العدد 4232 - الثلثاء 08 أبريل 2014م الموافق 08 جمادى الآخرة 1435هـ

استمرار المواجهة مع الانفصاليين الموالين للروس في اوكرانيا وامل بحوار قريب

تتواصل المواجهة بين الانفصاليين الموالين للروس والاوكرانيين المؤيدين للسلطة الاربعاء (9 أبريل / نيسان 2014) على بعد كيلومترات من الاف الجنود المحتشدين على الحدود لكن يلوح في الافق امل دبلوماسي مع الاعلان عن محادثات جديدة حول هذه الازمة.

وسيجتمع الاميركيون والروس والاوكرانيون والاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل في مدينة اوروبية لم تعلن بعد لبحث اسوأ ازمة بين الغرب والشرق منذ انتهاء الحرب الباردة.

وبعدما اتهم روسيا بارسال "عناصر استفزازية وعملاء" لاثارة الفوضى في الشرق الاوكراني الناطق بالروسية حيث تولى مؤيدون لروسيا منذ الاحد السيطرة على مبان حكومية في ثلاث مدن كبرى، اقترح وزير الخارجية الاميركي جون كيري اجراء هذه المحادثات الرباعية.

ولم ترفض روسيا المحادثات لكنها عبرت عن املها في ان يكون الموالون للروس ممثلين فيها.

ومساء الثلاثاء اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بعدما بحثت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "الاحداث المثيرة للقلق" في اوكرانيا، انها ستشارك الاسبوع المقبل في اجتماع مع لافروف وكيري ووزير الخارجية الاوكراني اندريه ديشتشيتسا.

واكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية الاربعاء عقد مثل هذا اللقاء "في نهاية الاسبوع المقبل في اوروبا". ميدانيا، كان الوضع لا يزال متوترا مساء الثلثاء بعد شائعات عن اجتياح وشيك ستقوم به القوات الروسية. ويحتل انفصاليون موالون للروس تعتبرها السلطة الموالية لاوروبا في كييف بانهم "ارهابيون ومجرمون" مباني رسمية في عدة مدن في الشرق. ويطالبون بتنظيم عمليات استفتاء حول حكم ذاتي اقليمي اوسع او حتى الالتحاق بروسيا.

لكن في اشارة تهدئة، اعلنت اجهزة الامن الاوكرانية انه تم اطلاق سراح 56 شخصا من اصل ستين "رهينة" كان يحتجزهم ناشطون موالون لروسيا في المقر المحلي للامن في لوغانسك شرق اوكرانيا ليل الثلاثاء الاربعاء.

وكتبت اجهزة الامن على موقعها على الانترنت ان الانفصاليين الذين يحتلون المبنى منذ الاحد اخلوا سبيل 51 شخصا ثم خمسة اخرين وكانوا سمحوا لنواب يتفاوضون معهم بالدخول الى المبنى. وجميع الاشخاص الذين اطلق سراحهم بصحة جيدة.

وتابع الموقع ان النواب الذين قاموا بالتفاوض غادروا المكان دون مشاكل و"المفاوضات مستمرة بهدف تقليل المخاطر على حياة وسلامة سكان لوغانسك".

وكانت اجهزة الامن الاوكرانية اعلنت مساء الثلاثاء بعد 48 ساعة على استيلاء الناشطين على المبنى ان "المهاجمين لغموا المكان" واضافت انها تبذل كل الجهود "لاطلاق سراح الرهائن وتسليم سلاحهم".

واستولى ناشطون موالون لروسيا على مبان رسمية اخرى في شرق البلاد الناطق بالروسية. ولا يزالون يسيطرون على مباني الادارة المحلية في دونيتسك الا انهم طردوا من مقر اجهزة الامن الاوكرانية في المدينة نفسها ومن مباني الادارة الاقليمية في خاركيف.

وقد جرت مواجهات عنيفة برشق الحجارة والقنابل الحارقة على مدى ايام في خاركيف، المدينة التي تعد 1,5 مليون نسمة والواقعة على بعد 50 كلم عن الحدود الروسية.

لكن الحكومة الانتقالية في كييف تقوم بكل شيء من اجل تجنب وقوع ضحايا، وصولا الى حد ترك الساحة شبه خالية امام المتظاهرين.

والاضطرابات هذه اثارت مخاوف تعيد الى الاذهان ما حصل في القرم شبه الجزيرة الاوكرانية الواقعة على البحر الاسود التي الحقت بروسيا في اذار/مارس اثر استفتاء لم تعترف به كييف والغرب التي نددت "بضم" هذه المنطقة.

وتتهم السلطات الاوكرانية الانتقالية التي تولت السلطة منذ الاطاحة في نهاية شباط/فبراير بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا، موسكو بالسعي الى "تفكيك" اوكرانيا او نسف الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 ايار/مايو. والمرشحون الاوفر حظا لهذه الانتخابات هم من الموالين لاوروبا المصممين على تقريب اوكرانيا من الغرب.

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة بحماية السكان الروس في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق "باي ثمن" وحشد ما يصل الى 40 الف عسكري على الحدود الاوكرانية ما اثار مخاوف من حصول اجتياح.

وحذر الاميركيون والاوروبيون وحلف شمال الاطلسي بشكل متكرر موسكو من هذا الاحتمال ولوحوا بالتهديد بفرض عقوبات جديدة اقتصادية على روسيا في حال التدخل.

لكن موسكو ورغم انها تتضرر اقتصاديا من جراء هذه الازمة، مع جمود توقعات النمو وتهريب رؤوس اموال تجاوزت 50 مليار دولار في الفصل الاول من السنة، تبدو مصممة على استخدام سلاح الغاز ضد جارتها.

وهكذا عقد الرئيس بوتين الاربعاء اجتماعا لحكومته لبحث العلاقات الاقتصادية مع اوكرانيا بعد قرار رفع اسعار الغاز التي تسلم الى كييف بنسبة 80%.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً