دعا عضو مجلس الشورى احمد ابراهيم بهزاد إلى إقامة الاتحاد الخليجي حتى وان لم تجتمع دول المجلس الستة على الانضمام له، مؤكداً أن الاتحاد إذا تم تنفيذه بين ثلاث دول في مرحلته الأولى ستكتشف الدول الأخرى المترددة حيال الانضمام عبر نتائج ذلك الاتحاد وتطبيقه على ارض الواقع، بان الاتحاد خطوة حضارية واستراتيجية ضرورية وهامة سترفع من شأن الجميع.

وحذر احمد بهزاد من مغبة إفشال مشروع الاتحاد أو تشويهه عبر إشاعة تنظيرات تقف خلفها القوى الطامعة في الإقليم وفي العالم.

وقال بهزاد إن تحديات المرحلة وارهاصات المستقبل توجب على جميع دول مجلس التعاون الاستجابة السريعة لدعوة ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالبدء في الإجراءات العملية لإقامة الاتحاد فيما بينها، مضيفاً "تلك قضية استراتيجية أصبحت ضرورة تستحق قمة استثنائية للبت فيها، باعتبار ان هذه المبادرة الحكيمة ستكون بمثابة الحل الذي تأكد نجوعه وذلك لما نراه من نجاح حققته الامم المتقدمة لحماية كياناتها وامنها واقتصادياتها عبر الانضواء تحت مظلة موحدة تجمع الدول الواقعة في اقليم واحد والتي تشترك معها في المصير والهدف، والاتحاد الاوروبي اصدق دليل".

وأكد احمد بهزاد أن كل يوم يمر دون اتخاذ خطوة في اتجاه تحقيق دعوة خادم الحرمين للاتحاد إنما هو تضيع حقيقي للوقت ومساهمة صريحة في تعريض المنطقة لمزيد من الخسائر الاستراتيجية على مختلف الأصعدة، ناهيك عن ان أطماع بعض القوى إقليميا وعالميا تزداد بسبب التشرذم الذي يقف سببا رئيسيا لكل ما طال المنطقة من اهتزاز للأمن وترك الفراغات صريحة بين الأشقاء ما سمح لتغلغل القوى الخارجية وتمركزها في المساحات التي تتسبب في مختلف الخلافات القائمة والتي ستثار مستقبلا.

ودعا عضو مجلس الشورى الحكومات الخليجية لتجفيف منابع روافد خلافاتها عبر نبذ الفرقة والتفكير عميقا في التخطيط الاستراتيجي للمنطقة والذي لن تتمكن منه دول مجلس التعاون بدون الذهاب وبأقصى سرعة للاتحاد خصوصا وان شعوب المنطقة بدون استثناء تعقد آمالها على قياداتها لتحقيق طموحاتها في إقامة الاتحاد الذي سيحقق الرفاهية لها ويؤمن لها كرامتها وعزتها بين الشعوب في العالم.

وقال بهزاد إننا كشعوب خليجية ننتظر من القيادات وضع مشروع الاتحاد على قمة سلم أولوياتهم، ولا ضير ان تم الدعوة من جديد إلى قمة استثنائية للبت في مشروع الاتحاد، مضيفاً "كما أسلفت بان الوقت يسير ليس في صالح دول المجلس ولا في صالح شعوبها التي تشهد استهدافا للمنطقة وثرواتها عبر تعكير أمنها وهز مكانتها الاقتصادية بهدف تركيعها لأجندات لا تخدمهم او تخدم أوطانهم".

وقال عضو مجلس الشورى بان على الجميع النظر لما مرت به المنطقة باعتباره الدرس الناجز الذي يجب التعلم منه فالخطر محدق ومجابهة هذه المخاطر بصورة منفردة مسألة مستحيلة لا تقوى عليها كبريات الدول فما شأن دولنا الصغيرة في شرذمتها وكبيرة وعملاقة في اتحادها، الاتحاد اليوم أصبح ضرورة لا يمكن تفاديها خصوصا وان كافة الظروف متحققة سواء من الناحية الشعبية او من الناحية الإدارية في الدول التي تشترك في كيان صامد يناهز عمره الـ 30 عاما وهو مجلس التعاون الخليجي، لكن الخوف مع تأخير المشروع حدوث تحولات وشروخ بفعل القوى الطامعة تحول دون إقامة الاتحاد في المستقبل فتضيع أحلام الشعوب الخليجية في إقامة الاتحاد الذي ينظرون له كتتويج لتطورهم كوجود إنساني وحضاري في العالم.