ترددت كثيرا وأنا أكتب مقدمة لهذا اللقاء الذي جمعنا بمدرب المنتخب الأول لكرة القدم السيد أنتوني هيدسون في العاصمة العمانية (مسقط)... فهل أبدؤه بالمعسكر التدريبي الذي يتطلع إقامته في اسبانيا استعدادا لدورة كأس الخليج المقبلة في جدة، أم عن خططه وتطلعاته مع الكرة البحرينية وسياسته في اختيار اللاعبين... وهل هناك سبب حقيقي وراء عدم اختياره المدافع محمد سيدعدنان، وما الأمر الذي يزعجه من أنديتنا مع اللاعبين الصاعدين الذين لا يحصلون على فرصة اللعب في الدوري المحلي.
فضلت أن أبدأ اللقاء بإلقاء الضوء على سياسته المستقبلية في تدريب المنتخب والتي تحدث فيها قائلا: «حينما استلمت زمام تدريب المنتخب الأول في تصفيات كأس آسيا، كان همي الأول أن أكمل المشوار بنجاح وأن يتأهل المنتخب للنهائيات التي ستقام في استراليا، لذلك فضلت عدم المجازفة بإجراء أي تغييرات كبيرة على عناصر الفريق، والاكتفاء بوضع بصمتي عليه داخل الملعب، كما أن هناك نقطة جدا مهمة بالنسبة لي، وهي أنني لم أكن قد وقعت عقدي مع اتحاد الكرة بعد، لذلك اكتفيت بترميم الفريق، وهو ما أعتقد بأنني نجحت فيه تدريجيا، لان أداء المنتخب أمام اليمن كان ضعيفا وتحسن أمام ماليزيا وكان الأفضل أمام قطر. لذلك بعد كل مرحلة كنت أقيم عطاء كل لاعب في الملعب وأبحث عن نقاط القوة والضعف في الفريق. لذلك كان من الصعب تغير تشكيلة الفريق أو الاعتماد على لاعبي فريق المنتخب الاولمبي خوفا من تلقى هزيمة كبيرة يكون هو سببها هذا التغير... ولكنني بت مؤمنا الآن بأن المرحلة المقلبة بحاجة إلى تغيير عناصر المنتخب والاعتماد بصورة جدية على اكبر عدد من المواهب الصاعدة، وخصوصا أنه يعلم جيدا بأن بعض اللاعبين الكبار قد وصلوا إلى مرحلة قد لا يستطيعون فيها العطاء داخل الملعب بصورة اكبر او بما يتماشى مع خططي وأفكاري داخل الملعب».
ثم سألناه عن تجربته السابقة وهل هو مرتاح في البحرين وتدريب المنتخب الأول فقال: «إنني سعيد جدا في البحرين لأنني أجد كل تعاون من قبل مجلس إدارة الاتحاد. واعتبر بأن تكليفي بتدريب منتخب البحرين فرصة العمر بالنسبة لي لأنني سأتمسك بها من اجل وضع اسمي بين أسماء المدربين الكبار. كما أنني اعمل بجد واجتهاد على أن أضع بصمتي الفنية على أداء المنتخب وأن أحقق معه أفضل النتائج التي تسعد الجمهور البحريني».
وأضاف «من أجل تحقيق ذلك فأنا أعكف حاليا على وضع خططي وبرامجي التي انوي تنفيذها المرحلة المقبلة. فأجلس كل يوم قرابة الأربع ساعات أمام الحاسوب لأحلل اللاعبين وإمكاناتهم الفنية والبدنية. وأعول على المعسكر التدريبي المقبل الذي سيقام في اسبانيا تنفيذ خططي وأفكاري من خلال جرعات التدريب المكثفة والمباريات التجريبية. كما أنني اعلم جيدا بأنه ليس من السهل التكهن بنتائج المنتخب في مشاركاته الخارجية لان دورة كأس الخليج في جدة وكأس آسيا في استراليا لها حساباتها الصعبة ولكني سأعمل جادا من اجل تحقيق أفضل النتائج».
وردا على سؤالنا نحو اختيار لاعبي المنتخب في المرحلة المقبلة أجاب: «أحرص حاليا على مشاهدة غالبية مباريات الدوري وأراقب أداء اللاعبين. ولكنني – للأسف – ما يزعجني هي عدم إتاحة فرق الأندية الفرصة للاعبي المنتخب الأولمبي الفرصة للمشاركة مع فرقهم في مباريات الدوري وبقائهم على دكة الاحتياط... كما أنني أتمنى أن أشاهد اليوم الذي تلعب فيه فرق الأندية بمدارس تدريبية متقاربة لأنه من الصعب توحيد المدارس حاليا، ولكن ما أتمناه هو تقاربها لان هذا يصب في صالح المنتخب».
