سقطت صواريخ على بلدة ذات أغلبية شيعية قرب حدود لبنان بينما تسعى السلطات اللبنانية إلى احتواء أعمال العنف الطائفية التي يؤججها هجوم للجيش السوري قبالة الحدود.
وكان سقوط الصواريخ على بلدة اللبوة أحدث هجوم على هدف شيعي داخل لبنان بعد استعادة قوات الجيش السوري ومقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية السيطرة على بلدة يبرود الحدودية السورية من مقاتلي المعارضة السنة يوم الأحد (17 مارس آذار).
وأدت هزيمة مقاتلي المعارضة السورية في يبرود إلى تدفق اللاجئين والمقاتلين عبر الحدود إلى بلدة عرسال في سهل البقاع اللبناني وبعد ساعات من ذلك استهدف تفجير انتحاري بسيارة ملغومة معقلا محليا لجماعة حزب الله الشيعية.
وتُدفع المنطقة الحدودية دفعا باطراد إلى لهيب الصراع الدائر منذ ما يزيد على ثلاث سنوات في سوريا حيث تستهدف القوات السورية وسلاحها الجوي قواعد المعارضة المسلحة على الحدود ويُطلق مسلحون يُعتقد أنهم من مقاتلي المعارضة السورية صواريخ على البلدات الشيعية في لبنان لمعاقبة حزب الله على دعمه للرئيس السوري بشار الأسد.
لكن هزيمة قوات المعارضة في يبرود قد تؤدي إلى تفاقم التوتر الطائفي في مختلف أنحاء لبنان كما قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سهل البقاع في وضع مضطرب بالفعل.
والتقى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام قائد الجيش العماد جان قهوجي يوم الإثنين (17 مارس آذار) وجاء في بيان من مكتبه أنه طلب من قيادة الجيش "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضبط الأوضاع في المناطق البقاعية الحدودية".
وعندما سقطت الصواريخ على بلدة اللبوة ذات الأغلبية الشيعية التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات عن بلدة عرسال السنية اتخذ مسلحون مواقع في الشوارع ووجهوا بنادقهم شرقا باتجاه الحدود الجبلية مع سوريا. وقفز آخرون إلى سياراتهم وانطلقوا بها في حين دَوَت أبواق مركبات الطواريء.
وقال الجيش في بيان إن أربعة صواريخ في المجمل سقطت على المنطقة مما أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح.
ورغم كل ذلك التوتر استبعد سكان المنطقة الحدودية في لبنان يوم الإثنين أن يؤدي الصراع في سوريا إلى حرب أهلية جديدة في لبنان.
وقال أكرم شمص الذي يملك متجرا للبيع بالتجزئة في اللبوة "هلأ الوضع ياللي صاير بعد معركة يبرود أكيد المسلحين ياللي ما عاد عندهم ملاذ يطلعوا منه من المنطقة ياللي هم فيها بدهم ييجوا على عرسال أقرب شي لهم.. على الحدود بين لبنان وسوريا. ونحن متوقعين بعد تفجيرات متوقعين إرهاب أكثر وإن شاء الله نظل نحب بعضنا نحن كلبنانيين."
وأضاف "لو بده يصير حرب أهلية بعد معركة القصير كانت صارت الحرب الأهلية. نحن ما متوقعين يصير حرب أهلية بين اللبنانيين."
وكان شمص يشير إلى بلدة أخرى قرب لبنان كانت قوات المعارضة السورية تسيطر عليها قبل أن تستعيد القوات الحكومية السورية ومقاتلو حزب الله السيطرة عليها مجددا العام الماضي.
وفي سهل البقاع فجر الجيش يوم الإثنين سيارة ملغومة على بعد خمسة كيلومترات تقريبا شمالي موقع تفجير الأحد الانتحاري. وشوهدت بقايا السيارة المحترقة في بستان لأشجار اللوز على سفح تل على مشارف بلدة الفاكهة الصغيرة.
وكانت مركبات الجيش المزودة برشاشات ثقيلة تتحرك على قمة التل والجنود اللبنانيون بملابس الميدان يجوبون الحقول والبلدة ويتخذون مواقع على جوانب الطرق بحثا عن الرجال الذين كانوا في السيارة.
ومنع المرور من اللبوة إلى عرسال ربما لمنع المقاتلين السوريين السنة الذين يحتمل أن يكونوا قد دخلوا عرسال من الاشتباك في مواجهات مع سكان اللبوة الشيعة.
وقال رامز أمهز رئيس بلدية اللبوة "ردود الفعل الأولية هي بعد يبرود وقصة يبرود وتنظيف القلمون لأنه بتعرف الجيش السوري بسط سيطرته وعم ينظف فلول هلأ.. هيدي بده يظل فيه إله تبعيات على المنطقة. إن شاء الله نظل نستوعب ها الأمر وأجسادنا ياللي عم تتقتل تتفجر نظل مستوعبين ونبعد الفتنه ونمتص القصة لأنه بدنا ندفع انتصار ياللي صار بيبرود."
وقال علي المجيري رئيس بلدية عرسال لرويترز إن ما يربو على 400 أسرة وصلت إلى البلدة خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة.
كما ذكر أن زهاء 100 جريح ورد أنهم عولجوا في مستشفى ميداني في عرسال لم يكن من بينهم سوى بضعة مقاتلين لكن يُحتمل أن مقاتلين آخرين لجأوا إلى المنطقة الحدودية الوعرة المحيطة بالبلدة.