روح المحرق «الذيب» قهرت المستحيل وأثارت الذهول في صالة اتحاد السلة بأم الحصم بعد أن قهر الفريق كل الظروف الصعبة وتوج بلقب مستحق بفوزه على المنامة «الزعيم» بنتيجة 78/76 في مباراة مجنونة كان بطلها جمهور ولاعبو المحرق الذين قدموا مباراة تاريخية استحقوا عليها لقب البطولة.

روح المحرق غير العادية قهرت كبرياء الزعيم المنامي وقدمت مباراة لم يتوقعها أشد المتفائلين في ظل ظروف استثنائية وحصول محترف الفريق الأميركي سي جي على الخطأ الشخصي الرابع منذ بداية الربع الثاني وخروجه من الملعب بعد دخوله مباشرة في الدقيقة الأولى من الربع الأخير ليكون ما مجموع ما لعبه 11 دقيقة فقط، كما خرج كاظم ماجد وبدر عبدالله بالخطأ الشخصي الخامس وحصل محمد مجيد على أربعة أخطاء وشارك في 31 دقيقة.

وعلى رغم كل ذلك واحتساب خطأ فني ضد المحرق والأداء التحكيمي المهزوز وإمكانيات المنامة الهائلة إلا أن المحرق قهر كل الظروف وتوج بلقبه السادس في كأس زين.

وقدم المحرق مباراة جماعية من الطراز الأول وبروح قتالية وأداء مثالي في الهجوم والدفاع بتشكيلة محلية كاملة في ثلاث فترات بينها الفترة الحاسمة ليتوج الفريق بلقب ربما يكون الأغلى والأحلى في تاريخ سلة المحرق نظرا للأحداث الدراماتيكية التي حدثت في اللقاء.

ولم يستحق المنامة الفوز باللقاء قياسا لأدائه والروح التي لعب بها، في الوقت الذي كان فيه نجم المحرق علي عباس ملك لعبة الأعصاب في الثواني القاتلة وأحد أسرار فوز المحرق بتسجيله 20 نقطة، كما تألق بدر عبدالله وسجل 17 نقطة وأحمد حسن 12 وكاظم ماجد 9 و6 نقاط لكل من محمد عبدالمجيد وحسن الموسوي مقابل 5 نقاط من سي جي و3 نقاط لمحمد حكيم.

في حين كان أفضل المسجلين في صفوف المنامة المحترف الصربي ايفان ماراس بتسجيله 23 نقطة وأحمد عزيز 15 و14 نقطة لكل من محمد حسين «كمبس» ومحمد كويد 14 ويونس كويد 4 ومحمد نجف 3 وحسن نوروز 2 ومحمد أمير 1.

المنامة فاز في الربع الأول 22/16 وفاز المحرق في الربع الثاني 22/15، وتعادل الفريقين في الربع الثالث 19/19 قبل أن يفوز المحرق في الربع الأخير 21/20.

الربع الأول

بدأ فريق المنامة المباراة بتشكيلة مكونة من عزيز، كمبس، محمد كويد، محمد أمير وايفان.

في حين لعب المحرق بكل من مجيد، حسن، كاظم، بدر وسي جي.

وكانت البداية متقاربة في ظل تبادل للتسجيل بين الفريقين في ظل دفاع رجل لرجل من كلا الجانبين.

وحقق المحرق أول تقدم صريح 15/12 بعد دخول علي عباس بدلا من كاظم الذي تحصل على خطأين ليطلب المنامة الوقت المستقطع ويدخل نوروز بدلا من أمير ويونس بدلا من كمبس في الوقت الذي تمكن فيه المنامة من العودة ومعادلة النتيجة.

واستغل المنامة استبدال سي جي بعد حصوله على خطأين في إنهاء الربع الأول متقدما 22/16 بعد لعبتين خاطئتين من أحمد حسن وفي ظل تألق ايفان ماراس.

الربع الثاني

أعاد المحرق لاعبه سي جي مع بداية الربع الثاني وأشرك الموسوي معه إلا أن سي جي كعادته ارتكب الخطأ الثالث ووضع فريقه في موقف محرج منذ وقت مبكر.