وكانت فرصة لأسأله عن سبب عدم اختياره لمدافع المنتخب السابق سيدمحمد عدنان خلال التجربة الماضية، وهل هناك من يمنعه عن ذلك؟ أجاب باهتمام: «حينما بدأت أتولى مهام تدريب المنتخب في التصفيات الأخيرة لكأس آسيا كان اللاعب مصابا ولم أراقبه بصورة جيدة. ولكن الان بعد تعاقده مع الحد أصبح تحت مرمى الأنظار وشاهدته يلعب في المباراتين الأخيرتين. وهنا لا بد أن أؤكد بأنه لا يوجد شخص في الاتحاد يتدخل في أمور عملي، ومستوى اللاعب هو الذي سيفرض ذلك. كما أنني أشيد بمواقف مجلس إدارة اتحاد الكرة لأنه يدعمني ولا يتدخل في عملي ولا يفرض علي اسم لاعب من لاعبي الأندية، لأنني ارفض هذا التدخل. ولو حدث هذا التدخل سأستقيل من تدريب المنتخب».
وأضاف «أنا أتابع أيضا اللاعبين المحترفين خارج البحرين وأشيد بالمستوى الحالي الذي يلعب به اللاعب محمد حسين مع فريق النصر السعودي»، وقال إن سبب تألقه وجود نخبة من اللاعبين المتميزين حوله والذين يساعدونه على الظهور بنفس هدا المستوى.
وتابع «أنا مدرك تماما بأن الجميع يتطلع أن نفوز بدورة كأس الخليج المقبلة أو نحقق نتائج متقدمة في كأس آسيا وهي أمنية بالنسبة لي ولكني أتطلع إلى خلق منتخب متجانس قوي قادر على أن يحقق نتائج متقدمة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم المقبلة».
ثم دار بيننا حديث ثان قلت له فيه: إنك صغير السن. فهل لديك الخبرة الكافية لتكون قادرا على تدريب المنتخب الأول.
أجاب بثقة: «أنا الآن عمري 33 عاما كلها عشتها في لعبة كرة القدم. فلا تنس أنني ابن اللاعب الانجليزي الدولي الان هيدسون الذي لعب لفريق الارسنال وتشلسي الانجليزيان، فمنذ فتحت عيني وجدت الجميع يعشق كرة القدم ويتناولها على أنها مهنة وهو الأمر الذي شجعني على الاحتراف فيها، وهو ما دفعني أن أكون مدربا ناجحا منذ أن كان عمري 12 عاما. وقد كبرت أحلامي معي وأصبحت اليوم حقيقة، لذلك عملت بجد وإخلاص مع المدربين السابقين. ومنذ أن أعطاني اتحاد الكرة الفرصة تمسكت بها لأنها تحقق ما أتمناه وعملت من اجله سنين طويلة، كما أنني أتمنى أن أوفق عمليا في الملعب مع المنتخب وتحقيق أفضل النتائج. وكلاهما لا يتحققان إلا بالعمل الجاد المخلص من كلا الطرفين».
واختتمنا حديثنا مع تجربته مع كرة القدم البحرينية وقال: «بدايتي الناجحة في تدريب المنتخب الأولمبي والذي بدأت معه المهمة في شهر مارس/ آذار 2012 وتحقيق المنتخب المركز الثاني في بطولة الخليج الرابعة للمنتخبات الأولمبية ثم تحقيق لقب البطولة بالحصول على المركز الأول في البطولة التي أقيمت في البحرين صيف العام الماضي، هو ما دفعنا للاستمرار بقوة في تدريب المنتخبات البحرينية. فاللعبة تملك مواهب واعدة ولكنها ما زالت بحاجة إلى المزيد من الصقل والإعداد الفني من خلال زيادة حصص التدريب والمشاركة في البطولات الكروية المختلفة. ولكن أحب أن أقول للجميع إن النتائج لا تتحقق بين يوم وآخر».
العدد 4209 - الأحد 16 مارس 2014م الموافق 15 جمادى الأولى 1435هـ
بالتوفيق لهيدسون والمنتخب
حبيته هالمدرب وان شاء الله يوم من الأيام بتلاقى معاه كلاعب وبعجبه خخ أبي اشوف هالمدرب مو بس يدرب المنتخب أبي اتابعه بدوريات أوروبية ^_^