أكدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانثا باور، في مؤتمر صحفي في مجلس الأمن الدولي حول تبني قرار مجلس الأمن رقم 2139 المتعلق بوصول المساعدات الإنسانية في سوريا يشكل أن هذا القرار مطلبًا جماعيًا مهمًا من جانب مجلس الأمن الدولي بوجوب وضع حد للقصف بالبراميل المتفجرة والتجويع القسري للمدنيين في سوريا.
وأضافت سامانثا باور: فبعد مرور ثلاث سنوات، ومقتل أكثر من 130 ألف سوري، ووجود 6.8 مليون إنسان بحاجة الى المساعدات داخل البلاد، ومنهم 250 ألف شخص محتجز في مناطق محاصرة، وبعد القصف بالبراميل المتفجرة، وعمليات الاعتقال التعسفي، والاستخدام المنهجي للتعذيب، واستخدام التجويع كسلاح في الحرب، صاغ اليوم هذا المجلس بالإجماع مجموعة من المطالب للتخفيف من حدة أسوأ أزمة إنسانية عرفها هذا الجيل. والأمر المهم أيضًا أن مجلس الأمن اتخذ بالإجماع إجراءات إضافية لمواجهة عدم التقيد بهذه المطالب.
وقالت سامانثا باور إن هذا الالتزام مهم جدًا لأنه كما أقرَّ مجلس الأمن اليوم، لم يحصل أي "تقدم ملموس" في تنفيذ البيان الرئاسي السابق لهذا المجلس حول وصول المساعدات الإنسانية. وبدلاً من ذلك، رد نظام الأسد على توجيهات المجلس بتكثيف الهجمات على الأهداف المدنية وتشديد الحصار وتجويع ومنع المرضى من الحصول على الغذاء والدواء. إذ استمر تساقط القنابل، ولا يزال الناس يقعون ضحايا، وتكثفت المعاناة الشاملة إلى حد كبير.
وأشارت سامانثا باور إلى أن القرار الذي صوّت عليه مجلس الأمن اليوم بالإجماع يحدد للمرة الأولى بصورة خاصة المناطق التي يجب رفع الحصار عنها، ويطالب بنزع السلاح من المرافق الطبية، والمدارس، والمنشآت المدنية الأخرى، ويطالب بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود لتمكين وصول المساعدات إلى الناس المحتاجين من خلال طرق مباشرة، ويطالب بوقف استخدام البراميل المتفجرة، التي يبدو أنها صممت بالضبط لأغراض ترويع وتشويه، وقتل المدنيين.
وأضافت سامانثا باور أن لقد تكلّم مجلس الأمن، وحان الوقت الآن لاتخاذ إجراءات طال انتظارها. وبقدر ما كان من الصعب التوصل في نهاية المطاف إلى استصدار قرار من مجلس الأمن، كانت المصادقة على قرار اليوم الجزء السهل. أما الجزء الصعب والضروري بإلحاح فهو تطبيقه. ينبغي على العالم الآن الوقوف صفًا واحدًا من أجل تطبيق القرار بحيث لا يعود هناك المزيد من الوعود المنكوثة، ولا المزيد من التأخيرات، وعدم ربط التنازلات الثانوية بالهجمات الوحشية والوقحة على المدنيين.
