة بيئة حاضنة ومستقطبة للاستثمارات في كافة المجالات الصناعية والتجارية وغيرها، وأن الزيادة المضطردة في كمية النفايات دون وجود حلولاً جذرية يؤثر على معدلات التنمية المستدامة التي تطمح إليها استراتيجية البلدية، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية والملموسة التي تنعكس مباشرةً على صورة العاصمة من الناحية الجمالية والحضارية، وأن عدم التخلص من النفايات بصورة بيئية سليمة من شأنه أن يضر بمستقبل الأجيال القادمة.
منوهاً إلى أن قطاع المعالجة وإعادة التدوير بمقدوره أن يساهم وبكفاءة على زيادة العمر الافتراضي لمكبات النفايات من خلال تقليص الحاجة إليها والوصول إلى النسبة المستهدفة لطمر النفايات.
من جهته ، قال رئيس المجلس البلدي لبلدية المنامة مجيد ميلاد الجزيري أن العاصمة شهدت في السنوات الأخيرة نمواً عمرانياً وسكانياً كبيراً وهي في حاجة إلى تحسين إدارة النفايات والخدمات البيئية، مؤكداً على ضرورة تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة وذلك من خلال تأسيس شراكة مجتمعية لوجستية بالشراكة مع القطاع الخاص في تجميع المخلفات ومعالجتها وإعادة تدويرها.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحرين للتنظيفات حميد الماجد: " إنه لمن دواعي سرورنا أننا منحنا هذه الثقة الكبيرة بتوقيعنا هذه الاتفاقية مع بلدية المنامة، وبدورنا سوف لن ندخر جهداً في تفعيل وتطوير هذه الشراكة، إذ سوف نوظف خبرتنا الممتدة طيلة العشرين سنة الماضية في هذا المجال بتوضيح وتقريب مفهوم الثقافة البيئية للأجيال وتأصيلها في نفوسنا جميعاً والعمل على استدامتها للأجيال القادمة، وذلك تماشياً مع التقدم الحضاري والتكنولوجي في هذا الشأن ".
مضيفاً في تصريحه : "هذا المشوار طويل والتحدي فيه أكبر، لكننا بدأنا بالخطوة الأولى وبقوة الله وعزمنا وتضافر جهودنا جميعاً سنصل إلى ما نصبو إليه، وإن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو صغر مساحة الدفن والطريقة البدائية في معالجة المخلفات بمنطقة عسكر، إذ شارف عمر الموقع الافتراضي على الانتهاء "
كما وأشار الماجد في تصريحه إلى أن الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية واجباً مجتمعياً وعلى الجميع التكاتف لإكمال بعضنا البعض فهذه مسئولية مشتركة بين البلدية والمجتمع المدني والقطاع الخاص المنفذ، وذلك لإنجاح هذه المهمة للوصول إلى الأهداف المنشودة والحصول على بيئة نظيفة وهواء صحي ومياه بحرية صالحة للأحياء البحرية.
وأخيراً دعا الماجد جميع أفراد المجتمع بمؤسساته التجارية والصناعية بأن يبادروا في توجيه جهودهم ونصحهم ودعمهم بشتى أشكاله لدعم الجهود التي تقوم بها البلدية للحفاظ على البيئة ، فالمسؤولية مشتركة دون استثناء للعمل على الارتقاء بالعمل البيئي .