اتفاقيات إيفيان هي مفاوضات تمت بين الجزائر وفرنسا بين عامي 1960 و1962.
حددت جبهة التحرير الوطني أهدافها، ومعالمها، ووسائلها بوضوح من دون استبعاد خيار السلم، حيث أصدرت بياناً في أول نوفمبر/ تشرين الثاني 1954.
كان أسلوب ومنهج جبهة التحرير الوطني واضحاً من حيث الموازنة بين العمل العسكري في الداخل والنشاط السياسي والدبلوماسي، فلم تكد تمر ستة أشهر من عمر الثورة حتى دوى صيتها في الكثير من المنابر والمحافل الدولية بما أتاح تدويل القضية الجزائرية من خلال تمثيلها بوفد في جلسات أشغال مؤتمر باندونغ، وفي المقابل لم تغفل عن إيجاد الإطار الملائم لفتح باب التفاوض التزاماً بما تضمنه بيان 1 نوفمبر 1954. في هذا الإطار الذي رسمه البيان، حرصت جبهة التحرير الوطني على إبقاء باب الاتصالات مفتوحاً وممكناً واستجابت لجميعها بما في ذلك الاتصالات السرية، على رغم سوء نية الطرف الفرنسي، الذي وجد فيها مجالاً لجس النبض، والتنقيب عن مكامن الضعف وإيجاد أساليب لضرب الثورة في الداخل والخارج.
على أن سلسلة الاتصالات تواصلت وتكررت في فترات متقطعة ما بين عامي 1956 و1959 دون أن تحقق نجاحاً يُذكر، ومَردُّ ذلك عدم جدية الطرف الفرنسي، الذي كان يفضل إدراج الاتصالات ضمن استراتيجية الحلّ الأمني العسكري.
وفي ظل الظروف الآنفة الذكر، ازداد الوضع السياسي والاقتصادي في فرنسا تأزماً بحيث لم يبقَ لديغول من مجال لقلب الهزيمة العسكرية إلى انتصار سياسي سوى الدعوة للشروع في مفاوضات مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وقد دعا بشكل رسمي وعلني عبر الخطاب الذي ألقاه يوم 14 يونيو/ حزيران 1960 إلى الجلوس حول طاولة التفاوض.
العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