وتحصل سي جي على الخطأ الشخصي الرابع بعد تبادل الضرب مع ايفان الذي تحصل على خطئه الشخصي الأول ما عقد من وضع المحرق المتخلف أصلا في النتيجة 19/25.

ودخل كاظم بدلا من سي جي في الوقت الذي قلص فيه المحرق الفارق إلى 24/25 إلا أن المنامة سرعان ما وسع النتيجة مجددا إلى 29/24.

المحرق اضطر إلى اللعب بدفاع المنطقة ومع ذلك بقي في أجواء اللقاء في ظل الضغط الهائل الموجود على المنامة والذي كان يمنع اللاعبين من التسجيل ما مكن المحرق من تقليص الفارق بعد ثلاثية بدر إلى 31/32 فطلب مدرب المنامة الوقت المستقطع.

وضاع المنامة تحت الضغط وارتكب لاعبوه الكثير من الأخطاء في الوقت الذي بث فيه جمهور المحرق الروح في نفوس لاعبيه فتقدموا في النتيجة 33/32.

وطلب مدرب المنامة الوقت المستقطع لتدارك مشكلة فريقه غير أن استمرار الضغط على اللاعبين أفسد كل الخطط لتستمر الأخطاء وينجح المحرق في إنهاء الربع الثاني متقدما 38/37.

الربع الثالث

واصل المحرق بتشكيلة مكونة من حسن، مجيد، بدر، عباس والموسوي، في حين لعب المنامة بكل من كمبس، محمد نجف، عزيز، أمير وايفان.

وواصل المنامة من دون قدرة على التعامل مع دفاع المنطقة وبدأ استمرار تأثر اللاعبين بالضغط النفسي وهو ما أدى إلى كرات ضائعة إضافية واستبدال أمير باللاعب كويد ودخول نوروز بدلا من كمبس الذي أصيب.

ونجح المحرق في توسيع الفارق إلى 48/41 وسط ذهول المنامة وجماهيره في الوقت الذي طلب فيه المنامة الوقت المستقطع.

ونجح المحرق بصعوبة في معادلة النتيجة 48/48 غير أن تألق بدر وأحمد حسن مكن المحرق من توسيع الفارق إلى 55/50 بعد ثلاثية أكثر من رائعة من أحمد حسن.

وقام مدرب المحرق بسحب محترفه ايفان بعض الوقت في حين قلص المنامة من الفارق إلى 56/57 وهي النتيجة التي انتهى عليها الربع الثالث.

الربع الأخير

المنامة لعب بكل من يونس، محمد كويد، عزيز، كمبس وايفان.

في حين لعب المحرق بكل من عباس، بدر، حسن، غالي والموسوي.

ومع تقدم المنامة 60/57 أدخل مدرب المحرق لاعبيه سي جي ومجيد بدلا من غالي وعباس إلا أن سي جي احتسب عليه الخطأ الخامس في الوقت الذي احتسب خطأ فني نادر على اللاعب بدر لاحتجاجه على قرار الحكم ما مكن المنامة من التقدم 63/59.

ومع ذلك نجح المحرق في معادلة النتيجة 63/63 بل التقدم 64/63 في ظل تألق كاظم ماجد الذي حصل بعدها على الخطأ الخامس وخرج من الملعب.

وتقدم المنامة 66/64 إلا أن بدر عادل النتيجة 66/66 قبل أن يخرج بالخطأ الشخصي الخامس.

وعاد المنامة للتقدم 68/66 قبل أن يوسع الفارق إلى 70/66 إلا أن المحرق عادل النتيجة 70/70 قبل أن يتقدم 73/72 ليعود المنامة للتقدم 74/73 إلا أن رد المحرق بعد الوقت المستقطع كان بثلاثية رائعة من علي عباس أعطت المحرق التقدم 76/74 وسنحت لمحمد حكيم رميتين حرتين إلا أنه أضاعهما فرد كمبس بنقطتين من رميتين حرتين لتتعادل النتيجة 76/76 قبل 16 ثانية من النهاية فطلب المحرق الوقت المستقطع.

واستغل المحرق لاعبه علي عباس في الكرة الأخيرة فحصل على رميتين حرتين سجلهما قبل 5 ثواني من النهاية ليفشل المنامة بعد الوقت المستقطع في التسجيل وتنتهي المباراة بفوز المحرق 78/76 وسط ذهول الجميع.

