عندما رحل المدرب فيسنتي ديل بوسكي عن ريال مدريد في 2003 لم يكن رئيس النادي فلورنتينو بيريز في ذلك الوقت ليتخيل استمرار الفريق الاسباني في البحث عن لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لمدة تزيد على 10 سنوات. وخلال فترتين في رئاسة النادي مر على بيريز 7 مدربين منذ رحيل ديل بوسكي لكن مع الايطالي كارلو انشيلوتي ربما يجد ريال مدريد طريقه نحو الفوز باللقب الذي غاب عنه منذ تتويجه بدوري أبطال أوروبا للمرة الأخيرة في 2002.

وبدأ ريال مدريد الموسم بشكل مهتز تحت قيادة انشيلوتي الذي تولى المسؤولية خلفا للبرتغالي جوزيه مورينهو لكن المدرب الايطالي نجح تدريجيا في تحقيق الانسجام بين اللاعبين والاعتماد على دفاع صلب وهجوم فعال.

وجاء الفوز 6/1 على شالكه الأربعاء في ذهاب دور الستة عشر بدوري الأبطال لتظهر بشدة الفاعلية الهجومية لريال مدريد بعدما سجل غاريث بيل وكريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو هدفين لكل منهما وسط عرض مذهل في ألمانيا.

وقال أنشيلوتي الفائز بدوري الأبطال مع ميلان الايطالي مرتين كلاعب ومثلهما كمدرب في مؤتمر صحافي: «كانت المباراة المثالية»، وأضاف المدرب الايطالي البالغ من العمر 54 عاما «لعبنا مباراة جيدة للغاية وأحرزنا هدفين مبكرين ثم سارت الأمور لصالحنا جيدا»، وتابع «نجحنا في استغلال الهجمات المرتدة وسرعة مهاجمينا بأفضل شكل ممكن».

وبعدما أمضى فترة إيقاف لثلاث مباريات في الدوري الاسباني عاد البرتغالي رونالدو أفضل لاعب في العالم ليرفع رصيده إلى 11 هدفا في دوري الأبطال هذا الموسم.

ومع تألق رونالدو ومساندة بيل جناح ويلز وأغلى لاعب في العالم ووجود المهاجم الفرنسي بنزيمة سيكون من الصعب على أي فريق منع ريال مدريد من التسجيل.

وقال أنشيلوتي: «هز المهاجمون الثلاثة الشباك وساعدوا الفريق كثيرا ويتمتعون بخطورة بالغة في الهجوم. كريستيانو لا يجعلني أشعر بمفاجأة. كان على قدر المباراة بعد انتهاء عقوبته. استعد بشكل جيد للغاية لهذه المباراة ولعب جيدا جدا».

وأضاف «قدم بنزيمة أداء جيدا للغاية وليس فقط بسبب الأهداف لكن لمساعدته الفريق في الاستحواذ على الكرة والتمرير أيضا»، وتابع «ربما كانت هذه أفضل مباراة لبيل في الموسم بعدما أظهر ثقة أكبر وهاجم بشكل جيد للغاية في العمق».

وقال انشيلوتي مشيرا للقاء العودة أمام شالكه يوم 18 مارس/ آذار المقبل: «بالطبع نملك تفوقا كبير لكن لايزال يجب علينا خوض مباراة العودة»، وأضاف «يجب علينا إظهار الاحترام لشالكه وللجماهير وللمسابقة. سنلعب بأفضل طريقة ممكنة في لقاء العودة».

ورداً على سؤال خاص بمستوى كاسياس وموقفه من الفريق. قال: «كاسياس كان حاضراً بشكل جيد، وأنا في غاية السعادة لتواجد حارسين جيدين لدي في الفريق في الوقت نفسه».

وحول إنهاء لعنة الكرة الألمانية للفريق الملكي. قال: «لقد كانت أفضل طريقة ممكنة للتخلص منها للأبد».

وتحول الحديث عن الليغا. وتم سؤاله عن جولة الليغا المهمة القادمة أمام أتليتكو مدريد. وأمام ريال مدريد فترة قليلة من الراحة قبل مواجهة جاره أتلتيكو مدريد في لقاء قمة بالدوري الاسباني.

ويتصدر ريال مدريد الدوري المحلي متقدما بثلاث نقاط على برشلونة حامل اللقب وأتلتيكو، وجاء رده: «أولاً من الجيد عدم خسارة مجهود أي فرد من الفريق، نأمل أن نؤدي يوم الأحد القادم بالنسق نفسه».

في المقابل، رفع فريق شالكه الألماني الراية البيضاء واستسلم للأمر الواقع بعد الهزيمة الثقيلة، وقال مهاجم الفريق الألماني الدولي جوليان دراكسلر: «الفارق في المستوى كان واضحا. ما من مجال للحديث عن إمكانية العبور لدور الثمانية».

وقال قائد الفريق بينديكت هاويديس: «الهزيمة 6/1 تثير الجنون. بدأنا المباراة بشكل جيد ولكننا دفعنا ثمن كل خطأ ارتكبناه. والحقيقة أننا ارتكبنا أخطاء عدة»، واعترف اللاعب «لن نصل لدور الثمانية لأن ريال مدريد كان أفضل».