أكد وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي أن الوزارة على استعداد لدعم كافة الجهود والمبادرات والمشاريع الهادفة لتعزيز الأمن الغذائي في مملكة البحرين. منوها إلى أن الأمن الغذائي اصبح اليوم احد مقومات التنمية الشاملة المستدامة، حيث حددت الأمم المتحدة "توفير الغذاء للجميع" كأحد أهدافها الإنمائية للألفية، حين تتضافر جهود الأسرة الدولية والمنظمات العالمية المتخصصة في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
جاء ذلك خلال افتتاح "منتدى الإستزراع السمكي والنباتي وتنمية الشركات المتوسطة والصغيرة" الذي نظمه مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستثمار(MENA) بالتعاون مع المنظمة الاقتصادية للتنمية والتطوير DCEO والإدارة العامة لحماية الثروة البحرية، اليوم الأربعاء (26 فبراير / شباط 2014) في فندق رامي، بحضور سفيري تايوان واليابان والرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة وعدد من مسئولين الوزارة ونخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين المتخصصين في مجال الاستزراع السمكي وإمكانية استثماره تجاريا.
وأوضح الكعبي أن وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني وبناء على توجيهات الحكومة حريصة على تشجيع المبادرات الهادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي في المملكة وذلك وفقا لمعطيات الخطة الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية المستدامة.
وأشار إلى أن الوزارة عملت على تنفيذ مجموعة من البرامج والمشروعات المحققة لهذه الرؤية ومنها مشاريع الزراعة بدون تربة (هيدروبونيك) والاستزراع السمكي بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص والأرياف الصناعية وإنشاء الحاضنات الزراعية وسوق المزارعين وتوفير القسائم الزراعية للمستثمرين تحقيقا لعدة أهداف، منها توفير الغذاء للمواطنين ورفع نسب الاكتفاء الذاتي المحلي وزيادة مساهمة الإنتاج الغذائي في الناتج المحلي للاقتصاد.
وأضاف "حرصت الوزارة على دعم المبادرات العلمية الهادفة لتعزيز مشاريع الاستزراع السمكي والنباتي من خلال الندوات والورش العلمية المتخصصة ومنها هذا المنتدى الذي يتم تنظيمه اليوم بالتعاون مع شركة ( مينا ) كأحد المبادرات العلمية المتميزة في مجال تعزيز الأمن الغذائي". منوها بأن هذا المنتدى وما سبقه من لقاءات تشاورية علمية وورش عمل مع مجموعة من المنظمات ومنها مكتب تنمية المصائد OECD وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO يعكس المنهجية العلمية التي تنتهجها الجهة المنظمة في تحقيق أهداف المنتدى والوصول إلى رؤيته المنشودة.
وقال: "لقد قامت الوزارة بالتوقيع مع شركتين في مجال الاستزراع السمكي وحققت هذه المشروعات نتائج إيجابية على الرغم من حداثة الفترة الزمنية للتجربة مما يعكس نمو هذا القطاع الواعد، وإمكانية تحقيق القطاع الخاص بمختلف مستوياته لدور ريادي في هذا المجال باستخدام التقنيات الحديثة التي نرى أنها الأسلوب الأمثل لرفع نسب الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع الغذائية الأساسية".
ومن جهته أشار رئيس مجلس أمناء مركز الاستثمار في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زكريا هجرس إلى أهمية القطاع البحري الذي يعد قطاع جديد وله مستقبل كبير. منوها إلى وجود فرص استثمارية كبيرة داخل البحر في العديد من المجالات الغذائية والعلاجية والتجميلية.
وأوضح أن هناك طفرة عالمية في مجال الاستثمار البحري على مملكة البحرين أن تواكبه وخصوصا أن موقعها الجغرافي وكونها جزيرة تحيطها المياه من جميع الجهات تتيح لها فرصة كبيرة للاستثمار في هذا المجال.
وأكد أن الاستزراع السمكي يمثل 50 في المئة من الاستهلاك العالمي، وعلية يجب إعادة النظر نحو هذا القطاع الثمين، وعدم الاكتفاء به على الصعيد الغذائي فقط. لافتا إلى أهمية الاستزراع السمكي في توفير الغذاء والتخفيف على الثروة البحرية من ضغوطات الاصطياد جراء ازدياد الصيد العشوائي. مؤكدا ضرورة تضافر الجهود على الصعيدين الحكومي والخاص في سبيل المحافظة على الثروات البحرية والبيئة وتعزيز منهجيات توفير الغذاء السمكي للأجيال الحالية والمستقبلية وذلك وفقاً للمتغيرات العالمية المتسارعة على مختلف الأصعدة التنموية وارتفاع عدد السكان التي نتج عنها ارتفاع الطلب على الغذاء مع تأثر الأنظمة الطبيعية المختلفة ومنها البيئات والمستوطنات البحرية وكنتيجة لهذه المتغيرات فقد تضافرت الجهود الدولية.
