كشف سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البحرين لي تشن عن إفتتاح معهد كونفوشيوس Confucius لتدريس اللغة الصينية في جامعة البحرين وذلك في منتصف ابريل / نيسان 2014 ، وهو معهد باسم فيلسوف صيني كبير في تاريخ الصين، معتبراً ذلك "إنجازاً جديداً في مجال ودعم وتعزيز التعاون في الحقل التعليمي".
وأكد السفير عمق ومتانة العلاقات البحرينية الصينية ووصفها بانها "علاقات عريقة تعود إلى آلاف السنين"، مشيراً إلى إن البحرين والصين ستحتفلان في الـ (15من شهر أبريل الجاري) بمرور ربع قرن على العلاقات الثنائية القائمة بينهما.
وفي حديث خاص لوكالة أنباء البحرين "بنا " قال السفير:"إن هذه العلاقات تطورت في الخمسينات في ميدان التجارة لتقام العلاقة الرسمية في (15أبريل/ نيسان1989) بالتوقيع على بيان إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين".
واشاد السفير الصيني بالزيارة التاريخية الناجحة التي قام بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى جمهورية الصين الشعبية في شهر(سبتمبر / أيلول 2013)، مؤكداً أن جلالته وضع أسساً جديدة أعطت دفعة قوية وأسهمت في دعم تعزيز العلاقات الثنائية البحرينية الصينية.
كما أشاد بالزيارة الهامة التي قام بها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للصين في عام 2002، وهي أول زيارة لسموه ، وقال:"أن سموه وضع أساساً قوياً لعلاقات البلدين الصديقين"، لافتاً إلى إن هذه العلاقات شهدت تطوراً سلساً في كافة المجالات بفصل حرص قيادتي البلدين على تطويرها وتنميتها.
وأكد السفير الصيني لدى البحرين في هذا السياق أن الفترة الحالية تعتبر أحسن وافضل الفترات من تاريخ وحاضر العلاقات البحرينية الصينية والتي تتميز بالقوة سياسياً وتبادل الدعم والحفاظ على مصالح وأمن الدولتين من كلا الجانبين كما تتميز أيضا بثقة سياسية متبادلة وتعاون في مختلف المحافل الدولية.
وتحدث السفير لي تشن عن التعاون الثنائي البحريني الصيني قائلاً :"إن مجالي الثقافة والتربية من المجالات المهمة في العلاقات بين البلدين، كما أن هناك اتفاقيات وقعت بين الجانبين في مجال تعزيز التعاون الثقافي، إلى جانب الزيارات المتبادلة وإقامة الفعاليات الثقافية في كلا البلدين"، مشيراً في هذا الصدد إلى مشاركة مملكة البحرين في المهرجانات الفنية العربية التي أقيمت في الصين، وإلى مشاركة فرق فنية صينية باستمرار في السنوات الأخيرة في الفعاليات الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة في مملكة البحرين مثل مهرجان ربيع الثقافة التي تقيمه الوزارة سنويا.
أما في المجال التربوي، ذكر السفير لي تشن أن الصين تقدم عشر منح دراسية كل سنة للطلبة البحرينيين للدراسة في الصين، إلى جانب ذلك، فان هناك حوالي 500 طالب بحريني يدرسون الآن في الجامعات الصينية على نفقتهم الخاصة في كليات الطب والهندسة والادارة وتخصصات مختلفة.
وأضاف أن التعاون التربوي بين البلدين يتطور بشكل سريع لأن هناك إهتماماً أكبر من قبل الطرفين في هذا المجال كما إن هناك طلباً لتعليم اللغة الصينية في البحرين، معربا عن تمنياته في أن يستمر هذا التعاون في التطور السريع لكل ما فيه خير البلدين وصالح شعبيهما الصديقين.
وتطرق السفير الصيني إلى موقف بلاده حيال الاوضاع في مملكة البحرين كدعوة جلالة الملك الأخيرة لتفعيل الحوار الوطني ومن أعمال العنف والشغب في البحرين، مؤكداً تأييد ومساندة الصين لمملكة البحرين في الحفاظ على أمنها واستقرارها ودعمها للإصلاحات والحوار الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك، كما أكد معارضة بلاده لأي شكل من أشكال العنف والإرهاب.
وأفاد ان"الصين تعاني أيضاً من الإرهاب، حيث أصبح العنف والإرهاب ظاهرة عالمية موجودة في كل مكان"، داعياً الجميع إلى التعاون في مواجهتها، منوهاً إلى أن البحرين والصين تتبادلان الدعم في القضايا التي تخص المصالح الأساسية.
وبشأن التدخلات الخارجية قال السفير الصيني:"نحن دائماً نحترم بعضنا البعض ونعارض أي تدخل خارجي في الشئون الداخلية، حيث أن الصين أيضاً تعارض أي تدخل خارجي في شئونها الداخلية".
وتطرق السفير الصيني إلى الجالية الصينية المقيمة في البحرين، مبيَّناً "إن عددها يقارب الألف شخص، وأنه على الرغم من أن هذا العدد ليس كبيراً مقارنة بالصينيين الموجودين في المنطقة، إلا إن أفراد الجالية في البحرين يؤدون دورهم في تعزيز التواصل بين البلدين"، موضحاً أن أغلبهم يعملون في الشركات الصينية والشركات الأجنبية الاخرى التي تعمل في البحرين، وكذلك في محلات المنتجات الصينية وفي مجال المطاعم.
وبمناسبة مرور 25 عاماً على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية ، ذكر السفير الصيني أن هناك سلسلة من الفعاليات ستقام بهذه المناسبة تبدأ بحفل استقبال ستقيمه سفارة الصين إضافة إلى أسبوع ثقافي صيني سيقام في (10 أبريل 2014) في مركز الفنون التابع لوزارة الثقافة بالتعاون بين وزارتي الثقافة البحرينية والصينية والسفارة الصينية، حيث سيتضمن الأسبوع معرضاً للحرير الصيني ومعرضاً آخر للصور يتناول مسيرة العلاقات البحرينية الصينية وما تشهده من تطور وتقدم على الأصعدة كافة.
ولفت في ختام حديثه إلى إنه سيقام كذلك ملتقى للعلاقات البحرينية الصينية بهذه المناسبة بمبادرة من مجلس الشورى البحريني، حيث سيقوم وفد برلماني صيني بزيارة البحرين والمشاركة في هذا الملتقى،و كذلك سيتم الافتتاح الرسمي لمعهد "كونفوشيوس" في جامعة البحرين، إضافة إلى إقامة فعالية احتفالية بين السفارة الصينية ووزارة الخارجية البحرينية بهذه المناسبة.