العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ

برنامج هزلي يستهزئ بالأزمة السياسية في تايلاند

يتكلم رجلان يضعان نظارات سوداء كبيرة بسرعة فائقة، مستهزئين بالجهات المنخرطة في الأزمة السياسية في بانكوك في إطار برنامج هزلي يحمل اسم "المعلومات السطحية المعمقة" يخرج عن التقاليد السائدة في القطاع المرئي والمسموع في تايلاند.

ويسأل وينيو وونغسوراوات بكل جدية "كم مرة ينبغي أن أقدم لك التعازي؟"، في إشارة إلى الحصيلة المتزايدة لقتلى الاحتجاجات المطالبة بالإطاحة برئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا.

ويضيف ناتابونغ تييندي "متى ستتوقفون عن التنازع؟".

ويبث برنامج "جوو كوو توين" (المعلومات السطحية المعمقة) على الانترنت. ويعود الفضل في نجاحه إلى الأزمة السياسية التي بدأت قبل أربعة أشهر. وتستقطب حلقته الشهرية أكثر من 200 ألف مستخدم انترنت.

وصرح المعلق السياسي فيرابات باريياونغ أن "البرنامج ممتاز بالفعل. وقد شاهدنا برامج هزلية في السابق، لكنها لم تكن غنية المضمون. وجوو كوو توين هو من مستوى آخر"، من دون أن يكن الضغينة للمقدمين الفكاهيين اللذين استهزآ في حلقتهما الأخيرة بوتيرة تكلمه السريعة.

وأكد لوكالة فرانس برس أن "هذه المسألة بالغة الأهمية، إذ أنها تسمح للتايلانديين بالحفاظ على صحتهم الذهنية".

وقد تبدو هذه المسألة سخيفة في الغرب حيث تتعدد البرامج الهزلية، من "دايلي شو" مع جون ستيورت في الولايات المتحدة إلى "لو بوتي جورنال" في فرنسا مرورا ب "علي جي" في بريطانيا. لكنها بعيدة كل بعد عن التلفزيون التايلاندي الذي يعرض بعض البرامج السياسية لكن من دون أي طابع فكاهي.

كما أن هذه الأزمة تلقى تغطية حزبية مسيسة في القنوات الخاصة التي هي مملوكة من مقربين من الجهات المتنازعة.

وصرح وينيو وونغسوراوات البالغ من العمر 28 عاما "نعد جد مختلفين بالمقارنة مع البرامج التلفزيونية الأخرى".

وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج المتوفرة على "يوتيوب"، يلقب رئيس اللجنة الانتخابية الذي يشتبه في أنه يسعى إلى إفشال العملية الانتخابية بناء على طلب المحتجين ب "ذلك الذي يعجز عن التصويت".

وتظهر صور لرئيسة الوزراء وهي تؤكد شاحبة الوجه أن الفساد غير مستشر في برنامج دعم مزارعي الأرز.

ويتساءل وينيو وونغسوراوات "هل إن شبح تاكسين يسكنها من دبي؟" في تلميح إلى شقيقها تاكسين شيناوترا رئيس الوزراء السابق الذي أطاح به انقلاب فلجأ إلى دبي للتهرب من الملاحقات التي تطاله. وتتهمه المعارضة بالتحكم بزمام البلاد من خلال شقيقته ينغلوك.

وقال وينيو ابن أميركية وأستاذ تايلاندي يحاضر في العلوم السياسية "إذا قرأتم الصحف أو تتبعتم الأخبار على تويتر أو التلفزيون، تبدو لكم الأمور جميعها جدية. لكن الأمور كلها ضبابية في الواقع ونحن نريد تبديد هذا الضباب".

وأشادت "صحيفة "بانكوك بوست" الصادرة بالإنكليزية بهذا البرنامج الهزلي مذكرة "بأننا جميعنا نغرق في محيط الجنون السياسي الحالي".

ويجاهر معدو هذا البرنامج الذي يبث على الانترنت باستقلاليتهم. وقد قدم وينيو مقابلة عاري الصدر، للاستهزاء بمؤيدي الحكومة المعروفين بذوي "القمصان الحمراء" ومعارضي تاكسين الملقبين بذوي "القمصان الصفراء".

وما من انعكاسات سلبية حتى الآن لهذا البرنامج، لكن هذا الأخير لم يتطرق لمسـألة العائلة الملكية االتي تعد من المحرمات والمحمية بموجب قانون مشدد خاص باللمس بالذات الملكية باتت تايلاند بسببه في المرتبة 130 من أصل 180 في قائمة حرية الصحافة التي تعدها منظمة مراسلون بلا حدود.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً