يعرف عن تمام سلام الذي شكل السبت (15 فبراير 2014) حكومة جديدة في لبنان خطابه المعتدل، ولاسيما في الملفين الشائكين في لبنان، سورية وحزب الله، وهو ابن عائلة سنية عريقة في تعاطيها العمل السياسي منذ أجيال عدة.
- يبلغ تمام سلام 68 من العمر ويتسلم رئاسة حكومة وفاق وطني في الوقت الذي تمر به البلاد بحالة استقطاب شديدة على خلفية النزاع في سورية بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له، ووسط تفجيرات إرهابية وأحداث أمنية متنقلة من منطقة إلى أخرى.
- سيكون على سلام إيجاد القواسم المشتركة لجمع الضدين داخل الحكومة أي فريق الثامن من آذار الذي يتزعمه حزب الله الذي يشارك في القتال في سورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وفريق الرابع عشر من آذار الذي يضم شريحة واسعة من القوى المناهضة للنظام السوري على رأسها تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري.
- تمام سلام الذي يدخل للمرة الأولى ما يعرف في لبنان بـ «نادي رؤساء الحكومات»، هو نجل الزعيم السني الراحل صائب سلام الذي تولى رئاسة الحكومة لمرات عدة ما بين العامين 1952 و1973.
- وصفه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بأنه «ابن شعار صائب سلام التفهم والتفاهم وشعار لا غالب ولا مغلوب»، مضيفاً أن «اسمه عنوان الاعتدال»، ومشيراً إلى أن تمام سلام «لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة الإسلامية» (أي حزب الله).
وعلى رغم انتماء تمام سلام إلى قوى 14 آذار (المعارضة) والتزامه بكل مبادئها وسياساتها، فإن خطابه هادئ وغير صدامي إجمالاً.
- انتقد بعنف اجتياح حزب الله عسكرياً لأجزاء واسعة من بيروت في مايو/ أيار 2008 بعد تفجر الخلاف السياسي بين الحزب الشيعي وتيار المستقبل أدى إلى معارك في الشارع أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص.
- على رغم موقفه المبدئي الرافض للسلاح وتأكيده أن «الطائفة السنية تشعر بالاستهداف»، إلا أنه أعلن باستمرار تقديره لنشاط «المقاومة ضد إسرائيل» من دون أن يدخل في الجدل اللبناني العنيف أحياناً حول «نزع سلاح حزب الله» أم لا.
وأكد أخيراً أن لا قرار سنياً في نزاع مع الشيعة، مؤكداً أن الظواهر المتطرفة «ليس لها ولن يكون لها صدى لدى سنة لبنان».
- على رغم دفاعه بقوة عن سيادة لبنان تجاه التدخلات السورية والتوغلات العسكرية على الحدود منذ بدء الأزمة السورية قبل سنتين، ومواقفه المبدئية من الحريات والديمقراطية، إلا أنه لم يهاجم النظام السوري بعبارات استفزازية كما فعلت إجمالاً معظم شخصيات المعارضة المناهضة لدمشق.
- أطلق والده صائب سلام خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990) التي تواجه فيها المسلمون والمسيحيون مدعومين من قوى عسكرية خارجية، شعاري «لا غالب ولا مغلوب»، و «لبنان واحد لا لبنانان».
- مد يده إلى المسيحيين بعد اغتيال بشير الجميل، الرئيس الذي وصل بدفع من الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، ما سمح بانتخاب شقيق بشير، أمين الجميل رئيساً. على خطى والده، امتنع تمام سلام عن الترشح إلى الانتخابات النيابية العام 1992، تضامناً مع «شركائه في الوطن» المسيحيين الذين قاطعوا انتخابات قالوا يومها إن نتائجها مقررة سلفاً من سورية، «قوة الوصاية» آنذاك على لبنان.
- فاز بمقعد نيابي العام 1996 ليعود فيخسره العام 2000 في مواجهة رفيق الحريري، والد سعد الحريري، الذي فازت لوائحه بكل مقاعد العاصمة.
- في 2009، تحالف مع سعد الحريري ودخل البرلمان مرة أخرى. وكان عين وزيراً للثقافة العام 2008 في حكومة برئاسة السنيورة المنتمي إلى تيار المستقبل برئاسة الحريري.
- ولد تمام سلام في 13 مايو 1945، ووالدته سورية الأصل. تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الليسيه الفرنسية في بيروت، ثم تابع دروسه التكميلية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، والثانوية في مدرسة «هاي سكول» في برمانا شمال شرق بيروت.
- تابع دروساً جامعية في مادة الاقتصاد وإدارة الأعمال في إنجلترا، ثم عمل في الحقل التجاري لسنوات قليلة.
- تمام سلام متزوج وله ابن يحمل اسم والده صائب، وابنتان تميمة على اسم والدته وثريا.
العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