أبدت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي في كلمة لها بمناسبة أسبوع الأصم العربي التاسع والثلاثون المقام في الفترة مابين 21-27 إبريل/ نيسان 2014، تطلعها لمشاركة ومساهمة القطاع الخاص ليكون له دور أكبر وفاعل في دعم الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في سوق العمل تحقيقاً لمبادئ الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذاً لخطة الاستراتيجية الوطنية لذوي الإعاقة.
وما يلي نص الكلمة:
تحظى فئة الصم في مملكة البحرين باهتمام بالغ من قبل الحكومة وجميع المعنيين بتقديم الخدمات لهم سواء التأهيلية أو الرعائية أو الاجتماعية، وذلك من خلال فتح الآفاق الجديدة لهم ومساندتهم للقيام بمشروعات تتوافق وإمكاناتهم وقدراتهم والمشاركة في المشروعات القائمة حتى يتمكنوا من مواصلة مسيرتهم في الحياة ويسهموا في بناء وطنهم خصوصا وهم يمتلكون قدرات وطاقات كبيرة يمكن الاستفادة منها في مختلف المجالات والقطاعات.
لقد نجحت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع شركائها في المجتمع من القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الأهلي في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من فئة الصم في التعليم والانخراط الايجابي في المجتمع، حيث كانت تلك القضية من القضايا الجوهرية التي عملت عليها الوزارة بدأب وإصرار على اعتبار إن عملية الدمج تعتبر قضية ذات أبعاد اجتماعية نبيلة، حيث تم التعاون مع وزارة التربية والتعليم من أجل دمج كلي وشامل لهذه الفئة في بيئة دراسية واضحة عززها جهود أولياء الأمور وتقبل من الآخرين أفرادا وجماعات حين تمكنا من جعل هذه الخطة واقعاً ملموسا، حيث خطونا خطوة حضارية جعلتنا في مصاف الدول ذات التجارب الرائدة والناجحة في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وتجدر الإشارة هنا إلى تفوق عدد كبير من الطالبات من فئة الصم في جميع المراحل الدراسية وخاصة في المرحلة الثانوية.
وكمثال، ضمن عديد من الأمثلة، على قصص لشخصيات سطرت نجاحاتها بالإصرار وبدعم من الوزارة، الموظفة المجتهدة التي تعمل حاليا بوزارة التنمية الاجتماعية كأخصائية اجتماعية سيما علي حسن التي تعد من فئة الصم ومن خريجات مركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل، حصلت على الثانوية العامة والتحقت بالجامعة وحصلت على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية وتم توظيفها في وزارة التنمية الاجتماعية.
إن جهود زراعة القوقعة الإلكترونية لذوي الإعاقة من فئة الصم بالتعاون مع وزارة الصحة مكنتنا من تجاوز كثير من العقبات وحل العديد من المشكلات التي كانت تقف حائلا بيننا وبين تنفيذ الطموح حيث بدأنا بتأهيل أطفال زراعة القوقعة في مركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل في العام الدراسي 2008-2009 من خلال صفين دراسيين، وتم تخريج أول دفعة في العام الدراسي 2012-2013، وهم الآن في الصف الثاني الابتدائي في المدارس النظامية.. وقد بلغ عدد الصفوف حاليا في قسم القوقعة الالكترونية أربعة صفوف قدرة استيعاب إجمالية 20 طالبا وطالبة، علما بأن الطلبة المقبولين للعام الدراسي 2014-2015 يبلغ 10 طلاب، حيث يتم تأهيل الأطفال حتى الصف الأول الابتدائي ليتم بعدها الدمج في المدارس النظامية، مع متابعة مستمرة للطلبة المدمجين في المدارس بالتعاون مع إدارة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم.
في هذه المناسبة، الاسبوع العربي للأصم، فإننا نؤكد أن خدمات وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة شهدت نقلة نوعية من خلال ما تقدم، ونطمح لمزيد من التميز والعطاء لتقديم مزيدا من الخدمات التي تكون فوائدها أشمل وعوائدها نافعة لهم وللمجتمع، حيث أصبح ذلك ممكناً في ظل وجود الاستراتيجية الوطنية للإعاقة التي عملنا على إنجازها من خلال اللجنة العليا للإعاقة والتي انبثقت عنها خطة تنفيذية تترجم إلى أنشطة وبرامج تخضع لرقابة ومراجعة دائمين. وسوف تواصل الوزارة عملها بالتعاون مع الوزارات المختلفة على تضمين مشروعات جديدة في خططها ومشروعاتها في مجالات الصحة والتعليم وتشغيل وتأهيل وخدمات المعوقين المختلفة ووضع المرئيات اللازمة لها وتهيئة الكوادر البشرية للوفاء بتحقيق مستوى أفضل لتك المجالات وذلك تأكيدا على نهج الحكومة السابق والحالي ونظرته للمستقبل بالنسبة لذوي الإعاقة.
كما ونتطلع لمشاركة ومساهمة القطاع الخاص ليكون له دور أكبر وفاعل في دعم الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في سوق العمل تحقيقاً لمبادئ الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذاً لخطة الاستراتيجية الوطنية لذوي الإعاقة.