شهدت المرحلة الخامسة من الطواف العربي للإبحار الشراعي مناورات ومجاراة شديدة بين قارب أي اف جي موناكو بقيادة الربّان الفرنسي سيدني جافنييه ونظيره اللدود مارسيل هاريرا ربّان فريق ميسي فرانكفورت، حيث أظهرت نتائج السباق التي انتهت بوصول القوارب إلى خليج زيغي بولاية دبا في سلطنة عُمان أن عزم فريق أي اف جي على السيطرة على المقدّمة أكيد ولن ينثني.
وقد كان طول المسافة التي قطعتها القوارب في المرحلة 104 ميل بحريا انقسمت لنصفين حول شبه جزيرة مسندم بما فيها من تضاريس وعرة وجبال وسهول الساحلية ومناظر خلابة تمازجت مع زرقة مياه البحر.
وقد كانت سرعة الرياح على نوعين حيث اشتدت لتصل إلى 17 عقدة بحرية في النصف الأول من السباق والذي اتجهّت فيه القوارب نحو الشمال لتلتف حول شبه جزية مسندم، أما النصف الثاني نحو الجنوب فقد تقلّبت الرياح بسبب الجبال المحيطة ومن ثم هدأت حتى وصول القوارب بعد منتصف الليل.
وقد شهد النصف الأول من السباق تألقا كبيرا لفريق ميسي فرانكفورت استمر لمدة عشر ساعات أما النصف الثاني فظهرت قوة فريق الثريا بنك مسقط وديلفت تشالنج الهولندي وفريق النهضة للخدمات في المحافظة على سرعة كبيرة للقارب في ظل هدوء الرياح.
وأعرب سيدني جافنييه الذي بفضله استطاع إكساب الفريق 8.5 نقاط حتى الآن: "المرحلة الخامسة حول شبه جزيرة مسندم تجربة وذكرى جميلة في الطواف العربي للإبحار الشراعي وقد كانت القوارب المتنافسة متقاربة جدا مع بعضها لدرجة أننا كنا على وشك أن نكون في المرتبة الرابعة أو الخامسة، إلا أننا عمدنا في اللحظات الأخيرة إلى المناورة حول جزيرة صغيرة حتى تكون الرياح في صالحنا.
وحينما اقترابنا مسافة 100 متر فقط من نقطة النهاية كان الفارق بيننا وبين ميسي فرانكفورت دقيقة واحدة". أما مارسيل هاريرا فقد قال أن المرحلة كانت ممتعة جدا وكان من الصعب المحافظة على الصدارة بعد عشر ساعات من السباق خصوصا في منطقة مضيق هرمز. أما كاتي بيتيبون التي تتولّى قيادة فريق الثريا بنك مسقط فقد قادت فريقها النسائي إلى المرتبة الثالثة في المرحلة متفوقة على نظيرها الهولندي ديلفت تشالنج.
وتجدر الإشارة أن هذه الجولة تأتي بعد أن خاضت القوارب سباقا جاب مدن متعدّدة بالخليج العربي بدءا بالعاصمة البحرينية المنامة ومن ثم مرورا بالعاصمة القطرية الدوحة وكلّ من إمارة أبوظبي ودبي ورأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتّحدة، لتدخل إلى المياه العُمانية في محافظة مسندم.
وتعليقا على ما حقّقه الطواف من نجاح حتى الآن قال غاسي حميد الهاشمي، المدير العام المساعد للترويج السياحي بوزارة السياحة العمانية: "نجح الطواف العربي للإبحار الشراعي خلال الدورات السابقة في إستقطاب مشاركات واسعة من مختلف أنحاء العالم.
وهذا العام حظى الحدث باهتمام دولي كبير, الذي من شأنه أن يعود بالنفع الكبير على مستوى ترسيخ مكانة منطقة الخليج العربي كالوجهة الأبرز للإبحار والطواف في العالم، وكذلك تعزيز سمعتها في استضافة مثل هذه الفعاليات العالمية الضخمة.
ونحن نفخر بمشاركة نخبة من البحارة العمانيين من ذوي المهارات والكفاءات الحرفية العالية في دورة هذا العام من المسابقة، فهذا مصدر فخر واعتزاز للوطن في المقام الأول.
ونشكر جهودهم الحثيثة للارتقاء بقطاع الرياضة والسياحة في السلطنة إلى أعلى المستويات العالمية. فهم يشكلون مصدر إلهام وتشجيع للأجيال الشابة لممارسة الألعاب الرياضية على مختلف أنواعها.
وأود في هذه المناسبة أن أتوجّه بأطيب التهاني والتبريكات للفائزين ولجميع الذين شاركوا في هذا الحدث المرموق، ونتطلع إلى رؤيتكم في الدورة القادمة إن شاء الله."
من جانبه أعرب ديفيد جراهام – الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار وهي اللجنة المنظّمة والحاضنة للطواف العربي أن الحدث الرياضي يعد أحد الوسائل الفاعلة والمهمة لتسليط الضوء على المقوّمات التي تختزنها المنطقة ما يفتح المجال لآفاق كبيرة لتطوير رياضة الإبحار واستقطاب الكثير من الجماهير والمتابعين لهذه الرياضة.
هذا وفي اليومين القادمين ستكون القوارب المشاركة مقيمة بطواقمها في منتجع الحواس الخمس في مسندم لتأخذ الفرق قسطا من الراحة وللتجهّز للمرحلتين الأخيرتين من الطواف العربي للإبحار الشراعي إضافة إلى السباق القصير الذي سيتم إقامته على المرسى الذي يطلّ عليه المنتجع. وقد تم إتاحة الفرصة للأهالي للحضور والاستمتاع بمشاهدة السباقات المخطّط لها.