وقالت : أعتقد أنه ينبغي علينا الرجوع إلى المبادئ الأولى: يجب أن تنتهي الحرب في سوريا. وهذا أمر حتمي. يجب أن يكون هناك حل سياسي، ولهذا السبب كانت التصرفات الغريبة للنظام السوري في جنيف مثيرة للقلق ومحبطة جدًا للكثير من الناس. وفي سياق الحرب التي لا تزال مستمرة، وذلك لأن النظام السوري غير مستعد للتفاوض بجدية، فإن هذا القرار مهم لسببين: أود أن ألفت نظركم لخصوصية هذا القرار. اشتهر مجلس الأمن ببياناته المعممة التي تطالب بالتقدم وما شابه ذلك. وهذا القرار ينص على مجموعة من الأحكام المحددة جدًا، الواجب تنفيذها، وسوف نعرف ما إذا كانت قد نفذت، أو لم تنفذ. تمّ تحديد خصوصية كل منطقة من المناطق المحاصرة، الطلب المحدد لعبور الحدود- لكي يسمح النظام السوري بالدخول عبر الحدود، والإشارة المحددة إلى البراميل المتفجرة- وأنتم تعرفون مجددًا، بأننا نشعر بالتشجيع لأن زملاءنا الروس انضموا إلينا للمطالبة بإنهاء استخدام الأسلحة العشوائية مثل البراميل المتفجرة- والإشارة إلى التجويع كسلاح حربي وكيف أن ذلك العمل غير قانوني بموجب القانون الدولي، وكيف أنه يتوجب على الأطراف، ولا سيما النظام، التوقف عن استخدام الغذاء والدواء كسلاح حربي. أعني أن هذه هي أحكام محددة جدًا. لذلك أعتقد أن القرار مهم، ولكن كما قلت أمام المجلس، وكما سأقول هنا اليوم، إن القرار هو مجرد كلمات، والأهم هو تنفيذه. وهذا ما بدأنا رصده في هذه اللحظة بالذات.
وقالت : إنني أركز الاهتمام، كما آمل من الجميع في المجلس أن يركزوا اهتمامهم على مصير الشعب السوري والمعاناة المؤسفة التي عرفها، وليس فقط خلال فترة هذه الحرب، ولكن بكثافة معينة منذ المرة الأخيرة التي تحدث فيها مجلس الأمن من خلال بيانه الرئاسي في تشرين الأول/أكتوبر.
وأشارت باور: إنها تلزم العودة إلى مجلس الأمن، ولكنها تلزم أيضًا اتخاذ المزيد من الخطوات، وكما تعلمون، فقد تمّ نقض قرارات سابقة لأن لغتها كانت أضعف من ذلك. ولذا فإننا نعتقد أن هذه اللغة تعتبر في الواقع رابطًا مهمًا، والتزامًا كبيرًا من جانب الأطراف في مجلس الأمن. يسرنا بشكل خاص أن زملاءنا في مجلس الأمن الذين لديهم نفوذ كبير على النظام، على النظام السوري الذي يمنع دخول المساعدات عبر الحدود الدولية، عند نقاط عبور معينة، قد وافقوا على ذلك المطلب بشأن الدخول عبر الحدود الدولية. ولذلك يجب أن نعرف أن التنفيذ- إنه لا يشبه شيئًا، كما لو أن الجنيات قد نزلن من السماء، وهبطت الملائكة، وفجأة، يحدث التطبيق. إن التطبيق يحدث لأن أولئك من بيننا الذين يملكون نفوذًا على الأطراف المتنازعة على الأرض استخدموا هذا النفوذ، وهكذا، مرة أخرى، لسنا ساذجين. كان سجل تعقب الالتزام بأي قرار صادر عن الأمم المتحدة حافلاً بعدم الالتزام، كما أشرت إلى ذلك، طوال ثلاث سنوات من النزاع، ولكن هذا القرار يذهب إلى أبعد مما تمكنا من الوصول إليه في السنوات الثلاثة، لقد رأيت أن كل عضو من أعضاء مجلس الأمن رفع يده دعمًا للشرط الذي يطالب بدخول المساعدات عبر الحدود الدولية. أعتقد، كما أشار إليه زميلي الاسترالي، أن تقديرات الأمم المتحدة هي أنه في حال تمكنت القوافل البرية من الانتقال عبر الحدود بطرق مباشرة أكثر، فإنه يمكن تسليم الغذاء إلى ما يزيد عن مليون إنسان من الذين لم يتم الوصول إليهم حتى هذا اليوم.
وقالت باور: إن كل ما استطيع قوله هو إننا لم نعترض على تلك التعديلات، وأود أن أشير إليك بأن ترجع إلى الزملاء الآخرين في المجلس للرد على هذا السؤال.