بات لافتاً لجماهير نادي برشلونة الإسباني أن الفريق الحالي بصحبة المدرب الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو غير قادر على العودة إلى أجواء المباريات عقب التأخر في النتيجة على عكس برشلونة تيتو فيلانوفا الذي اتسم بقلب المعطيات والمجريات في الدقائق الأخيرة في الموسم الماضي باستثناء بعض اللقاءات الكبيرة.
وعلى عكس فريق العام الماضي الذي اشتهر مع مدربه «المريض» تيتو فيلانوفا بالعودة إلى المباريات من خلال قلب المعطيات والمجريات عبر تغييرات بواسطة برنامج «واتس آب» ومن ثم نتيجة اللقاء في الدقائق الأخيرة، أضحى مناصرو برشلونة يدركون تماماً أن الفريق في طريقه لتلقي الخسارة مرة أخرى في حال تمكن مهاجمو الفريق المنافس من إحراز هدف التقدم في شباك الحارس فيكتور فالديز.
وعلى الرغم من أن كافة مشجعي برشلونة لم يكونوا راضين أبداً عن مستوى الفريق في عهد المدرب السابق تيتو فيلانوفا وسقوطه في نهاية الأمر بسباعية بيضاء أمام بايرن ميونيخ في مباراتي نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية إلا أن بارشا تيتو يُحسب له العودة في المباريات والقتال والعودة في النتيجة حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباريات ولعل مباريات اشبيلية في سانشيز بيزخوان وأوساسونا في البامبلونا أبرزها لكن برشلونة تاتا مارتينو فقد تلك «الميزة» في الموسم الحالي أيضاً وأصبح عاجزاً عن إظهار أي ردة فعل في حال التأخر في النتيجة.
البداية كانت أمام أياكس أمستردام الهولندي في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا إذ تقدم أشبال المدرب فرانك دي بور بهدفين نظيفين في ملعب «أمستردام أرينا» ولم يستطع برشلونة سوى حفظ ماء الوجه بهدف متأخر لم يقدم ولم يؤخر في نتيجة المباراة النهائية.
وبعد السقوط المدوي أوروبياً في أمستردام، ألحق أتلتيك بلباو الباسكي هزيمة ثانية على التوالي لرجال المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو إذ تقدم أصحاب الأرض على ملعبهم «سان ماميس الجديد» من دون أي ردة فعل من رفاق القائد زافي هيرنانديز ليبدأ برشلونة مسلسل نزيف النقاط بعدما كان متصدراً بفارق 7 نقاط كاملة عن الوصيف.
ولم يكن سقوط برشلونة خارج أرضه فحسب بل تجرع مرارة الهزيمة لأول مرة على ملعبه «كامب نو» ووسط جماهيره إذ تمكن خفافيش فالنسيا من انتزاع فوزاً مستحقاً وثميناً من العملاق الكاتالوني الذي ظهر شبحاً مخيفاً بلا أنياب حقيقية إذ تقدم فالنسيا مرة واثنتين في النتيجة حتى أنهوا المباراة بانتصار بعد غياب طويل.
وتكرر السيناريو بكافة حذافيره أمام ريال سوسييداد الباسكي مساء السبت وتقدم الفريق الباسكي على ملعبه «أنويتا» في 3 مناسبات ولم يقدم لاعبو برشلونة أي ردة فعل وظهروا مستسلمين تماماً للنتيجة على الرغم من بقاء نصف ساعة من اللعب كفيلة بقلب الطاولة رأساً على عقب.
وانعكست الآية عقب هزيمة البلوغرانا في «أنويتا» فبعدما كان متصدراً لجدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد، أصبح حالياً بتأخر بثلاث نقاط كاملة عن المتصدر بسبب نزيف النقاط المتلاحق منذ بداية العام الجاري إذ خسر البارشا 10 نقاط كاملة من أصل 24 ممكنة بهزيمتين أمام فالنسيا وسوسييداد وتعادلين أمام أتلتيكو مدريد وأوساسونا.
ويسير برشلونة بخطى متسارعة نحو خسارة لقبه بطلاً للدوري الإسباني في حال واصل لاستمرار في نزيف النقاط مثلما حدث في شهريّ يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من العام الجاري وبات فعلياً غير قادر على معادلة رقم القياسي في الموسم الماضي بحصد 100 نقطة إذ يملك حالياً 60 نقطة ومازال في الملعب 39 نقطة كاملة لحصدها ما يعني أن برشلونة سيجمع 99 نقطة في حال تمكن من الفوز في الـ13 مباراة المتبقية من مشوار الليغا.
وسط ذلك، لم يتحدث مارتينو للاعبيه عقب خسارة الفريق بثلاثية أمام ريال سوسييداد.
وذكرت صحيفة «سبورت» الإسبانية أن غرف خلع الملابس في برشلونة في حالة اشتعال حقيقي فنجوم الفريق لم يعودوا يعرفوا خطة المدرب وأسلوبه التكتيكي أو كيفية تدوير اللاعبين.
وأوضحت الصحيفة أن مارتينو ظهر متوتراً في الفترة الأخيرة والتزم حالة الصمت من دون التحدث مع لاعبيه.
وطالبت الصحيفة المدرب مارتينو بإنهاء سياسة تدوير اللاعبين في الموسم الحالي واللعب بالنجوم الأساسيين في المباريات القادمة، وأشارت الصحيفة أن تاتا منح لاعبي برشلونة راحة لمدة يومين للتفكير فيما حدث مستغلاً توقف مباريات الليغا في منتصف الأسبوع بسبب مباريات دوري أبطال أوروبا.
يذكر أن مدرب برشلونة دخل بتشكيلة غريبة في مباراة سوسييداد وأراح 5 لاعبين أساسيين هم زافي وسيسك فابريغاس ودانيل ألفيس وماسكيرانو وأليكسيس سانشيز مع غياب الظهير الأيسر جوردي ألبا للإصابة.
العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