اعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) اليوم الثلثاء (11 مارس/ آذار 2014) انها لا تستبعد فرضية العمل الارهابي في قضية اختفاء الطائرة الماليزية المفقودة منذ السبت، في موقف مغاير لشرطة الانتربول.
وقال مدير الوكالة جون برينان انه "ورد عدد من اعلانات تبني المسؤولية" عن فقدان الطائرة "الا انه لم يتم تاكيدها او التحقق منها" بعد.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يستبعد اي عمل ارهابي، قال برينان "لا، لا استبعد ذلك".
وقبل ساعات استبعد رونالد نوبل رئيس الانتربول في ليون (وسط فرنسا) ان يكون اختفاء الطائرة التي كانت متوجهة من كولالمبور الى بكين، ناتجا عن عمل ارهابي. وقال "كلما حصلنا على معلومات كلما نتجه للاستنتاج انه ليس حادثا ارهابيا".
واثار اعلان وجود ايرانيين على متن الطائرة سافرا بجوازي سفر مسروقين تكهنات حول عمل ارهابي لكن رئيس الانتربول قال "ان هذا الامر يتعلق بمسالة اتجار بالبشر".
والايرانيان هما بوريا نور محمدي (18 سنة) وسيد محمد رضا ديلاوار (29 سنة) اللذان كانا يحاولان الهجرة الى اوروبا. وكان الاكبر سنا يريد التوجه الى السويد ليطلب اللجؤ بحسب الشرطة السويدية وكان يسافر بجواز سفر ايطالي مسروق باسم لويجي مرالدي.
وقال قائد الشرطة الماليزية الثلاثاء خالد ابو بكر بشأن الاصغر سنا "لا نعتقد انه ينتمي الى مجموعة ارهابية ونظن انه كان يحاول الهجرة الى المانيا".
وكان جوازا السفر الايطالي والنمساوي سرقا في 2013 و2012 في تايلاند حيث تأتي منظمات اجرامية للحصول على جوازات سفر مزورة.
وقالت الشرطة التايلاندية ان ايرانيا اخر يدعى "السيد علي" نظم عملية شراء بطاقتي السفر للرجلين بواسطة وكالة سفر في منتجع باتايا جنوب بانكوك.
وصرح قائد الشرطة في جنوب تايلاند الجنرال بانيا مامان لفرانس برس انه يشتبه بان يكون السيد علي ينتمي الى "شبكة اتجار بالبشر" ترسل ايضا مواطنين من الشرق الاوسط "للعمل في بلدان خصوصا في اوروبا" الوجهة النهائية للايرانيين بعد بكين.
وبعد اكثر من ثلاثة ايام على فقدان الطائرة كانت عشرات السفن والطائرات والمروحيات من تسع دول (خصوصا الصين والولايات المتحدة وفيتنام وماليزيا والفيليبين وسنغافورة) تشارك في عمليات البحث.
واعلنت الصين التي كان عدد رعاياها على متن الطائرة 153 عن اعادة توجيه عشرة اقمار اصطناعية للمساهمة في عمليات البحث. وهذه الاقمار الاصطناعية المتطورة جدا ستستخدم خصوصا للمساعدة على الملاحة ومراقبة الاحوال الجوية والاتصالات.
من جهته فتح القضاء الفرنسي تحقيقا اوليا بتهمة القتل غير العمد بسبب وجود اربعة فرنسيين على الطائرة.
والطائرة التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 370 اقلعت من كوالالمبور متوجهة الى بكين وعلى متنها 239 شخصا واختفت فجأة من على شاشات الرادار فجر السبت، فيما كانت بين الساحل الشرقي لماليزيا وجنوب فيتنام. وعمليات البحث التي لم تؤد الى نتيجة حتى الان، وسعت الاثنين نطاقها الى منطقة في محيط بحر الصين الجنوبي على مسافة ما بين 50 ميلا بحريا (حوالى 90 كلم) والف ميل حول الموقع الذي فقد فيه برج المراقبة الاتصال بالطائرة.
واعلنت فيتنام الثلاثاء توسيع عملياتها "الى الشرق والشمال الشرق" وطلبت مساعدة صيادي الاسماك في المنطقة.
كما ارسلت الولايات المتحدة مدمرتين تنقلان مروحيات وطائرة مراقبة. وارسل مكتب التحقيقات الفدرالي والهيئة الاميركية لسلامة النقل فنيين ومحققين انضم اليهم اخصائيون من بوينغ.
ولم يتم العثور على اي اثر للطائرة. واشارت فرق الانقاذ عدة مرات منذ السبت الى العثور في البحر على عناصر قد تكون من الطائرة وفقا لفرضية ان تكون هبطت فجاة او تحطمت اثناء الرحلة. وفي كل مرة تبطل التحقيقات هذا الامر. واظهرت التحاليل على رقعة وقود رصدت في البحر قرب نقطة محتملة لاختفاء طائرة البوينغ انها ليست من الطائرة. ولم تعثر سفينة فيتنامية ارسلت للتحقق من احتمال وجود طوف نجاة، الا على "غطاء عفن للكابلات"، على ما اعلن مساعد رئيس اركان الجيش الفيتنامي فو فو توان لفرانس برس.
وفي انتظار معرفة مصير الطائرة، وصلت عائلات الركاب الى كوالالمبور فيما تتراوح مشاعر اقرباء الركاب ما بين الامل والاستسلام. والثلاثاء رفضت الاسر الصينية "مساعدة مالية" بخمسة الاف دولار عن كل راكب اقترحتها عليها شركة الطيران الماليزية.
وقال اقرباء كاثرين وبوب لوتون الزوجين الاستراليين اللذين كانا على متن الطائرة "كل افراد العائلة يحاولون الحفاظ على التفاؤل وياملون في ان يكونا تمكنا من النجاة لكننا نستعد للاسوأ".
وفي الهند تخشى عائلة مكتيش موخارجي (42 عاما) تكرار القصة المأساوية بعدما قضى جده وهو وزير سابق في حادث تحطم طائرة في نيودلهي في 1973.
وقال عمه مانوج موخارجي لوكالة فرانس برس ان "العجائب تحصل في بعض الاحيان، نصلي من اجل ان يعود الينا".
وكانت طائرة البوينغ تقل 239 شخصا بينهم طفلان. والى جانب الركاب الصينيين ال153 هناك اربعة فرنسيين و38 ماليزيا وسبعة اندونسيين وستة استراليين وثلاثة اميركيين وكنديان لكن ايضا روسا واوكرانيين.
وفي حال تحطم الطائرة في البحر، فانها ستكون الكارثة الجوية الاسوأ لطائرة تجارية منذ 2001 عندما تحطمت طائرة ايرباص ايه300 تابعة لشركة اميركان ايرلاينز وخلفت 265 قتيلا في الولايات المتحدة.