أدار اللقاء بشكل غير موفق طاقم تحكيم أجنبي مكون من الحكم الفلبيني باسكوال والإماراتي حسن حاجي والقطري جاسم نظر الذي أثارت قراراته الكثير من اللغط وأخرجت حتى بدر عبدالله عن هدوئه المعهود.

الضغط يكبّل لاعبي المنامة

ظهر ضغط المباراة واضحا تماما على لاعبي المنامة ومنعهم من تقديم مستوياتهم المعهودة إذ أنها المباراة الأولى التي يلعبها الفريق بهذه الدرجة من الضغط النفسي.

وأدى استبدال سي جي بالخطأ الشخصي الرابع في بداية الربع الثاني إلى مفعول عكسي في سلة المنامة إذ إن فشل الفريق في الثلاثيات زاد الضغط وأبقى الفريق عند 32 نقطة لمدة طويلة من دون أن يتمكن الفريق من التسجيل.

وبدلا من أن ينجح المنامة في توسيع الفارق حدث العكس إذ تقدم المحرق وسجل 19 نقطة مقابل 12 فقط للمنامة.

واستمر تأثير الضغط واضحا على لاعبي المنامة حتى الثواني الأخيرة من اللقاء وكانوا خارج وضعهم الطبيعي ليخسروا اللقب.

تحكيم مهزوز أثر على مجريات اللقاء

كان أداء طاقم التحكيم المكون من الفلبيني باسكوال والإماراتي حسن حاجي والقطري جاسم نظر مهزوزا تماما في المباراة النهائية الثانية يوم أمس ولم يستطع السيطرة على مجريات اللقاء بل أن الأمور فلتت من عنده في كثير من الأحيان.

وكانت الاحتجاجات على قرارات الحكام وخصوصا من قبل دكة احتياط المحرق ولاعبيه غير طبيعية وحادة بعد أن حرمهم طاقم التحكيم من جهود أهم لاعبيهم سي جي، وكان نصيب الأسد من الاحتجاجات اتجاه الحكم القطري نظر، حتى أن التحكيم كاد يخطف نجومية المباراة من لاعبي المحرق.

جمهور المحرق: «لو ندري هلون ما جبنا سي جي»

بعد تتويج المحرق ببطولة كأس زين لكرة السلة على رغم الظروف التي مرت بالفريق خلال اللقاء ومشاركة محترف الفريق سي جي في 11 دقيقة فقط، قامت جماهير المحرق بترديد أهزوجة جديدة «لو ندري هلون ما جبنا سي جي» في إشارة إلى تمكن الفريق من التتويج باللقب في غياب سي جي ودون الحاجة إلى خدماته.

روح ليس لها مثيل للاعبين والجمهور

أثبت لاعبو المحرق وجماهيره أنهم يمتلكون روحا لا مثيل لها في المباريات النهائية ظهر معدنها بشكل حقيقي في اللقاء النهائي الثاني عندما لعب الفريق من دون محترفه الأميركي سي جي ومع ذلك أدى بشكل مثالي دفاعا وهجوما متمكنا من تحقيق فوز دراماتيكي وغير طبيعي في مباراة غير طبيعية.

الروح التي أظهرتها الجماهير حفزت اللاعبين ودفعتهم لتقديم أفضل ما لديهم فكانوا نجوما فوق العادة وتمكنوا من الفوز والتتويج بواحدة من أجمل وأحلى البطولات في تاريخهم.

علي عباس ملك لعبة الأعصاب

أكد نجم سلة المحرق وهداف الفريق علي عباس أنه ملك لعبة الأعصاب من دون منازع بعد أن سجل 20 نقطة في اللقاء بينها 5 نقاط حاسمة هي النقاط الخمس الأخيرة لفريقه من رمية ثلاثية في الثواني الأخيرة ورميتين حرتين على رغم كل الضجيج والضغط وبمنتهى الهدوء والتألق والتركيز.

عباس عرف تماما كيف يتحكم بأعصابه في أشد الأوقات حساسية وأكثرها أهمية، ففي الوقت الذي كان الجميع على أعصابه كان هو يسجل النقاط بهدوء تام.

واستحق عباس نجومية اللقاء بكل ما قدمه في اللقاء وبنقاطه الخمس الحاسمة.