كشفت «هولسيم»، السويسرية عن صفقة لشراء «لافارج» الفرنسية من خلال الأسهم أمس الاثنين (7 أبريل/نيسان 2014)، لتأسيس أكبر منتج للأسمنت في العالم بمبيعات مجمّعة 32 مليار يورو (44 مليار يورو).
ووصف الشريكان الصفقة بأنها اندماج الندّين وبمقتضاها يحصل كل مساهم في «لافارج» على سهم في «هولسيم» مقابل كل سهم بحوزته، وسيكون مقر الشركة الجديدة في سويسرا وتدرج أسهمها في زوريخ وباريس.
وارتفعت أسهم «لافارج» أربعة في المئة عند الفتح، وسجلت أكبر مكسب على مؤشر كاك 40 الفرنسي، في حين ارتفعت أسهم «هولسيم» 5.4 في المئة.
وذكرت الشركتان في عرض توضيحي مشترك على الإنترنت أن «هولسيم» ستسيطر على حصة 53 في المئة من الكيان الجديد الذي تقدر قيمته بأقل قليلاً من 60 مليار دولار، في حين تسيطر «لافارج» على 47 في المئة.
وستكون الصفقة هي الأكبر في صناعة الأسمنت وتسهم في خفض التكاليف، وتقليص ديون الشركتين، والتعامل على نحو أفضل مع ارتفاع أسعار الطاقة والمنافسة الشرسة وضعف الطلب الذي أضر بالقطاع منذ الأزمة الاقتصادية في العام 2008.
وقال مسئولون تنفيذيون للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن الشركتين يكملان بعضهما البعض جغرافيا؛ إذ إن «لافارج» أقوى في إفريقيا، بينما تكمن قوة «هولسيم» في أميركا اللاتينية.
وستعمل الشركة الجديدة في 90 دولة وتمثل الأسواق الناشئة مثل أسواق أميركا اللاتينية وإفريقيا 60 في المئة من مبيعاتها، بينما لا تتجاوز حصة أي دولة عشرة في المئة.
وقال الرئيس التنفيذي لـ «لافارج»، والذي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة «لافارج» «هولسيم» برونو لافونت: «ستتيح المجموعة الجديدة نمواً أعلى وتقلص المخاطر ومن ثم تمنح قيمة أكبر».
وأضافت الشركتان أنهما تتوقعان أن يقود الاندماج لتوفير 1.4 مليار يورو سنوياً على مدى ثلاثة أعوام بفضل اقتصادات الحجم وكفاءة تشغيل أعلى وخفض كلفة التمويل. ومن المتوقع أن تدقق أجهزة مكافحة الاحتكار في الصفقة.
وأشار محللون في «يو.بي.إس» إلى مشكلات تتعلق بمكافحة الاحتكار في أسواق مهمة من بينها البرازيل وكندا والإكوادور وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والمغرب والفلبين.
وكتب المحللون «في ضوء عدد القضايا المحتملة والحلول المطلوبة نتوقع أن تستغرق إجراءات الموافقة وقتاً طويلاً ربما يمتد لعامين».
وذكرت «لافارج» و «هولسيم» أنهما سيبيعان أنشطة بقيمة بين 10 و15 في المئة من الأرباح قبل حساب الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدَّين لتهدئة المخاوف بشأن الاحتكار.
وأعلنت غروب بروكسل لامبرت القابضة أكبر مساهم في «لافارج» بحصة 21 في المئة دعمها للصفقة وقالت إنها ستتملك حصة 10 في المئة في الكيان الجديد بعد استكمال الصفقة.
وتفيد بيانات تومسون رويترز، أن توماس شميتني من سويسرا وفيلارت جالتشيف من روسيا يسيطران على 31 في المئة في «هولسيم» في حين أكبر مساهمين في «لافارج» هما غروب بروكسل لامبرت وصاحب الأعمال المصري ناصف ساويرس.
وذكرت الشركتان أن الصفقة تحظى بدعم المساهمين الرئيسيين ومن المتوقع الانتهاء منها في النصف الأول من العام 2015.
العدد 4231 - الإثنين 07 أبريل 2014م الموافق 07 جمادى الآخرة 1435هـ