أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم الخميس ندوة فكرية بعنوان "التفاعل الثقافي بين البحرين والكويت" للأديبين الكويتيين سليمان الشطي وعبدالعزيز السريع ومن تقديم الأكاديمي إبراهيم غلوم.
وحضر الندوة لفيف من الأدباء والشعراء وأهل الصحافة والإعلام والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين ودولة الكويت، وتعد هذه الندوة حلقة مهمة من حلقات تبادل التأثير الثقافي والتي ما فتك مركز عبدالرحمن كانو الثقافي على تأصيلها وتأكيدها واقعاً من خلال تعزيز دور الثقافة في مد جسور المحبة والإخاء بين الدول العربية قاطبة، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.
واستعرض الأديبان محطات هامة في تاريخ التجربة الثقافية في دولة الكويت بالمقارنة بالتجربة الثقافية في مملكة البحرين، حيث التشابه الكبير في المضمون والحقبة التاريخية التي أظهرت رواداً في كافة الحقول والميادين الثقافية، ففي مجال القصة القصيرة والرواية ، تشكل" منيرة" لكاتبها خالد الفرج محطة هامة في مسيرة الأدب الكويتي، وهي أول قصه كويتية نُشرت في العددين السادس والسابع من مجلة الكويت الصادرين في عام 1929، مؤكدين على الدور الكبير الذي لعبته الحياة الصحفية في دولة الكويت في حقبة الستينيات والسبعينيات في احتواء ونشر النتاج الفكري ليس فقط للمبدعين الكويتيين ، وإنما هنالك العشرات من المبدعين البحرينيين ممن احتوتهم صحافة الكويت كإبراهيم العريض، محمد جابر الأنصاري، علي سيار، خليفة حسن قاسم ، علي عبدالله خليفة، قاسم حداد ومحمد الماجد، حيث أعادت دولة الكويت طباعة دواوين الشاعر علي العريض، وطبعت سمفونية الحزن لمحمد الماجد ولعبت وسائل الإعلام الكويتية دوراً بارزاً في تعريف القارئ العربي بديوان "أنين الصواري" 1969 لمؤلفه علي عبدالله خليفة، كما عمدت دولة الكويت لإعادة تصوير مجلة "البحرين"، ولعبت المرأة الكويتية هي الأخرى دوراً ملموساً في إثراء الحركة الأدبية من خلال رزمة من الأعمال الضخمة التي كتبتها كرواية "وسمية تخرج من البحر" 1986 للروائية ليلى العثمان، وعدد من القصص لبثينة العيسى وغيرهن.
وفي مجال المسرح، يعتبر مسرح الخليج العربي في دولة الكويت رائداً في منطقة الخليج العربي حيث تأسس في الستينات، ومنه استقى مسرح "أوال" 1970 في مملكة البحرين نظامه الأساسي ، ومن المسرحيات الرائدة التي لاتزال لصيقة في ذاكرة المشاهد العربي مسرحيتي "ضاع الديك" و"بخور أم جاسم" لمسرح الخليج العربي في الكويت، ومسرحية "كرسي عتيج"و"البراحة" وسبع ليال" لمسرح أوال من البحرين.
وأشار الأديبان الى الروح التي كانت يتمتع بها الطلبة البحرينيون في السبعينيات من القرن المنصرم في إقامة حفلهم السنوي للتعريف بالأغاني والرقصات الشعبية ، وتغطية تلفزيون الكويت لذلك الحفل، حيث ترقب المشاهد الكويتي له بفارغ الصبر.
وأما في حقل " فن الصوت"، فإن الجهود البحرينية- الكويتية مستمرة في المحافظة على هذا الفن الأصيل ، الذي يعتبر من الفنون التراثية التي اشتهرت بها البحرين والكويت باعتبارهما قطبين هامين من أقطاب الثقافة والعلم والمعرفة في منطقة الخليج العربي.
ويعد الفنان محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في منطقة الخليج العربي ، وقد سجل إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية 26 اسطوانة، وغنى في فترة الثلاثينيات في إذاعة البحرين مع مجموعة من الفنانين كمحمد زويد وعبدالله فضاله، وللإبقاء على هذا الفن الأصيل من الإندثار أسست مملكة البحرين فرقة محمد بن فارس البحرينية، تجوب من خلالها أرجاء العالم العربي والغربي للتعريف بهذا الفن الأصيل.
إلى ذلك أكد الأديبان على العلاقات المتميزة التي تربط الكويت بالبحرين، فالبنسبة للعائلتين الحاكمتين فهما من نسل نسبي واحد وأصالة وقرابة واحدة، كما أن العوائل في الكويت متلاحمه مع عوائل البحرين، والمجتمع الكويتي قريب الشبه بطبيعة وتركيبة المجتمع البحريني من حيث الجذور الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات وتعكس العلاقات بين البلدين عمق الترابط والدعم والمساندة من كل طرف لقضايا الآخر، حيث كانت الكويت ولا تزال حاضنه للعديد من المواهب والطاقات الإبداعية البحرينية.
ولفت عبدالعزيز السريع إلى أن الحراك الثقافي في دولة الكويت حراك ضخم جداً ويصعب إدراكه، وهناك وفرة في الإنتاج متمثلة في المهرجات الثقافية كمهرجان السينما، مهرجان الموسيقى، مهرجان الطفل ومهرجان الميلودراما، مشيراً إلى ما يتمتع به المسرح الكويتي الآن من تقنية حديثة وأجهزة متطورة، فضلاً عما تتمتع به الكويت من ملتقيات وصالونات أدبية رائدة كرابطة الأدباء الكويتيين "1964" والتي استعانت أسرة الأدباء والكتاب في البحرين 1969 بنظامها الأساسي.