يعتبر شمع الأذن أحد المواد التي يفرزها الجسم، والتي لا يفضل ذكرها عادة في مجالس المهذبين، إذ يعتبره الكثيرون أمراً شديد الخصوصية.
وكان شمع الأذن في الماضي يستخدم كمرطب للشفاه أو مرهم للجروح القطعية، إلا أنه يمكن الاستفادة منه فيما هو أكثر من ذلك.
وذكر موقع «بي بي سي الإلكتروني»، أن دراسة حديثة أظهرت أن شمع الأذن يمكن الاستفادة منه كمؤشر لتراكم المواد الملوثة في الجسم، وفي تشخيص بعض الأمراض.
وهناك خمسة أسرار ربما لا نعرفها عن شمع الأذن، حيث قال البروفيسور في مستشفى الأنف والأذن والحنجرة الملكي الوطني في لندن شاكيل سعيد، إنه «يمكنك وضع نقطة من الحبر بطبلة الأذن، ومشاهدتها وهي تتحرك خلال أسابيع قليلة بفعل حركة الخلايا».
وإذا لم يحدث ذلك، فإن قناة الأذن سرعان ما ستمتلئ بالخلايا الميتة الناشئة عن عملية تغير الجلد الطبيعية.
وتدفع هذه الحركة أيضاً الشمع، الذي تنتجه غدد عرقية محورة في باطن قناة الأذن، نحو الخارج. ويرى البعض أن الحركات الطبيعية للفك خلال عمليتي الأكل والكلام، تساهم في هذه الحركة.
وأشار سعيد إلى أن شمع الأذن يأخذ لوناً داكناً مع تقدمنا في العمر، فيما يجد أصحاب شعر الأذن الكثيف مع تقدم العمر صعوبةً في خروج الشمع عبر هذا الشعر الكثيف.
مضاد للميكروبات
يحتوي شمع الأذن على زيوت شمعية تتكون من الكيراتينيات، خلايا الجلد الميتة داخل الأذن بالإضافة إلى الصملاخ (المركب المكون لشمع الأذن)، الذي يمكن أن نطلق عليه أنه مزيج من مواد مختلفة تفرزه الأذن.
وينتج ما يتراوح ما بين ألف وألفين غدة داخل الأذن مضادات للميكروبات في حين تضيف الغدد الدهنية القريبة من غدد الشعر الكحوليات، ومادة زيتية تعرف باسم السكوالين، والكوليسترول، والدهون الثلاثية إلى ذلك المركب.
ولا يختلف إنتاج شمع الأذن لدى الرجال عنه لدى النساء أو لدى الشباب عنه لدى المسنين، ولكن دراسة ذكرت أن مكون الدهون الثلاثية تختلف كميته في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى يوليو/ تموز عن باقي السنة.
ويحتوي مركب شمع الأذن أيضاً على الليزوزيم، وهو إنزيم مضاد للبكتيريا لديه القدرة على تحطيم الجدار البكتيري، في حين يرى فريق آخر من الباحثين أن شمع الأذن وسيط مثالي لنمو البكتيريا.
الأصول العرقية تحدث فرقاً
تفرز آذان الآسيويين وغير الآسيويين أنواعاً مختلفة من شمع الأذن وفقاً للباحثين بمعهد مونيل في فلادلفيا. ويحتوي الكرموسوم 16 على الجينات المسئولة عن إنتاج شمع الأذن بأنواعه (الجاف والرطب)، والشمع الرطب هو النوع السائد والأكثر انتشاراً من شمع الأذن.
وهناك تغيير بسيط في جين أيه بي سي سي 11 هو المسئول عن إنتاج شمع الأذن الجاف والتقليل من رائحة الإبط لدى الصينيين واليابانيين والكوريين.
وتضمنت الدراسة الأميركية عملية قياس 12 من المركبات العضوية المتذبذبة التي يحتوي عليها شمع الأذن استناداً إلى عينات من رجال من شرق آسيا ورجال بيض.
وكشفت عملية القياس أن 11 من إجمالي 12 مادة عضوية يحتوي عليها شمع الأذن بنسب غير ثابتة تحتوي على كميات أكبر من مركبات الرائحة.
وقالت الباحثة بمعهد مونيل كيت بريغ، إن «تحليل رائحة شمع الأذن هو الخطوة الأولى نحو اكتشاف إمكانية استخدام تلك الرائحة في تتبع الأمراض».
العدد 4213 - الخميس 20 مارس 2014م الموافق 19 جمادى الأولى 1435هـ